طبيعة الأمة وطبيعة فهمنا لها
طبيعة الأمة الإسلامية المباركة التنوع في بنائها العلمي مما يثري العقل الفردي لها ومن ثم يتمدد العقل الجمعي للأمة بتنوع يجمع ويحقق التكامل الذي يسعى باستثمار أهل الخطأ الذين هم من الأمة وإن كانوا ليسوا من فهمنا الخاص الذي ربما إختزل طبيعة توصيفنا للأمة من خلال إقصاء بعض الأحزاب عنها وإن كان الحزب أول من اختزلها .
طبيعة فهمنا للأمة لا يخرج عن دربين : الإفراط في التعميم حتى ربما يجعل البعض منا الرافضة جزء منها . أو التفريط في الإقصاء ، حتى أصبح يخرج من كينونة الأمة كل مخالف في فهم أو رؤية حزبية أو إقتصادية أو سياسية .
والوسط في الأمرين هو الإنتصار لطبيعة الأمة بتنوع عقول أبنائها على طبيعة فهمنا لها .
الأمة تعني: التنوع والشمولية والتكامل بين الرؤى التي تكون في الأمة بحسب عدد العقول المنتمية لها في الوقت الحاضر ما دامت تصون الثوابت وتقبل المتغيرات ، مع إدراك أن الخطأ الذي يخص الفرد لا يجحد إنتمائه للأمة ما لم يكن من قوادح الإنتماء للأمة ،أو للدين.
فهل يدرك أطراف الصراع بين جحود التحزب وجحود التنوع في الأمة أن التحزب أحد حلقات البناء الجمعي للأمة وأن عدم الغلو في التحزب هو أحد أهم الحلقات التي تجمع الأمة في بناء متكامل هادئ شئنا أم أبينا.
هل يدرك خصوم التجمعات البشرية سواء حزبية أو إدارية أنهم في مرمى الجحود للكليات الجامعة للأمة التي تتنوع كونا وتضبط بالنصوص شرعاً.
العقل الجمعي وآليات التغيير :
تغيير العقل الجمعي لعموم الأمة له آليات منها ، التسويق لمنهجية الإستجابة لنصوص الوحيين كتاب أو سنة.
إسقاط عوامل القوة في الأمة ومن ثم تسقط عقول الجماهير في تيه الإستهلاك ثم يحكمها غربان المشاريع الدولية التي تستغل واقع ردود الأفعال سوا.ء بإفراط أو تفريط.
ومن أهم آليات تغيير العقل الجمعي للأمة :
أولاً : التجهيل ، ثانياً:التغريب، ثالثاً : التكفير، رابعاً : التفجير
هذه الرباعية تعتبر من أهم الآليات التي تحتضن تغيير العقل الجمعي للأمة حيث أن الجهل مربح للخصوم وملكهة للأولياء.
تجهيل العقل الجمعي بتغريب المفردات الشرعية في حياة الجماهير أصاب العقول بعجمة الفهم ومن ثم تهيئة العقول ثم الجماهير للسير في الطريق الأحادي المراد من قبل سدنة المشاريع الدولية الحاكمة .
الفراغ
لا يسد الفراغ في عقول الكثير من الأجيال المعاصرة غير الدعوة الشاملة التي تحقق التوازي مع الهدف أو الخطر ثم تجسيد الأصالة والمعاصرة وتغيير الواقع بواقع من الفرد إلى الأمة عامة .
ستبقى عقول الجماهير في خواء حتى تجد الدعوة الموازية للفطرة والفكرة العامة للأمة والدين والدنيا والآخرة على السواء .
ستبقى العقول في تيه ردود الأفعال أو التوصيف الأسير للقوى الحاكمة على العقول أو المفاهيم ما بقيت العقول لا تحسن إلا صناعة المظلوميات ، ولوم الخصوم تارة ، أو لوم القدر تارة أخرى.
فراغ النفوس تابع لفراغ العقول وكلاهما تابع لهجر عبر التاريخ وتجريف مفردات الفهم لحقيقة كمال الموروث من نص مقدس أو فهم رشيد أو إجماع واضح المعالم والدلالات.
سكب دموع الندم على مرارة واقع ينبغي أن يسبقه الفرح بتغيير آليات الفهم التي قادتنا نحو واقعنا المعاصر سواء آليات الفهم لمنهج قراءة طبيعة الخصوم أو عمل الأولياء .
وصلاة ربي على الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم.