الجمعة, 12 يوليو 2024
اخر تحديث للموقع : منذ 3 أشهر
المشرف العام
شريف عبد الحميد

د. أكرم حجازي يكتب| خط العبور الإيراني الجديد نحو المتوسط

آراء وأقوال - د. أكرم حجازي | Thu, Jun 15, 2017 5:30 AM
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني

كنا قد علقنا على تقرير صحيفة «الغارديان» البريطانية حول خط العبور الإيراني نحو البحر الأبيض المتوسط في مقالة صدرت بتاريخ 18/12/2016، تحت عنوان: «صيحة نذير: حلب والموصل في الطريق إلى يالطا»، ونشرت في موقع «المراقب»، وعلى حساباتنا في مواقع التواصل الاجتماعي، وغطينا الموضوع برمته في حلقة على قناة «صفا» الفضائية .

   في 16/5/2017 نشرت الصحيفة البريطانية موضوعا ذا صلة ، يتعلق بتغيير خط العبور الأول الذي يبدأ من: « طهران - بعقوبة - الشرقاط - سنجار- ربيعة - القامشلي - كوباني - حلب - إدلب - حمص - اللاذقية، ثم المتوسط. أما الخط الجديد فيبدأ من: « طهران - بغداد - الشرقاط - تلعفر - دمشق - حمص - اللاذقية»، مبتعدا بذلك، عن المناطق الكردية في الشمال السوري، القامشلي وكوباني وحلب وإدلب. ومتجها نحو الجنوب بحوالي 140كم لتجنب الاحتكاك مع القوات الأمريكية التي نزلت في مناطق الشمال.

    لعل هذه التغيرات هي التي تفسر توجه القوات السورية النظامية والمليشيات الشيعية باتجاه مناطق شهدت صدامات مؤخرا وحتى تدخلات أمريكية عسكرية. بطبيعة الحال ثمة معطيات كثيرة تؤكد ما يجري على الأرض. لكن أهم ما في الأمر أن الصراع الأمريكي مع الإيرانيين ليس على العبور الإيراني باتجاه المتوسط بقدر ما هو على الدور الذي على إيران أن تلتزم به وفق صياغات النظام الدولي وترتيباته الجارية للمنطقة.

   وفي ذات السياق من التدخل الأمريكي ينبغي ملاحظة أن الأمريكيين بزعامة ترامب يميلون إلى «اليهودية» و «إسرائيل» في مواجهة إيران، وفق مصالح أيديولوجية وليس دولية. وهذا يتوافق مع قلق «إسرائيل» التي تبدي مخاوفا من صعود وثبات المربط الفارسي الذي سيخصم فعليا من رصيدها ومكانتها. فهل  

    مع أن مقالة « الغارديان» أقرب للخبرية من أي تحليل، إلا أنها تبقى مهمة من حيث متابعة هذا الملف الذي يبدو ان الصحيفة البريطانية تهتم به على وجه الخصوص. وفيما يلي نص المقالة التي ترجمها لـ «المراقب» أحد الأصدقاء مشكورا.

إيران تغير مسار الطريق إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط ​​لتجنب القوات الأمريكية

صحيفة الغارديان البريطانية

مارتن شولوف مراسل الشرق الأوسط

https://www.theguardian.com/world/2017/may/16/iran-changes-course-of-road-to-mediterranean-coast-to-avoid-us-forces

ممر بري جديد للتحرك 140 ميلا باتجاه الجنوب لتجنب تجمع القوات الأمريكية التي تم تجميعها في شمال شرق سوريا لمحاربة تنظيم الدولة

     قامت إيران بتغيير مسار الممر البري الذي تهدف من خلاله إلى شق طريق لها إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط بعد خشية المسؤولين في العراق وطهران من تزايد الوجود العسكري الأمريكي في شمال شرق سوريا مما أدى إلى أن يصبح مسارها الأول غير مجدي.

    لقد تم نقل الممر الجديد بنحو 140 ميلا باتجاه الجنوب لتجنب تجمع القوات الأمريكية التي تم تجميعها لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية.  وسوف تستخدم الآن بلدة الميادين التي يحتلها تنظيم الدولة كمركز في شرق سوريا متجنبة بذلك الشمال الشرقي الكردستاني الذي سبق أن قال عنه القادة الإيرانيون بأنه مسار مهم للغاية.

    تلك التغيرات أمر بها قائد قوة القدس الجنرال قاسم سليماني وزعيم جبهة الحشد الشعبي في العراق حيدر العامري الذي تمكنت قواته ذات الغالبية الشيعية من الاقتراب من بلدة بعاج العراقية وهي حلقة وصل رئيسية في الممر المخطط له والتي يتمركز فيها زعيم تنظيم الدولة أبو بكر البغدادي معظم السنوات الثلاث الماضية.

طريق طهران إلى البحر

    حاولت إيران طوال الحرب مع الجماعة الإرهابية ومنذ عدة سنوات قبل ذلك أن تضع لها مناطق نفوذ عبر العراق وسوريا تتحكم بها هي ووكلاؤها. ولكن أضاف الصراع السوري مع تشكّل المشروع أبعادا جديدة غير محسوبة جعلت من تأمين مثل هذا الممر صعبا بشكل متزايد.

    لقد أثار تجمع قوات الولايات المتحدة في شمال شرق سوريا قلق المسؤولين في بغداد وطهران.  وقالت مصادر عراقية رفيعة المستوى لصحيفة الجارديان إن القادة الإيرانيين يعتقدون أن الوجود المتصاعد يهدف إلى الحد من طموحات طهران.

    يقول مسؤول عراقي رفيع المستوى « ردا على ذلك فإنهم يبذلون كل ما في وسعهم للانتهاء من هذا الممر بأسرع ما يمكن. وهذا يعني الانتهاء من بعاج بأسرع ما يمكن ثم طرد تنظيم الدولة من الميادين ودير الزور. إنهم يريدون القيام بذلك قبل وصول الأميركيين إلى هناك».

    لقد أصبحت بعاج صيد مهم خاصة مع دخول الحرب ضد تنظيم الدولة في العراق مرحلة نهائية.  ففي الوقت الذي تواصل فيه الشرطة العراقية ووحداتها العسكرية الضغط على الموصل فقد بدأت الميليشيات الشيعية التي تمركزت خلال الأشهر السبعة الماضية في تلعفر شمال غرب المدينة الثانية في العراق بالاندفاع خلال عطلة نهاية الأسبوع لتصل على بعد ثلاثة كيلومترات من ضواحي مدينة بعاج.  

    يقول المراقبون بأن تنظيم الدولة يقاتل بشراسة للدفاع عن البلدة التي ظلت بؤرة للمقاتلين الجهاديين السلفيين منذ الغزو العراقي الذي قادته الولايات المتحدة قبل 14 عاما.  ويعتقد مسؤولو الاستخبارات في المنطقة بأن البغدادي كان متواجدا في البلدة منذ شهر آذار / مارس الماضي، وأن العديد من التقارير ذكرت بأنه كان هناك في شباط / فبراير ومعظم وقت معركة استعادة الموصل.

    إن سقوط بلدة بعاج سيكون مدمرا لتنظيم الدولة التي تقلص وجودها في العراق وسيجعل أجزاء من محافظة الأنبار تصبح آخر معاقلها المتبقية التي بدأت الجماعة الإرهابية مسيرتها منه قبل أكثر من عقد من الزمن.

    كلما فقد تنظيم الدولة المساحات على الأرض في العراق كلما انتقل التركيز أكثر إلى المرحلة الأخرى وربما النهائية للحرب وهي الضغط باتجاه الاستحواذ على معاقل التنظيم الأخيرة في سوريا والتي تشمل الرقة ودير الزور.  لم يتم بعد الانتهاء من تشكيل القوة التي سيتم إرسالها إلى كلا المدينتين مع استمرار الولايات المتحدة في دعم الجماعات الكردية السورية إلى حد إغضاب حليفتها تركيا التي تدفع الوحدات العربية التي تدعمها للقيام بهذه المهمة.

    لقد جعل هذا الصراع السياسي ساحة المعركة في سوريا أكثر تعقيدا مما أجبر إيران على تغيير المسار لأحد أهم أهدافها طويلة الأجل، وقد كان يبدو فيما سبق بأن تقدمها كان على أسس مضمونة.

    لقد اختير الممر في سوريا لتميزه بأقل قدر من الاضطراب وهو يبدأ من الحدود الإيرانية إلى جلولاء في محافظة ديالى مارا عبر جنوب الموصل إلى الشرقاط ثم شمالا إلى تلعفر.  إن المحور إلى الغرب الذي يتجاوز سنجار قد أرغم القوات المدعومة من إيران إلى القتال المباشر مع تنظيم الدولة، وهذا يخدم هدف من شقين: أولا يسمح بالقيام بدور متزايد في الحرب، وثانيا يضع حجر الأساس للممر الجديد.

    الخطة تم القيام بها من قبل الميليشيات الشيعية بأوامر إيرانية. وقامت بمنح الأقليات قوة لتأمين المساحات على طول الممر.  فمقاتلو حزب العمال الكردستاني الذين كانوا قد أتوا من تركيا كانوا الجماعة الرئيسية الذين أمّنوا المساحات من جبل سنجار إلى الحدود السورية ولكن التغيير في الخطة قد أخذ الممر إلى الجنوب.

     يقول مسؤولون عراقيون إن « الممر الذي تم اختياره حديثا يبدأ من دير الزور إلى السخنة إلى تدمر ثم إلى دمشق وإلى الحدود اللبنانية حيث يمكن تحقيق الهدف الأساسي المتمثل في تقوية حزب الله جزئيا من خلال مقايضة ديموغرافية».  ومن هناك يتم ربط الطريق إلى اللاذقية والبحر الأبيض المتوسط، مما يعطي إيران خط إمداد يتجنب مياه الخليج الفارسي الذي تقوم دوريات كثيفة بحراسته.

تعليقات

أراء وأقوال

اشترك في النشرة البريدية لمجلة إيران بوست

بالتسجيل في هذا البريد الإلكتروني، أنتم توافقون على شروط استخدام الموقع. يمكنكم مغادرة قائمة المراسلات في أي وقت