قال الرئيس الإيراني «حسن روحاني»، الجمعة، إن المقاتلين الإيرانيين في سوريا يقومون بـ«إحياء حقوقنا المتبقية» هناك.
جاء ذلك في اعتراف صريح بوجود أطماع لبلاده في الأراضي السورية.
وخلال المناظرة الثانية لمرشحي «الانتخابات الرئاسية»، أكد «روحاني» على أن القوة الدبلوماسية لبلاده تعززت خلال فترة حكمه (التي تتواصل منذ 2013)، حسب ما نقلت عنه «وكالة أنباء فارس» الإيرانية.
وقال في هذا الصدد: «علينا أن لا نتصور أن قوتنا الدبلوماسية ضعيفة؛ لذلك نحن اليوم نتفاوض من أجل سوريا بهذه القوة الدبلوماسية بالذات».
وأضاف: «لدينا مستشارون أعزاء ذهبوا إلى سوريا، وقدمنا شهداء هناك، وإذا أردنا ان نستفيد جيدا من القضايا الاقليمية، فعلينا أن نكون قادرين على تسوية المواضيع على طاولة المفاوضات.. لابد أن يقوم دبلوماسيونا إلى جانب مقاتلينا بإحياء حقوقنا المتبقية».
ولم يوضح «روحاني» ما قصده بـ«حقوق» بلاده المتبقية في سوريا، لكن تصريحات سابقة لمسؤولين إيرانيين كشف النقاب عن ذلك.
ففي مايو/أيار 2014، قال الفريق «يحيى رحيم صفوي»، القائد السابق لـ«الحرس الثوري الإيراني» والمستشار العسكري الحالي للمرشد الإيراني، «علي خامنئي»، إن حدود بلاده الحقيقية ليست كما هي عليها الآن، بل تنتهي عند شواطئ البحر الأبيض المتوسط عبر الجنوب اللبناني، في إشارة إلى حدود الإمبراطوريتين الأخمينية والساسانية.
وأضاف «صفوي»: «تكتسب سوريا أهمية لإيران لكونها جسرا للتواصل بين دول شمال أفريقيا، وآسيا. كما أن سوريا الدولة الوحيدة التي لم تعترف رسميا بالكيان الصهيوني، وقامت بتشكيل محور للمقاومة (أمام إسرائيل)».
وامتدت الإمبراطورية الأخمينية خلال الفترة ما بين عامي 559 و331 قبل الميلاد، بينما امتدت الإمبراطورية الساسانية خلال الفترة ما بين عامي 226 و651 ميلادية.
وسيطرت الإمبراطوريان على مساحات واسعة كان من بينها دولة سوريا بحدودها الحالية.
«روحاني»، وفي سياق التأكيد على تعزز القوة الدبلوماسية لبلاده خلال فتره حكمه، أضاف، خلال المناظرة الرئاسية اليوم، قائلا: «منذ اليوم الأول من الحكومة الحالية تم استخدام ورقة السياسة الخارجية. منذ سنوات لم تتم الاستفادة جيدا من هذه الورقة، وباستخدامها شاهدنا في المفاوضات النووية مع الدول الست الكبرى كيف تمكننا من إحقاق حقوقنا؛ الأمر الذي لم يكن أحد ليصدقه».
وتابع: «لقد قمنا بحل هذه القضية، وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنه تم إغلاق جميع القضايا السابقة مع إيران. هذه هي القوة الدبلوماسية الإيرانية».
وتوصلت إيران يوم 14 يوليو/تموز 2015 إلى اتفاق نووي شامل مع مجموعة القوى الدولية«5+1» (الصين وروسيا وأميركا وفرنسا وبريطانيا إضافة إلى ألمانيا)، يقضي بتقليص قدرات برنامج طهران النووي مقابل رفع العقوبات المفروضة عليها، ودخل الاتفاق حيز التطبيق في يناير/كانون الثاني 2016.
وأوضح «روحاني» أن قوة اي بلد تتشكل من عناصر مختلفة، و«علينا أن نرى هل أن قوتنا اليوم مقارنة مع 4 أو 5 سنوات سابقة (أي قبل توليه الحكم)، أكبر أو أقل في المجالات الاقتصادية والعسكرية والسياسة الخارجية والثقافية. إننا نعيش اليوم ظروفا تُعتبر فيها إيران قوة إقليمية في نظر جميع العالم».
المصدر| الخليج الجديد + فارس