قالت مصادر أردنية مطّلعة إن التركيز الإعلامي على الجبهة الجنوبية السورية تقف وراءه إيران التي تريد أن تظل سوريا مجالها الحيوي الخاص، وترفض أن تساهم الدول العربية في التوصل إلى حل للأزمة، معتبرة أن مناورات “الأسد المتأهب” أصبحت تقليدا سنويا وأن تضخيمها هذه السنة الهدف منه تركيز الأنظار على الأردن، والتغطية على ترتيبات تقسيم سوريا والتي تستفيد منها إيران بالدرجة الأولى.
يأتي هذا في ظل تسريبات عن خلافات أميركية روسية بشأن دور إيران كضامن لتنفيذ اتفاق أستانة حول المناطق الآمنة، خاصة أن هذا الدور يمكن أن يوفر غطاء لتقوية سيطرتها على سوريا، وأن واشنطن ترفض دعم مشروع قرار روسي يصدر عن مجلس الأمن تحت البند السابع ما لم تتلق ضمانات قوية بخصوص وجود إيران وأذرعها في سوريا.
وأشارت المصادر حسب صحيفة ”العرب” اللندنية إلى أن طهران منزعجة من الدور الأردني في ضوء إثارة عمان باستمرار لمخاوفها من تخطيط إيران للهيمنة على سوريا، لافتة إلى أن الاستفزاز الإيراني ارتفع منسوبه بعد التصريحات الأردنية الأخيرة التي تساوي بين داعش وطهران في تهديد أمن المنطقة.
وترى أوساط مراقبة أن التهديدات التي أطلقها حزب الله متكاملة مع تخوف إيران من دور أردني في أي ترتيبات أمنية وعسكرية قد تكون مطلوبة لحماية الحدود الأردنية السورية لمنع تمركز قوات الحزب وميليشيات تابعة لإيران في هذه المنطقة.
ولفتت هذه الأوساط إلى أن الوسائل الإعلامية التابعة لإيران تهول بالحديث عن حشود أردنية أميركية بريطانية على الحدود وتنذر بأن ذلك مؤشر على هجوم وشيك.
وتقوم وسائل الإعلام الموالية لإيران بتضخيم تمرين “الأسد المتأهب” الذي يجري بمشاركة عشرين دولة بينها الولايات المتحدة وبشكل روتيني ككل عام.
وقال حزب الله في بيان له إن “المناورة التي تجري حاليا عند الحدود الأردنية السورية مناورة مشبوهة، يراد منها التغطية على مشروع لاجتياح واحتلال أراض سورية تحت عناوين محاربة داعش”.
وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم قد استبعد المواجهة مع الأردن لكنه قال إنه "إذا دخلت قوات أردنية من دون التنسيق معنا إلى أراضينا سنعتبرها قوات معادية".
لكن خبراء عسكريين أردنيين اعتبروا أن الحدود الأردنية السورية لن تشهد “اجتياحا” كما سوق لذلك الإعلام الإيراني، وأن الأمر قد لا يتجاوز عمليات محدودة وخاطفة ضد جماعات داعش والنصرة لحماية أمن الأردن.
وترى بعض المراجع أن التواصل بين العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أقلق القيادة الإيرانية، لا سيما أن الملك عبدالله كان أول زعيم عربي يلتقي بالرئيس الأميركي، إضافة إلى أن اللقاء تكرر مرتين منذ وصول ترامب إلى البيت الأبيض.
وتلفت أوساط أردنية إلى تصريحات رئيس هيئة الأركان المشتركة في القوات المسلحة الأردنية الفريق الركن محمود فريحات في أواخر ديسمبر الماضي والتي أكد فيها عدم وجود خطط أردنية ضد النظام السوري، محذرا من خطط إيرانية لوصل العراق بلبنان عن طريق سوريا.
وكرر العاهل الأردني تحذيراته بشأن التحركات الإيرانية في تصريحاته الأخيرة للواشنطن بوست.
ولا تستبعد مصادر عسكرية إمكانية تدخل الأردن عسكريا، رغم نفي عمان، إذا ما رأت القيادة الأردنية أن أمن المملكة بات مهددا من الجنوب السوري.
وتضيف هذه المصادر أن منطقة جنوب سوريا إن سيطر عليها الأردن ستكون شبيهة بمنطقة الشمال التي تسيطر عليها تركيا، وأنها تنسجم مع روحية “مناطق خفض التصعيد” التي أعلنت في أستانة ومع روحية “المناطق الآمنة” التي دعا إليها ترامب.
وترى أوساط قريبة من حزب الله أن التدخل الأردني المحتمل والمدعوم من قوات أميركية بريطانية، حسب مزاعم الحزب، يتسق مع استراتيجية واشنطن في إخراج النفوذ الإيراني من سوريا كمقدمة لأي تسويات للصراع في هذا البلد.
العرب