الخميس, 21 نوفمبر 2024
اخر تحديث للموقع : منذ إسبوع
المشرف العام
شريف عبد الحميد

تهميش عرب الأحواز.. والحل الأمريكي مرفوض

تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني

يعيش سكان إقليم الأحواز، في وضع إنساني واجتماعي وسياسي متردي نتيجة لممارسة النظام الإيراني الاضطهاد والتطهير العرقي بحقهم، فضلا عن ممارسات دولية لهميش قضيتهم لكنهم يتمسكون بقضيتهم ويريدون الإنفصال عن الاحتلال الإيراني واقامة دولة مستقلة.

والأحواز هي عاصمة ومركز محافظة خوزستان التي تقع شمال غرب إيران، ويبلغ عدد سكان مدينة الأهواز من القبائل العربية 1,841،145 نسمة، وهي بذلك أكبر مدينة في خوزستان.

فمنطقة الأحواز العربية التي احتلتها إيران في عشرينيات القرن الماضي، تضم واحدة من القوميات الكبيرة في إيران، وتشكل ثقلا قويا بسبب بعدها القومي العربي، وموقعها الجغرافي وغناها بالنفط.

ويُشار إلى السبب الأقوى لاحتلال إيران لإقليم الأحواز، هو غناه بالموارد الطبيعية من النفط والغاز؛ إذ يضم حوالى ‏85‏% من النفط والغاز الإيراني‏، بالاضافة إلى خصوبة أراضيه التي يصب فيها نهر كارون (35% من المياه في إيران)، وهي المنتج الرئيس لمحاصيل مثل السكر والذرة، وتساهم الموارد المتوافرة في الأحواز بحوالى نصف الناتج القومي الصافي لإيران، وفقًا لـ«معهد العربية للدراسات والتدريب».

وتتهم إيران بعض دول الخليج بدعم الأحوازيين لزعزعة الأمن والاستقرار في البلاد، وتصف إيران هذه الأحزاب بأنها جماعات وتيارات انفصالية تريد تقسيم إيران على أساس قومي، وتم إعدام العديد من كوادر هذه الحركات وقادتها في كردستان والأحواز وبلوشستان؛ بسبب نشاطهم السياسي، ومشاركتهم في عمليات عسكرية تستهدف مؤسسات النظام في هذه الأقاليم.

مظالم واضطهاد

ويبدو أن كيل التهميش والإهمال قد طفح بأهله، فهناك مظالم وصلت إلى قبة البرلمان دفعت نحو 70من نواب البرلمان الإيراني إلى توجيه رسالة إلى الرئيس روحاني في فبراير الماضي، يحذرونه فيها من نقمة شعبية لأهل الأحواز بسبب تراجع الخدمات المقدمة لهم وتهميشهم.

ويقول البرلمانيون إن سبب تلك النقمة المتوقعة هو تردي الخدمات مثل الكهرباء والماء والاتصالات، وإهمال الحكومة لأوضاع مواطنيها.

ولكن الواقع على الأرض أعمق من ذلك بكثير، فإن عرب الأحواز يعانون من التهميش والاضطهاد، والتمييز السياسي والاجتماعي والاقتصادي، ومحاولات طمس الهوية العربية، وهي أسباب جعلت المنطقة مركز حراك شعبي ضد سياسيات التمييز.

ولا تكاد تخبو احتجاجات حتى تعود من جديد، مطالبة بحقوق أهل الإقليم بل وباستقلال الإقليم.

لكن لا يبدو أن النظام الإيراني بصدد مراجعة كيفية تعاطيه مع حقوق الأقليات العرقية والدينية في البلاد،فهو يعتبر أي حركة مطالبة بالحقوق والحريات، “مؤامرة تحركها أياد خارجية”.

وهكذا فإن سياسية التجاهل مستمرة، ومعها يستمر الحراك خاصة في الأحواز التي قد تصبح الشوكة الأكبر في حلق النظام الإيراني.

دولة الأحواز

رئيس اللجنة التنفيذية لإعادة الشرعية لـ “دولة الأحواز” في إيران، الدكتور عارف الكعبي، كشف عن وجود خلاف في وجهات النظر مع الإدارة الأمريكية بخصوص معالجة قضية الأحوازيين، وذلك في الاجتماع الثاني الذي عقد بواشنطن بين وفد دولة الأحواز، ومستشار الرئيس الأميركي توماس وندروز.

وقال “الكعبي” في تصريح صحافي، إن “أبرز نقاط الخلاف مع الأمريكيين أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تُريد معالجة القضية الأحوازية ضمن ملف الأقليات في إيران، وليس من باب الانفصال عنها وإقامة الدولة الأحوازية”.

وشدد على أن “الأحوازيين يرفضون الحل الأمريكي لمعالجة قضيتهم” لافتًا إلى أنه “تم تسليم الأمريكيين ملفًا يؤكد على حق استقلال الأحواز ومواجهة الهيمنة الإيرانية”.

وحول موقف دول الخليج من الحل الأمريكي لعلاج الأزمة، أوضح الزعيم الأحوازي أن “نقاط الخلاف نقلت إلى دول الخليج التي تساندنا في مطلبنا بإقامة الدولة” منوهًا إلى أن “دول الخليج ترفض علاج أزمة الأحواز ضمن ملف الأقليات، وعليه فقد يؤدي ذلك إلى وضع استراتيجية لكبح جماح إيران وإعادتها خلف جبال زاجروس”.

وبخصوص الاستعداد والجهوزية العسكرية للأحوازيين، أكد الكعبي على “جهوزية الحاضنة العسكرية للأحواز بعد أن كانت محاصرة من ميليشيات ولاية الفقيه في العراق، والحرس الثوري الإيراني”.

وحول إمكانية العمل العسكري العلني، رأى القيادي الأحوازي أن “هذا مستحيل إلا في حال ضمان الدعم القانوني والسياسي والإعلامي العربي والدولي”.

(التقرير)

تعليقات

أراء وأقوال

اشترك في النشرة البريدية لمجلة إيران بوست

بالتسجيل في هذا البريد الإلكتروني، أنتم توافقون على شروط استخدام الموقع. يمكنكم مغادرة قائمة المراسلات في أي وقت