الجمعة, 12 يوليو 2024
اخر تحديث للموقع : منذ 3 أشهر
المشرف العام
شريف عبد الحميد

إيران في بيتنا: هل يمكن إنقاذ تونس من سيناريو لبنان أو اليمن؟

التغلغل الشيعي - عمار عبيدي* | Thu, Jun 9, 2016 1:43 PM
الزيارات: 1907
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني

نشرت صحف تونسية وعربية خبرا مهما يفيد بأن منشقا عن حزب الله اللبناني كشف مخططا إيرانيا بدعم من الحزب اللبناني في تونس يقوده رئيس و مؤسس مركز الشريف للتكوين و الدراسات مازن الشريف .

ونقلت ذات المواقع عن المنشق قوله أن مازن شريف تونسي لديه مؤسسات في تونس وجمعيات تعمل تحت غطاء الصوفية مدعومة من إيران لنشر التشيع والتطبيل لإيران وتلميع حزب الله، ودائمًا يتم استضافته في الإعلام الإيراني والتونسي المقرب من الشيعة ويتم تقديمه على أنه ضد المشروع العنيف لكن تؤكد ذات المصادر أن الغاية من تواجدهه في هناك هي مهمة استخبارية تتجاهلها السلطات التونسية لارتباطات معينة وحسابات سياسوية ضيقة.

هذا الكلام لم ينفه مازن الشريف بالكلية حيث اعترف بالزيارة شكلاً ورفض مضامينها التي نشرت في الاعلام مؤكداً انه قريب من الايرانيين لأنه يشاركهم الحرب ضد من سماهم "الوهابيين"؛ لكن الغريب ان زيارة مازن الشريف لحزب الله لم تكن يتيمة بل سبقتها زيارات لايران نفسها والأكثر من ذلك يتباهى بأنه زار الحوزات الشيعية في كربلاء ونشر صوره وقال "انه لا يخفي اعجابه بالشيعة ومآخاته لهم" وهذا الاعتراف قد يكون شجاعة وصراحة وقد يكون أيضا أخذاً بفتوى أطلقها مقتدى الصدر دعا فيها من سماهم المستضعفين في المغرب العربي والجزائر خصوصا الى اظهار دينهم (أي تشييعهم).

كلها احتمالات واردة لكن المهم هو ان لايران اليوم حلفاء يحاولون الدفاع عن مصالحها في تونس والجميع يتذكر التحرك الكبير الذي وقع عندما صنف مجلس وزراء الداخلية العرب حزب الله ارهابيا ودان بصريح العبارة نشاطات ايران في المنطقة حينها اكتشف الجميع الأجنحة الاعلامية والسياسية للمد الصفوي في تونس لكن الأجنحة العسكرية مازالت غير واضحة الى حدود اليوم .

نقول ذلك ونحن ننظر بعين الريبة الى مازن الشريف الذي يتقن فنوناً قتالية وخبرات عسكرية تجعله محط انظار أي دولة تريد تأسيس خلايا مثل حزب الله اللبناني .

هذا الكلام ليس تهما لمازن الشرعي الذي مد يده لتحالف وصفه المتابعون بخطة صفدية لدخول تونس على الطريقة اليمنية .

وكلامنا ليس مبالغا فيه اذا ما أدركنا ان الحوثيين في اليمن بدؤوا تدريبهم في ايران منذ أواخر الثمانينات وبداية التسعينات ، حينها كان العرب الذين سمعوا بقدوم يمنيين لايران حتى يتدربوا يتساءلون؛ لماذا؟

اليوم تبيين السبب وقد يتبين يوما ما سبب زيارة مازن الشريف رفقة مساعد السفير الايراني لمواقع حزب الله عندها قد لا ينفع الندم .

كل السيناريوهات السيئة في تونس واردة في علاقة بالموضوع الصفوي ببساطة لأن السلطات التونسية (خصوصا الجهاز الامني) اما جاهلون بحقيقة الخطر الفارسي أو خائفون من الآلة الاعلامية الموالية لايران أو متواطؤون لأسباب مادية بالأساس .

خطر مازن الشريف ليس فيه هو كشخص ولا في قطعان الصوفية التي يقودها لأنه ليس رقماً صعبا لكن الخطر الأكبر اذا ما اجتمع الجهد السياسي والمليشيات الجمعيات الموالية لايران في خندق واحد وضمن مشروع واحد يكون له ذراع عسكري بقيادة شخص مثل مازن الشريف له أذرع عديدة وارتباطات اعلامية وسياسية وحتى مع قيادات ونقابات أمنية .

الاهم من ذلك هو ادراك الجانب الايراني للشبه الكبير بين تونس ولبنان من حيث المناخ السياسي والاجتماعي القابل بسهولة للاختراق نظرا للانفتاح الكبير للمجتمع والعمل السياسي الذي تمر به تونس والمنطقة.

السؤال الان هل من الممكن ايقاف هؤلاء رغم تجاهل وتواطئ قوى الامن والسياسة في تونس ؟ الاجابة الحتمية ستكون بنعم لان الوقت يسمح للقوى العربية السنية الفاعلة بالضغط على الجانب التونسي حتى يوقف الخلايا الايرانية عن العمل او على الاقل مراقبة نشاطها عن كثب.

 كما أن المؤسسات والجمعيات ووسائل الإعلام التونسية العاملة في وقف التمدد الإيراني مطالبة بتكثيف جهودها أكثر فرغم العجز اللوجستي والمادي لهذه المؤسسات والجمعيات مقارنة بمثيلاتها المدعومة من ايران الا أنها مطالبة بالتعويل على المبادرات الفردية وتكثيف تعاونها مع الجمعيات والشخصيات العربية التي تمتلك خبرة في مواجهة المد الشيعة الصفوي في دول المشرق العربي .

*عضو الجمعية العمومية لمنتدى المفكرين المسلمين

*مدير موقع النهار نيوز - تونس

تعليقات

أراء وأقوال

اشترك في النشرة البريدية لمجلة إيران بوست

بالتسجيل في هذا البريد الإلكتروني، أنتم توافقون على شروط استخدام الموقع. يمكنكم مغادرة قائمة المراسلات في أي وقت