الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم .
العاقل يأمل أن يرى مفردات التلاقي أو الصواب مع الآخر فكيف بأخيه ؟!
و الأسير لرؤيته الخاصة يأمل أن يرى مفردات الخطأ ليجعل منها مفترق طرق مع أخيه.
ومخرجات هذه العقول هي مجتمع يسبح في بحر التناقضات وأجيال يطويها تيه الاختزال لحق وسط عقول تنوعت حوله ولكنه يأبى إلا أحادية النظرة لتحليل موقف أو تأييد رؤية محدثة أو موروث فهمها من عقل موازي أو عقل موالي.
عقولنا ليست أسيرة لفكرة تسويق الأخطاء عبر مفاهيم الاستعجال و عقب اختزال التوصيف لفهم بعض المفردات التي استعملها الآخرين وصفا لواقع يعيشوه أو يتمنون أن يصلوا إليه عبر آليات تنوعت العقول حولها وابت أن تقبل التنوع لفهم بعض اشكالياتها.
عقولنا يجب أن تخرج من تيه ردود الأفعال ، ومن عشوائية التوظيف لحال أو أدوات نرجوا بها الوصول للمآل.
عقولنا والنفرة على سبل التلاقي وإسقاط مفاهيم الانقسام داخل العقل الفردي والأسرة والجماعة والحزب والأمة .
من الجنايات العابرة للقارات جناية توريث الإنقسام الذي نعيشه إما ميراثا أو تجديدا منا حال السقوط في بحر الغلو في رؤية والتفريط في قرينتها الموازية إلى الأجيال المعاصرة والقادمة لتكون في مهب تيه الواقع العاشق للاقتداء بمخلوق صغير لا يحسن إلا الوقوف على جراح الآخرين . في حين ينكر البعض منهج النحلة التي تسافر أميال من أجل حقل من الورود وسط حقول من الاشواك.
شمولية العقل و موروث الفهم تحجب زلات الآخرين عن السيطرة على لب الفؤاد
ومن ثم لا يتم استهلاك الوقت ولا الحروف في نقد أصبح نقضا ولله الأمر .
عقولنا وبعض المفاهيم :
يجب على الأمة وشبابها إدراك الفرق بين كليات الفهم وفروع العقول المعاصرة التي تفهم أو تحاول الفهم لمستجدات الواقع المعاصر.
القضايا الكلية ليس من العقل إختزالها في عقل جزئي معاصر أصاب أو أخطأ.
وجود الخطأ في تصور فعل أو قضية محددة ليس معناه إعلان حرب على المخطئ فرداً كان أو جماعة.
منهجية العدل مع المخطئ لا تعني تمرير الأخطاء التي ظهرت ، بل وجوب بيان الحق بحق وإنصاف ورفق وحكمة.
لا توجد علاقة بين حسن النية والدفاع عن الأخطاء أو سوء النية وملازمة الجور على صاحب الخطأ أبداً ، فقد يكون المخطئ عدواً ظاهراً ومع ذلك يستوجب العدل معه أن لا نهضمه حقه إذا وجد.
خكمة التعايش أو التعامل مع التصريحات المفارقة لرؤية المجموع الكلي للجماعة المسلمة ليس معناها تمرير الأخطاء وكذلك ليس معناها إختزال تاريخ المخطئ في الخطأ أيضاً.
كلما كانت الأمة أو جماعة المسلمين قادرة على توظيف إيجابيات الخصوم نحو تحقيق الهدف كلما كانت أقدر على إدارة التنوع العقلي والفكري لصفوف الأولياء ومن ثم الفوز إما بتحقيق النصر أو تقليل حجم الإنتكاسة التي ربما ترتوي من طبيعة إدارة هزيمة فكيف تكون بابا لطريق تحقيق النصر.