راضي شرارة
نظم منتدى المفكرين المسلمين، الأربعاء الماضي 17 مايو/أيار في دورته الثانية، مؤتمرا تحت عنوان «نحو إعادة بناء التعاون والشراكة بين العالم العربي وتركيا»، بدولة الكويت، تحت رعاية رئيس الوزراء سمو الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح.
والكويت دولة طالما كانت راعية للعمل الإنساني في العالم الإسلامي، ومازالت سباقة في مجال العمل الإغاثي الإنساني في كل ربوع الأرض، وكذلك في مجال التواصل الاجتماعي والسياسي.
وتتمتع دولة الكويت بعلاقات سياسية متوازنة مع جميع بلدان العالم، كما تتمتع بتجربة سياسية قديمة في مجال الديمقراطية في العالم العربي، وها هى اليوم تمد جسور التواصل والتعاون مع الدولة التركية، صاحبة أفضل تجربة ديمقراطية في العالم الإسلامي.
إن العلاقات العربية التركية تنمو وتزدهر في ظل مخاطر تحيط بالأمة الإسلامية والعربية، فكان لابد من تضافر الجهود لمواجهة الأخطار التى تهدد المجتمعات الآمنة من خطر التطرف والإرهاب، ومن خطر التوسع الإيراني في المنطقة العربية على حساب التعايش السلمي بين الطوائف الإسلامية ، وإحداث شرخ كبير في العلاقة بين السنة والشيعة في المنطقة، من هنا كان لابد من تجميع الجهود وتحديد المواقف.
إن العلاقات العربية التركية تمر بمرحلة ازدهار حقيقي في هذه الفترة، خاصة مع وجود حزب العدالة والتنمية في الحكم، فتركيا تحتاج إلى العالم العربي والإسلامي، والعرب يحتاجون إلى تركيا،
فهناك علاقات متشابكة يعطى كل منهما الآخر ما يحتاج إليه سياسيا واقتصاديا وفكريا وثقافيا.
إن تركيا في هذه المرحلة أولت إلى اللغة العربية اهتماما كبيرا، وانفتحت على تعليم اللغة العربية من أجل الدين الإسلامي ومن أجل التواصل مع العالم العربي، وما كان بيننا من تاريخ مشترك هو عامل منشط وحفاز في ذلك.
ومؤتمرالعلاقات العربية التركية قائم على منظمات المجتمع المدني وهو شعبوي أكثر منه رسمي.
وقامت فكرة المؤتمر على بناء شراكة إستراتيجية وتعميق العلاقات في شتى المجالات، والمساهمة في تجسيد التواصل الحضاري وتمتين الروابط من خلال أرضية حوار متواصلة ومواجهة الأخطار المحدقة بالأمة، والتواصل المستمر بين الشعب العربي والشعب التركي وهو يدفع إلى مصلحة الشعوب وتثبيت مواقفها من قضايا الأمة الملحة.
خرجت من المؤتمر توصيات للعمل المشترك وأسست لجنة لمتابعة ذلك ولتفعيل دور المؤتمر.
وفي النهاية لا يسعنا إلا أن نشكر المنظمين، ونشكر دولة الكويت، والشكر للدولة التركية.