قتل 20 شخصاً على الأقل من مليشيات حزب اللات اللبناني، وأحد من يقودون المفاوضات بين الجهات المتقاتلة، وذلك خلال أول يومين من معركة الحزب في جرود (محيط) عرسال على الحدود بين لبنان وسوريا.

وقال الجيش البناني في بيان، السبت: إن "سيارة يستقلها النائب السابق لرئيس بلدية عرسال، أحمد الفليطي، يرافقه فايز الفليطي المكلفان (من قبل الجيش وحزب اللات) بالتفاوض مع المجموعات الإرهابية، تعرضت (اليوم) لصاروخ من قبل تنظيم جبهة النصرة، خلال مرورها بمنطقة وادي حميد (أهم نقطة استراتيجية بعرسال)".

وأضاف البيان أن الهجوم أدى إلى بتر قدم أحمد الفليطي وإصابة فايز بجراح مختلفة، و"تم نقلهما إلى أحد مستشفيات (لم يذكرها) المنطقة للمعالجة، وما لبث الفليطي أن فارق الحياة متأثراً بجراحه".

وأكدت مصادر محلية مقتل 20 شخصاً من مليشيات حزب اللات اللبناني خلال يومين.

كما أفادت المعلومات الواردة من عرسال في لبنان أن قوات من جبهة النصرة الموجودة في جرود المنطقة قد أسرت مسلحاً من مليشيات حزب اللات في أحد الكمائن، وهو سوري من حمص يقاتل في صفوف المليشيات اللبنانية.

في حين قالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، إنه تم "تحرير 60%" من المساحة التي يشغلها المسلحون وذلك مع نهاية اليوم الثاني من المعارك.

وأشارت إلى أن "وتيرة القصف المدفعي والصاروخي خفت مساء اليوم، وكذلك حدة المعركة العسكرية والميدانية في جرود عرسال والسلسلة الشرقية من الجرود على المحورين السوري واللبناني".

وأكدت الوكالة سابقاً مقتل 17 من عناصر حزب اللات في معارك عرسال خلال اليومين الماضيين، دون مزيد من التفاصيل، غير أن إعلام لبناني أفاد بمقتلهم على يد "جبهة النصرة".

ولفتت الوكالة الوطنية للإعلام إلى أن "مقاتلي حزب اللات سيطروا على موقع ضهرة الهوة، أهم المواقع في جرود عرسال". وأضافت: إن "جرود السلسلة الشرقية (لجبال لبنان) شهدت عمليات قصف متقطعة على جرود الرهوة معقل تنظيم أمير داعش، موفق أبو السوس، بعد انضمامه إلى المعركة، وسمعت أصداء القصف في قرى البقاع الشمالي وعرسال".

من جهته ذكر "الإعلام الحربي" التابع للحزب أن قواته سيطرت على منطقتي جوار الشيخ ووادي كريتي، ومناطق أخرى في الجزء الجنوبي من جرود عرسال.

وقال إن الطائرات العسكرية السورية استهدفت مواقع المسلحين على الجانب السوري من الحدود، قرب بلدة فليطة السورية. وأضاف أن ما لا يقل عن 23 من مسلحي فتح الشام "النصرة" قتلوا في اليوم الأول، وما لا يقل عن خمسة من مقاتلي حزب اللات أيضاً في اليوم ذاته.

وقال موقع قناة المنار التابعة لحزب اللات على الإنترنت، إن الجيش اللبناني استهدف "مجموعة من المسلحين جنوب وادي الخيل، وتصدى لمجموعة من المسلحين في "وادي الدم" بينما كانت تحاول التسلل في اتجاه مراكز الجيش في عرسال".

ويتابع الرئيس اللبناني، ميشال عون، "التطورات الأمنية التي شهدتها الحدود اللبنانية السوية المقابلة لجرود عرسال، وتلقى تقارير من الأجهزة الأمنية المعنية حول المستجدات، والإجراءات التي اتخذتها قيادة الجيش (اللبناني) على الحدود لمنع تسلل المسلحين عبرها"، وفق ما صرح المكتب الإعلامي في الرئاسة اللبنانية في بيان له.

ومنذ الأربعاء الماضي، بدأ سلاح الجو التابع للنظام السوري حليف حزب اللات، والذي يقاتل الأخير إلى جانب قواته في سوريا منذ 4 أعوام، باستهداف مواقع للمسلحين في جرود عرسال، حيث يتحصن ما يقارب الألفي مسلح ينتمي غالبيتهم إلى جبهة "النصرة" وتنظيم الدولة، وفق إحصائيات لبنانية.

وأرجع مراقبون زيادة خسائر حزب اللات إلى التكتيك العسكري الجديد الذي اعتمده الحزب في المعركة، والمتمثل في الاشتباك عن قرب.

ويذكر أن عرسال تحتوي على ما يقارب 120 ألف نازح، معظمهم من أهالي القلمون والقصير، ويتركز نحو 10% منهم خارج حدود عرسال، ويعيشون ظروفاً إنسانية سيئة، وكان نازحو مخيمي النور والقارية قد تعرّضوا، الشهر الفائت، لحملة أمنية من قبل الجيش اللبناني، أثارت الجدل حول الانتهاكات التي نفذها عناصر الجيش بحق قاطني تلك المخيمات.

الخليج أونلاين