الجمعة, 12 يوليو 2024
اخر تحديث للموقع : منذ 3 أشهر
المشرف العام
شريف عبد الحميد

عام على انطلاق «إيران بوست».. أول موقع متخصص لكشف المشروع الفارسي للهيمنة والتشيّع

ضد طهران - | Thu, Jun 1, 2017 1:59 AM
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني

<< «فضح إيران» بات مهمة قومية بعد أن أصبحت «شوكة» في خاصرة الأمة وسيفا مُسلطا على رقاب أبنائها

<< الموقع يسعى لدحض دعاوى إيران بأن من يعمل ضد مشروعها الطائفي فهو مع المشروع الأمريكي والصهيوني!

<< «إيران بوست» يكشف: «الحرس الثوري» ضالع في تهريب المخدرات وتجارة الجنس وفي العمليات الإرهابية

<< لأول مرة في الإعلام العربي.. الموقع يكشف النقاب عن قضية إقليم «الأحواز» المحتل منذ 80 عاما

<< برلمان إيران أقر قانونا يُلزم الحكومة بمضاعفة ميزانية هيئة الإذاعة والتلفزيون إلى 3 مليارات دولار

 

قبل عام، انطلق موقع «إيران بوست» في فضاء الشبكة العنكبوتية، كأول موقع من نوعه مخُصص للرد على المشروع الفارسي للهيمنة والتشيّع، وبهدف كشف النقاب عن مدى خطورة أيديولوجية «ولاية الفقيه» التي باتت تُفصح بلا خجل - أو حتى «تقية»- عن نوايا إيران العدوانية وطموحاتها التوسعية، تلك النوايا المفضوحة التي يعززها وجود إيراني عسكري حاشد يروم ابتلاع كامل البلدان العربية، بعد أن تورطت «طهران» بالفعل في 3 تدخلات ونزاعات عسكرية، تدور رُحاها في العراق وسوريا واليمن، بدوافع ومنطلقات طائفية محضة.

وقد انطلق «إيران بوست» في مثل هذه الأيام من العام الماضي، لمواجهة الدعاية الهستيرية التي تقوم إيران بترويجها حاليا، بدعوى أن كل من يعمل ضد مشروعها الطائفي فهو مع المشروع الأمريكي أو الصهيوني!

ولم يعد خافيا على أحد أن النظام الإيراني يتبنى استراتيجية واضحة المعالم في المنطقة، يسعى من خلالها للتوسع وتعزيز نفوذه ونشر أيديولوجيته خارج حدوده الجغرافية٬ ويرى هذا النظام العدواني أن الإعلام أداة فعّالة تمهد الطريق لتحقيق طموحاته، عبر السعي لكسب قلوب وعقول أبناء الشعوب في الشرق الأوسط، لذلك فهو يستثمر أموالا طائلة لتشغيل ماكينته الإعلامية في الداخل والخارج معا.

ومن المعلوم للكافة أنه يعمل في هيئة الإذاعة والتليفزيون٬ المؤسسة الرئيسية التي تدير الإعلام الإيراني، 46 ألف موظف بدوام كامل٬ وهناك عشرات آخرون بدوام جزئي٬ وتبلغ ميزانية الهيئة 1.7 مليار دولار أمريكي٬ وفي عام 2015 أنتجت هذه المؤسسة نحو 763.60 ألف ساعة من العمل الإعلامي الموجه إلى داخل إيران وإلى الخارج. وللهيئة 21 مكتبا في مختلف عواصم العالم٬ كما لديها 30 قناة فضائية تبث برامجها على مدار الساعة وبشكل يومي من خلال 12 قمرا اصطناعيا أجنبيا٬ بالإضافة إلى 13 محطة إذاعية تبث برامجها يوميا دون انقطاع إلى كافة أنحاء العالم وبمختلف اللغات.

كما لدى الماكينة الإعلامية الإيرانية عدة قنوات تلفزيونية ناطقة بالعربية والإنجليزية تديرها جماعات تابعة لها٬ منها قناة «العالم» الناطقة باللغة العربية٬ و «برس تي في» الناطقة بالإنجليزية٬ فضلا عن قنوات أخرى أبرزها قناة «المنار» التابعة لـ «حزب اللات» اللبناني.

وفي يناير الماضي، كشف الإعلامي السعودي المختص في الشأن الإيراني عايد الشمري، عن مضاعفة إيران ميزانية هيئة الإذاعة والتلفزيون رسميا. وقال «الشمري» في حساب «دراسات إيرانية» الذي يديره على موقع «تويتر»: إن برلمان إيران أقر قانونًا يلزم الحكومة بمضاعفة ميزانية هيئة الإذاعة والتلفزيون إلى 3 مليارات دولار.

ولذلك كله، عمل موقع «إيران بوست»، منذ اطلاقه وحتى الآن، على مواجهة هذه الآلة الإعلامية الجبارة، وتفكيك الإيديولوجية الشيعية ومقارنة العقيدة وتحليل السياسات الإيرانية وتاريخها، بالاعتماد على القياس والاستنتاج، من أجل استقراء ما تُبطنه وتُظهره هذه الدولة، وبهدف الحكم على موقعها في دائرة الانتماء للإسلام والمسلمين، بعد أن باتت «شوكة» في خاصرة الأمة العربية وسيفا مسلطا على رقاب أبنائها.

 ويعمل الموقع من منطلق أن هذه المهمة الجسيمة لن تتم من خلال الاحتكام إلى العواطف الجياشة والشعارات البراقة التي تسوقها وسائل إعلام إيران ونخبها المأجورة، بل إنها تتم عبر فضح مشاريع طهران الطائفية التوسعية، على اعتبار أن «فضح إيران» بات مهمة قومية.

وسعى «إيران بوست»، على مدار عام كامل، إلى تحقيق عدة أهداف، على رأسها فضح التركة البغيضة التي تركها «الخميني» لحكّام إيران من «آيات الله» المزعومين، وفضح الوجه الآخر للأب الروحي لأيديولوجية التوسّع المتلبسة بالطائفية والإرهاب، وهو القائل" في كتابه «فقه الولاية»: "إن الخنجر أسبق وجودا من غصن الزيتون، فليس ثمة إلا السيف، السيف، السيف، والدم هو نشيد الأرض الدائم، وهو الذي يحرّك التاريخ".

خفايا المشروع الإيراني

سلّط الموقع الضوء الكاشف على خفايا المشروع الإيراني التوسعي العدواني، الموجه ضد الدول العربية الإسلامية، من خلال أبواب الموقع المقسّمة إلى عدة نوافذ «أيقونات»، وهي "في العمق، ضد طهران، حلم الإمبراطورية، بدون رقابة، ملفات شائكة، صحافة، المرصد السني".

وفي هذا الصدد، من خلال نافذته الأهم «في العمق» كشف «إيران بوست» عبر ورقة بحثية نُشرت في 20 يونيو 2016، تحت عنوان « قراءة في استراتيجية نشر التشيّع والدور الوظيفي لإيران في الاستراتيجية الأمريكية»، للأكاديمي  الدكتور حمدي عبيد، عن كيفية انحراف العقيدة الشيعية، ودورها في زرع وتأجيج ثقافة الحقد والكراهية التي تهدّد الأمن والسلم الاجتماعي للمجتمعات المسلمة؛ لما تتميّز به من غلو وانحراف على المستويين الاعتقادي والعملي معا، وما نتج عن ذلك من تقنين لفقه استحلال الدماء المعصومة مؤيدة بأقوال منسوبة - زورا- للإمام جعفر الصادق رحمه الله تعالى، ليعمّق ذلك الانقسام، ويزيد الاستقطاب الطائفي داخل المجتمع المسلم، مؤكدا أن بين المشروعين «الشيعي والغربي- الصهيو أمريكي» نقاط التقاء استراتيجية.

ركزت هذه الورقة البحثية بالغة الأهمية على استقراء وفهم استراتيجية نشر التشيع كـ «حصان طروادة» لاختراق المجتمعات المسلمة، وعلى فهم الوضع الاستراتيجي للصراع الجاري ضد الأمة العربية، والدور الوظيفي لإيران في خدمة استراتيجيات أعداء الأمة؛ كدولة مركزية راعية للتشيّع في العالم.

وأورد «عبيد» في الورقة البحثية كيف تم على مدار أكثر من 200 عام استخدام «الورقة الشيعية» في حروب استنزاف للعالم الإسلامي، وخاصة للدولة العثمانية، لصالح استراتيجية الدول الغربية التي تكالبت على تلك الإمبراطورية بعد أن أصابها الوهن جرّاء ذلك، لتقتطع دولها وأقاليمها، ويتخلص الغرب نهائيا من «الخطر الإسلامي» الذي كان يقضّ مضاجعهم، ولعل في تصريحات سفراء تلك الدول في بلاط الشاه أو البلاط العثماني أصدق تعبير عن ذلك، حيث قال سفير فرديناند ملك البرتغال في البلاط العثماني: "إن ظهور الصفويين قد حال بيننا- يقصد الأوروبيين - وبين التهلكة على أيدي العثمانيين وقال آخر: "لولا توقف العثمانيين عند أبواب فيينا بمؤامرة من الدولة الصفوية في بإيران، لأصبح الأذان يؤذن من فوق أبراج كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان".

وفي تقرير للكاتب العربي الأحوازي يوسف عزيزي بعنوان «الحرس الثوري الإيراني.. نشأته وتركيبته وأدواره»، نُشر على الموقع في 17 يونيو 2016، كشف الكاتب عن أن «الحرس الثوري» ضالع في تهريب المخدرات وتجارة الجنس، وفي عمليات إرهابية في المنطقة ينفذها «فيلق القدس» المزعوم، ولديه أقسام ومحققون ومعذبون في سجن «إيفين» والسجون الإيرانية الأخرى. وهو يمتلك وكالتي أنباء «فارس» و «تسنيم» وله دور نشر تُصدر الصحف والكتب.

وفي السياق نفسه، حذر «إيران بوست» من المؤامرات الإيرانية ضد بلدان المنطقة، عبر تقرير نُشر في  24 أكتوبر 2016، بعنوان «الحرس الثوري الإيراني.. وتهريب سلاح الإرهاب إلى الدول العربية»، جاء فيه أنه "منذ أن بدأت إرهاصات فلول النظام الملالي في زمن الخميني تلوح في الأفق القريب، فور استلامه زمام الأمور في طهران، وبناء سلطته على جثث المعارضين وحتى المنتقدين وبطرق قمعية شديدة، اعتمد النظام الإيراني سياسة تصدير الأزمات وإشعال نيران الخارج بهدف تثبيت نظامه بأي شكل من الأشكال، فبرزت على الفور فكرة تأسيس جماعات متطرفة في دول المنطقة وتحريكها في دائرة المشروع الإيراني، وقد اعتنق هذه المسؤولية الحرس الثوري الذي خصص جماعة (فيلق القدس) للتنفيذ".

وأضاف التقرير: "وقد علم النظام الإيراني أن بقاءه أصبح مرهونا بتأسيس جماعات إرهابية متطرفة يمكن له استخدامها ضد أي دولة تقف في وجه المشروع الإيراني المدمر في المنطقة، ولها دور آخر أيضا وهو اغتيال كل شخصية عربية أو إيرانية تعارض أو تكشف بهتان المساعي الإيرانية، فكان وجود حزب الله في لبنان وشراء ذمم نظام الأسد، وتشكيل جماعات إرهابية تحت مسميات شعبية في العراق واليمن لهذا الغرض الإيراني".

ومن أهم التقارير التي نشرها الموقع مؤخرا، عبر نافذته «في العمق»، تقرير بعنوان «تريليون و 19 مليار دولار.. ميزانية إيران لصناعة التخريب في الشرق الأوسط»، للكاتب والباحث المتخصص في الشأن الإيراني شريف عبد الحميد، رد فيه الكاتب على المزاعم الإيرانية بأن صفقات الأسلحة الدفاعية الأمريكية الموقعة مع المملكة العربية السعودية على هامش قمة الرياض مؤخرا، وهي الصفقات البالغة قيمتها 110 مليارات دولار، هي بمثابة "إشعال للنيران، وزعزعة للأمن في المنطقة بأموال المسلمين، وضدهم".

وبالأرقام، أكد التقرير أن النظام الإيراني، وليس السعودية، هو الذي يسعى بكل السبل لدعم آلته العسكرية التخريبية الجهنمية، لكي تمارس التقتيل والتخريب والتدمير الممنهج في سوريا والعراق واليمن وأفغانستان، في إطار مخطط لإذكاء الصراع وإحداث «فتنة كبرى جديدة» بين المسلمين، وكيف أنه في إطار هذا «الإرهاب المقدس» القائم على اعتبار فقهاء الولاية «حراس الرسالة الإلهية» بلا منازع، نزعت إيران إلى وضع برنامج تسلح ضخم قائم على امتلاك الترسانة النووية والتكنولوجية العسكرية وتطوير قدراتها باستمرار، لذلك فلا غرابة أن تمتلك إيران اليوم أكبر ترسانة من الصواريخ الباليستية والصواريخ القادرة على حمل رؤوس نووية، في منطقة الشرق الأوسط.

وأظهر التقرير أن المبالغ التي نهبها عملاء إيران وعلى رأسهم رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي، من الشعب العراقي، والتي تُقدّر بنحو تريليون و19 مليار دولار، هي «الميزانية» التي تنفق منها إيران على صناعة التخريب في منطقة الشرق الأوسط، سواء في العراق أو سوريا أو اليمن أو لبنان أو البحرين أو الكويت أو أفغانستان، وسواها.

الأحواز.. قضية العرب المنسية

من جهة أخرى، سلّط «إيران بوست» الضوء الكاشف على قضية منطقة الأحواز العربية المحتلة، تلك القضية المنسية منذ أكثر من ثمانية عقود، حيث يعاني هذا الإقليم العربي المحتل منذ أكثر من 80 عاما جرّاء العنف والقمع الطائفي والإعدامات الجماعية للمسلمين السنة من سكان الإقليم، الذي تسيطر عليه منذ سنوات احتجاجات واسعة ومظاهرات مطالبة بالحرية وفك الارتباط الخانق عن الدولة الإيرانية المحتلة، وسط صمت عربي وعالمي مريب عن هذه القضية العادلة.

ولقد كشف الموقع، لأول مرة في الإعلام العربي، النقاب عن خفايا هذه القضية منذ أن نسيها العرب، حين غزا الجيش الإيراني مدينة «المحمرة» في الأحواز 1925 لإسقاطها، نظرا لكون الإقليم غنيا بالموارد الطبيعية، من النفط والغاز، وتوجد فيه مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية الخصبة، حيث يصب فيه أحد أكبر أنهار المنطقة وهو نهر «كارون»، وتساهم الموارد المتواجدة في هذه المنطقة بحوالي نصف الناتج القومي الصافي لإيران، وأكثر من 80% من قيمة الصادرات الزراعية الإيرانية، وللمفارقة العجيبة فإن الأحواز هي أغنى المناطق على وجه الأرض، ويعيش فيها أفقر شعب في العالم.

كما قدم الموقع قراءة موسعة ومُعمّقة للدستور الإيراني، من خلال دراسة مطولّة للأكاديمية الدكتورة هلا رشيد أمون، نُشرت على أربع حلقات، أكدت فيها الباحثة المرموقة أن إيران ظلّت على مستوى الخطاب السياسي والتشريع الدستوري، تعلن عن نفسها باعتبارها «حامية المستضعفين» ضد قوى «الاستكبار العالمي». وقد كان من أبرز مبادئ ما يُسمى بـ «الثورة الاسلامية»، على مستوى السياسة الخارجية، نُصرة الشعوب المستضعفة والمغلوب على أمرها، وكانت النتيجة المنطقية والعملية لهذا المبدأ، ما عُرف بمبدأ «تصدير الثورة»، حيث كان لدى الخميني، إحساس غريب بأنه "السلطان الأوحد، والزعيم الأول، وروح الله، والسيد المصلح، والمفوّض من الإمام الغائب، والمنقذ الذي يملك صفات المعصوم، والوليّ المعيّن من الله لتجديد الاسلام وإحياء الشريعة ومناصرة المستضعفين في العالم"، والذي يجب أن يخضع لحاكميته مسلمو العالم. ولذلك فقد شعر بواجبه المتخيّل في قيادة الشعوب الاسلامية في الشرق والغرب، على اعتبار أن ثورته في إيران لم تكن محلية، بل هي تتخطى الحدود الإيرانية، بحيث يجب أن تصل الى كل بقاع الأرض!

ويستعد «إيران بوست» خلال الفترة المقبلة لإصدار مجلة مطبوعة تحمل نفس الاسم، ستكون - بإذن الله- مجلة شهرية متخصصة في الشأن الإيراني.

وستنطلق مجلة «إيران بوست» في السياق المضاد للمشروع الفارسي للهيمنة والتشيع؛ إذ تحتم مواجهة ومقاومة هذا المشروع إصدار مجلة مطبوعة تكون نافذة إعلامية تفضح «الغارة» الإيرانية على أهل السنة وبلادهم. وانطلاقًا من هذه الحاجة المُلحة؛ فقد ارتأى الموقع أن يشـرع في إصدار مجلة شهرية، تخدم هذا الهدف المقاوم، وتكون نافذة للحوار وتعميق النظر في جملة من الأفكار البحثية المتداولة في هذا الشأن؛  وتتطلّع المجلة أن تصير جسـرًا لالتقاء مختلف الآراء لوقف تلك «الغارة» وذلك المشروع الإيراني الخبيث، وتكون منبرا إعلاميا مقاوما ومنافحا عن حياض أهل السنة والجماعة.

تعليقات

أراء وأقوال

اشترك في النشرة البريدية لمجلة إيران بوست

بالتسجيل في هذا البريد الإلكتروني، أنتم توافقون على شروط استخدام الموقع. يمكنكم مغادرة قائمة المراسلات في أي وقت