الفساد والإصلاح بين التنامي والانكماش
مظاهر ودلالات ومآلات
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم .
مفردتان متقابلتان يمثلان مظاهر الصراع السنني بين الباطل والحق وينقسم الناس إلى فريقين حال التدافع البيني بين الحق والباطل ليهلك من هلك من أهل الفساد حال قيام أهل الصلاح والإصلاح بمهمة البيان والتبيين لحقيقة منهج الإسلام في علاج الفساد أو ما يعرف بظاهرة تنامي الحق وأهله في مقابل إنكماش الباطل وأتباعه .
التنامي لاحد عناصر المقال سواء الفساد أو الإصلاح تابع للآخر فكلما تنامى الإصلاح أو أهل الإصلاح وقع الفساد وأهل الفساد في الانكماش فمعظم تمدد الباطل تابع لانكماش الحق أو أهل الحق بعبارة أدق وأسلم لأن الحق بطبيعته يحمل مقومات التمدد أو البقاء بخلاف الباطل الذي صفته الكينونية قائمة على الضعف والبقاء والانكماش غير أن مداد البقاء له سننية المعركة ثم تخلي بعض أهل الإصلاح عن مواقعهم فكان إنكماش الإصلاح هو المداد الخلفي لبقاء الفساد أو تناميه.
الفساد أحد أهم مظاهر إنكماش أهل الحق وانصرافهم من مهمة الإصلاح الكوني في عالم الواقع ، ومن ثم يصبح الفساد حالة ذهنية تسيطر على النفس البشرية كوحدة بناء الأمة والمجتمع لتجعل منها أدوات في دائرة التنامي للشر ولأهل الفساد بصفة عامة.
الفساد أحد دلالات ومظاهر حاكمية الهوى للواقع بعيداً عن العبودية لله رب العالمين ، ولمظاهر الفساد مظاهر أعلاها الفساد العقدي ومن مآلاته الإنصراف عن التحاكم للكتاب والسنة ومفاهيم الجيل الأول الراشد رضي الله عن الجميع.
ثم الفساد الفكري للفرد والجماعة المسلمة ومن ثم تهلك الجماعة البشرية حال انحطاط أهل الصلاح والإصلاح حين يعيشون أسرى أو مصاحبين للانكماش ومن ثم يتمدد الفساد كعامل مقابل .
ثم تنامي ظاهرة الفساد الاجتماعي حين تقع الجماعة البشرية في تيه التآكل البيني كرد فعل لإنشغال أهل الصلاح والإصلاح بقصاياهم الفرعية التي لا توازي الخطر القائم أو الخطر القادم.
ظاهرة الإصلاح بين الظهور والتمدد والانكماش :
من مفردات الشريعة الإسلامية ظهور المجددين في الأمة ليكونوا أحد دلالات الرحمة بالعنصر البشرية حال ظهور رأس الفساد أو تمدد الفساد وانكماش الإصلاح واتباعه في واقع الحياة.
تمدد الإصلاح تابع لعمومية لطبيعة فهم المسلم لحقيقة الصلاح والإصلاح وشمولية الإصلاح لكافة المحاور داخل المجتمع سواء.
تمدد الإصلاح للمحور العقدي في الأمة من خلال ضبط التصورات العقدية للفرد والجماعة المسلمة والأمة بشكل عام حتى يستقيم البناء أو العقد الاجتماعي للأمة على كل المحاور التابعة المحور العقدي .
تمدد الإصلاح للمحور الاجتماعي للفرد والأمة على السواء فما الواقع الفردي إلا دلالة عل طبيعة البناء الجمعي العام الذي يجمع الأمة على كل المحاور .
إنكماش رواد الإصلاح للعنصر الاجتماعي تابع لطبيعة الأداء الجمعي فيما بينهم فما بقي الباطل إلا بطبيعة أداء أهل الحق أو تمدد المسافات البينية فيما بينهم ، وكل محاولة لاستهلاك وقت أهل الصلاح بعيد عن منهجية التلاقي فيما بينهم محاولة لا تثمر سوى العشوائية التي تخدم الخصوم قبل أن تحدث فارق في واقع الإصلاح أو الأولياء.
مما نجح رواد منهج العلمانية الفاسد في الواقع المعاصر استغلالهم لأمور منها :
عدم التنامي الشامل أو النمو الموازي لرواد أو قادةالعمل الإسلامي المعاصر في مواجهة احتياجات المسلمين العقلية والفكرية بل والجماعية حتى لا يحدث الخلل البيني بين أبناء الأمة ، وبالتالي كان ما كان من تمدد لأهل باطل وانكماش لأهل الحق .
فنجاح أهل الفساد مرتبط بطبيعة صلاح أهل الصلاح أو طبيعة التصور لحقيقة الإصلاح.
حين يبقى عدم التوازي بين بذل أهل الحق وبين طبيعة الهدف أو الخطر ثم يظهر الإنقسام البيني فيما بين أهل الحق فلا عتب على تمدد أهل فساد و باطل أو إنكماش أهل اصلاح وحق .
وصلاة ربي على الحبيب محمد صلى صلى الله عليه وسلم .