الخميس, 21 نوفمبر 2024
اخر تحديث للموقع : منذ إسبوع
المشرف العام
شريف عبد الحميد

«CIA» تعيِّن «أمير الظلام» لقيادة العمليات ضدّ إيران

صحافة - نيويورك تايمز | Tue, Jun 6, 2017 4:07 AM
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني

تناقلت وسائل الإعلام الغربية تقارير ومقالات حول مَن يُعرف بـ”أمير الظلام”، أو “آية الله مايك”، وهو لقب حصل عليه بصفته ضابطًا في وكالة الاستخبارات الأمريكيَّة، إذ أشرف على عملية مطاردة أسامة بن لادن، وعلى الضربات الجوية الأمريكيَّة بالطائرات المسيَّرة دون طيار التي قتلت آلاف المسلَّحين ومئات المدنيين.

وقالت “نيويورك تايمز” إن مايكل دا آندريا حصل على عمل جديد لدى الوكالة، فهو الآن يدير عملياتها حول إيران، حسبما ذكر موظفون سابقون في CIA، في ما يُعتبر خطوة جادَّة لدى إدارة الرئيس ترامب لتبنِّي سياسة متشدِّدة تجاه إيران كما روج في أثناء حملته الانتخابية.

ويُعتبر تعيين السيد دا آندريا في موقعه الجديد إحدى الخطوات الجادَّة لدى الوكالة لاستخدام القوة بدلًا من العمليات السرِّية تحت قيادة مايك بومبيو، الجمهوري المحافظ والعضو السابق في الكونغرس. كما عيّنت الوكالة أيضًا رئيسًا جديدًا لمكافحة الإرهاب، بدأ بدوره الضغط تجاه تنفيذ ضربات أكبر ضدّ الجماعات المسلَّحة.

كانت إيران ولا تزال أصعب أهداف وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكيَّة، وتمتلك الوكالة قدرة محدودة على اختراقها بسبب عدم وجود سفارة لواشنطن هناك لتوفير الغطاء الدبلوماسي وعمل أجهزة الاستخبارات الإيرانيَّة على مواجهة عمليات التجسُّس والعمليات السرِّية الأمريكيَّة منذ نحو أربعة عقود.

وأضافت “نيويورك تايمز” أن العبء الأكبر في تنفيذ توجيهات ترامب يقع على السيد دا آندريا، الذي اعتنق الإسلام وله سمعة كبيرة في هذا المجال لا يمتلكها أي من عناصر الوكالة الآخرين من حيث العمل على إضعاف تنظيم القاعدة.

يقول روبرت إيتنجر، محامٍ سابق في CIA كان له دور كبير في عمليات الوكالة بالطائرات المسيَّرة، عن السيد دا آندريا: “يستطيع تنفيذ برنامج هجومي كبير، وبذكاء”.

الوكالة رفضت التعليق على دور السيد دا آندريا، فقالت إنها لا تناقش هُوِيَّات أو أعمال موظفيها السريين، وتحدثت عن الحفاظ على سرية هوية السيد دا آندريا كما تفعل مع عديد من كبار موظفيها في لانجلي وفرجينيا مثل إيتنجر الذي لم يستخدم اسمه. وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” اسم السيد دا آندريا لأنه ذُكر سابقًا في بعض التقارير الإخبارية، وكذلك ذكرت قيادته، تنفيذ توجُّهات الإدارة الأمريكيَّة الجديدة حول إيران.

وأطلق الرئيس ترامب لقب “دولة الإرهاب الأولى” على إيران، ووعد خلال حملته الانتخابية بالعمل على إلغاء أو مراجعة الاتِّفاق النووي الذي وافقت طهران بموجبه على تحديد برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات.

لم ينفِّذ الرئيس ترامب تهديداته، بل على العكس امتدحت إدارته التزام إيران بالاتِّفاق النووي، إلا أنه عاد وتَبَنَّى سياسة متشدِّدة تجاه إيران بطريقة أخرى، إذ وصف وزير خارجيته ركس تيلرسون الاتِّفاق بـ”الفاشل”، وعهد ترامب إلى صقور الأمن القومي بالدفع تجاه احتواء إيران والعمل على تغيير النِّظام فيها، الذي يمكن تنفيذه من خلال عمليات CIA السرِّية.

ويدعم ذلك تصريح الجنرال مكماستر، مستشار الأمن القومي والقائد السابق للوحدة المدرَّعة في السنوات الأولى لحرب العراق، الذ يعتقد أن عملاء إيران كانوا يقدِّمون الدعم للمنشقِّين في العراق الذين كانوا سببًا في موت عديد من جنوده، كما يعمل ديرك هارفي، مدير دائرة الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي، أيضًا على الملفّ الإيرانيّ.

“نيويورك تايمز” تابعت تصريح عزرا كوهين واتنك، مسؤول الاستخبارات في مجلس الأمن القومي وضابط الارتباط المسؤول في البيت الأبيض مع وكالات الاستخبارات الأخرى، لموظفي الإدارة، بأنه يريد استخدام جواسيس أمريكان للمساعدة في التخلُّص من الحكومة الإيرانيَّة حسبما جاء على لسان عدد من مسؤولي الاستخبارات ووزارة الدفاع.

أما السيد بومبيو، ممثّل جنوب وسط كنساس في البيت الأبيض، فكان من أشد منتقدي الاتِّفاق النووي الإيرانيّ في الكونغرس الأمريكيّ، كما كتب مقالة لمجلة السياسية الخارجية foreign policy بعنوان “الأصدقاء لا يسمحون لأصدقائهم بالعمل مع إيران”، كما وعد في أثناء جلسة الاستماع في مجلس الشيوخ في يناير بأنه في حال بقي الاتِّفاق النووي فإنه سوف يراقب إيران مراقبة حثيثة للتأكُّد من التزامها ببنود الاتِّفاق، وقال إن “الإيرانيّين محترفو غِشّ”.

وقد وجد مدير الاستخبارات في مجلس الأمن القومي في السيد دا آندريا الرجل المناسب ليكون ضمن فريق عمله على الملف الإيرانيّ، فقد نشأ دا آندريا في شمال فرجينيا في عائلة لها ارتباط استخباراتي على مدى جيلين، كما قابل زوجته المسلمة في أثناء مَهَمَّة له في الخارج واعتنق الإسلام للزواج بها.

للسيد دا آندريا سمعة كبيرة في دقة العمل لدى وكالة الاستخبارات المركزية حسبما صرَّح عدد من زملائه في العمل، إذ قال الموظف السابق للوكالة إيتنجر إنه ذات يوم سأل السيد دا آندريا الذي كان يمتلك سريرًا سري للنوم في مكتبه، ماذا فعل من أجل المتعة، فأجاب دا آندريا: “العمل”، كما سئل السيد إيتنجر ما إذا كان تعيين السيد دا آندريا إشارة إلى أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكيَّة تعمل على رسم سياسة أكثر تشدُّدًا تجاه إيران فأجاب: “لا أعتقد أنها قراءة خاطئة”.

لم تُعرَف الآراء الشخصيَّة للسيد دا آندريا حول إيران، وكذلك ليس من مهمَّته صناعة القرار السياسي، بل إيجاد مبرِّرات له، فهو ضابط عمليات عنيف، حسبما صرَّح إيتنجر.

قالت “نيويورك تايمز” أيضًا إنه خلال سنوات ما بعد هجمات 11 سبتمبر كان السيد دا آندريا معنيًّا بشِدَّة ببرنامج التحقيق والتوقيف نتج عنه عمليات تعذيب لعديد من السجناء، وقد أُدينَ في تقرير مجلس الشيوخ لعام 2014 بتنفيذ أعمال غير إنسانية وغير مُجدِية، ونُشر الملخَّص التنفيذي للتقرير المكوَّن من 6700 صفحة للعلن، إذ بدأت إدارة الرئيس ترامب بإرسال نسخ كامله من التقرير إلى الكونغرس الذي لا يخضع لقانون حرية طلب المعلومات مع اعتبار عدم نشره أبدًا.

تَسلَّم السيد دا آندريا مسؤولية مركز مكافحة الإرهاب في CIA عام 2006، وقضى السنوات التسع اللاحقة في إدارة عمليات مطاردة العناصر المسلَّحة حول العالَم.

كذلك لعبت قيادته للعمليات دورًا رئيسيًّا في مقتل عماد مغنية رئيس العمليات الدولية في حزب الله الشيعي اللبناني المدعوم من إيران عام 2008 بمساعدة إسرائيلية باستخدام سيارة مفخَّخة في أثناء عودته إلى منزله في دمشق، وفي نفس الوقت عمل السيد دا آندريا على تكثيف ضربات الطائرات المسيَّرة في باكستان، وأصبحت هذه السياسة هي الأداة المفضَّلة للرئيس السابق أوباما في مكافحة الإرهاب واستهداف قادة الجماعات المسلَّحة.

عند تَسلُّم السيد دا آندريا مسؤولية مكافحة الإرهاب كانت عمليات ضرب الطائرات المسيَّرة لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكيَّة في باكستان محدودة بثلاث ضربات فقط في ذلك العام، حسبما ذكرت مجلة “لونغ وور”، وبحلول عام 2010 أصبحت تلك الضربات في أعلى مستوياتها إذ شنَّت الوكالة 117 ضربة ضدّ تنظيم القاعدة والعناصر الجهادية الأخرى التي تتّخذ من مناطق القبائل الجبلية ملجأً لها على طول الحدود الشمالية الغربية لباكستان مع أفغانستان.

ووسَّعَت الوكالة نطاق ضرباتها بالطائرات المسيَّرة إلى اليمن بتوجيهات السيد دا آندريا، ويُثنِي عديد من أعضاء CIA عليه في لعب دور كبير في تقويض تنظيم القاعدة.

على الرغم مِمَّا ذُكر واجه السيد دا آندريا عدد من النكسات عندما كان في مركز القيادة، إذ فجّر عميل سرِّي للوكالة يعمل مع تنظيم القاعدة نفسه في قاعدة أمريكيَّة في أفغانستان متسبِّبًا في مقتل سبعة من عناصر الوكالة، ويُعتبر ذلك الهجوم الوحيد القاتل على عناصر CIA لأكثر من ربع قرن.

وفي يناير 2015 شنَّت طائرة مسيَّرة غارة على مجمع للقاعدة في باكستان، حيث كانت العناصر المسلَّحة تحتجز رهينتين في مكان غير معروف للوكالة، فنتج عنها مقتل كل من وارن فينشتاين، وهو أمريكيّ يعمل في برنامج المساعدات ومستشار اقتصادي، والإيطالي جيوفاني لو بورتو، 37 عامًا.

وأنهت الصحيفة تقريرها بأنه بعد أشهُر قليلة انتقل السيد دا آندريا إلى موقع جديد لمراجعة فاعلية العمليات السرِّية، وصرَّح مسؤولون سابقون في الوكالة بأن السيد دا آندريا هو الرجل المناسب للإشراف على عمليات إيران لِمَا له من خبرات، وقال الموظَّف السابق في الوكالة السيد إيتنجر عن دا آندريا: “أعرف كثيرين كانوا يخافونه ويعتقدون أنه لا يرحم، إلا أن الحقيقة هي عكس ذلك؛ لقد كان دقيقًا جدًّا في عمله ويعامل الناس وفق معايير عالية”.

المصدر|مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية

تعليقات

أراء وأقوال

اشترك في النشرة البريدية لمجلة إيران بوست

بالتسجيل في هذا البريد الإلكتروني، أنتم توافقون على شروط استخدام الموقع. يمكنكم مغادرة قائمة المراسلات في أي وقت