الجمعة, 12 يوليو 2024
اخر تحديث للموقع : منذ 3 أشهر
المشرف العام
شريف عبد الحميد

فورين آفيرز|من أجل الهيمنة.. مليشيات إيران تتوغل في سوريا والعراق

صحافة - | Fri, May 5, 2017 2:56 AM
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني

قال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، إن إدارة الرئيس دونالد ترامب تراجع طرق مواجهة التحديات التي تمثلها إيران، وهو ما يعني إيجاد طرق لتقليص توسع إيران في الشرق الأوسط.

من أجل نجاح أي خطة لاحتواء الموقف، يجب على واشنطن فهم استراتيجية إيران الجديدة في الشام، وإدراك أنه رغم كون طهران لا زالت تطمح في الهيمنة الإقليمية على المدى الطويل، إلا أن خطتها الحالية تركز على اتخاذ موقف ما قبل الهيمنة في العراق، لبنان وسوريا.

تؤدي هذه الخطة إلى إعطاء فرصة لإيران لتوحيد قوتها بدلًا من التركيز على دول الخليج ومواجهة أمريكا وحلفائها.يمكن لذلك في النهاية أن يقوي موقف طهران ضد السعودية ودول السنة.

يعتبر قاسم سليماني قائد قوات القدس، إحدى فروع قوات الحرس الثوري الإيراني، أحد المسؤولين عن تنفيذ السياسة الجديدة.خلال الثلاثة سنوات السابقة شارك سليماني في محاولة بناء ممرين حول الشام (أحدهما في الشمال والأخر في الجنوب) لربط إيران بالشرق الأوسط.

ستعبر هذه المسافات حوالي 800 ميل من حدود إيران الغربية، عبر أودية دجلة والفرات والممرات الشاسعة في صحراء العراق وسوريا؛ مما سيساعد في توفير طريق للوصول لحزب الله في لبنان.ينتهي هذا الطريق على حافة هضبة الجولان.يمكن استخدام هذه الممرات لنقل المعدات العسكرية أو الجنود.

قال مسؤولون إيرانيون بارزون إن هذه الممرات سيتم الإشراف عليها من قِبل قوات تابعة لإيران، منها حزب الله وعدد من ميليشيات الشيعة المدعومة من طهران في العراق وسوريا.ستستطيع إيران توفير قوات برية شيعية تابعة لها، تتراوح ما بين 150 ألف إلى 200 ألف مقاتل، منهم 18 ألف من الشيعة الأفغان، و3000 أو 4000 من الشيعة في باكستان، إضافة لعدد من الميليشيات المسيحية والدرزية.

كما تم نشر عدد من هذه القوات على الطرق التي سيتم من خلالها إنشاء الممرات.ستجند إيران عدد آخر من الميليشيات وخاصة من اللاجئين الساعين للعمل في أفغانستان وباكستان.

سيبدأ الممر الشمالي من إيران مرورًا بالمناطق التي تسيطر عليها الشيعة في ديالي باتجاه كركوك ومدينة الشرقاط، وتربطهم بسوريا من خلال المناطق الجبلية في تلعفر وسنجار.هذا يعني أن القوافل الإيرانية يمكن أن تصل إلى المناطق التي يسيطر عليها الأكراد في سوريا والمرتبطة بالمناطق الواقعة تحت سيطرة الرئيس السوري بشار الأسد.من أجل الانتقال من خلال هذه الممرات يجب أن يضمن الإيرانيون عدم تدخل القوات الكردية أو الحكومة العراقية بشكل كبير.

بسبب نفوذها على الحكومة العراقية وقواتها، لا يبدو أن قوافل إيران ستواجه معارضة قوية من بغداد، وكذلك الوضع مع الأكراد.من المتوقع أن تتنحى قوات البيشمركة والقوات العسكرية العراقية للحزبيين الكرديين الأساسيين في العراق، والاتحاد الوطني الكردستاني عن وقف تحرك القوات الإيرانية التي لا تمثل أي تهديد لمصالحها.

تملك قوات حزب العمل الكردستاني في سنجار صلات قوية بإيران، أما في تلعفر تقوم الميليشيات الكردية الموالية لإيران بعملياتها هناك بموافقة أمريكية.أما في منطقة روج آفا والتي يحكمها أكراد، فهم يعتبرون تركيا تهديدًا مستمرًا لهم، وبالتالي يتخذون إيران كحليف قوى.

حتى الآن لم تؤد حالة العدوان الناشبة بين تركيا وإيران في الشام إلى أي احتكاك على الأرض.يبدو أن الرئيس التركي رجب الطيب أردوغان يفضل اللغة الخطابية بدلًا من بدء حرب حقيقية ضد إيران.رفض أردوغان أنشطة إيران في الشام فيما اعتبره بالتوسع الفارسي، لكن بسبب تحركاته حتى الآن فمن غير المتوقع أن يستخدم أردوغان تأثيره على الأكراد من خلال الأقلية من الأتراك في العراق وسوريا بجانب ميليشيات السنة في محاولة لإفساد المخطط الإيراني.

أما بشأن الممر الجنوبي، فسوف يُسمح بالمرور من إيران، عبر المقاطعات التي يسيطر عليها الشيعة، ومنها الطريق الصحراوي الرئيسي لمقاطعة أنبار، ومنها إلى شرق سوريا قبل وصوله لدمشق.لكن يوجد مشكلة في هذا الطريق حيث ينظر السنة المتواجدين في مقاطعة أنبار، إلى إيران باعتبارها قوة عدوانية.

لكن يمكن تجنب معظم السنة الذين يصل عددهم حوالي 1.5 مليون والمقيمين في مدن محافظة أنبار ومنها الفلوجة وحديثة، عن طريق اتخاذ الطرق الأقل كثافة سكانية عبر الريف، وفي هذه المناطق قاتلت القوات الموالية للشيعة بجانب الجيش العراقي للتخلص من داعش، ولا زالوا يتحكموا في بعض المعاقل بجانب الطرق الرئيسية.

في هذا الشأن، فمن غير المتوقع أن تعارض قوات الأمن العراقية الموجودين بجانب طريق أنبار الصحراوي السريع، مرور قوافل إيران أو الميليشيات التابعة لها.ستكون القبائل السنية المحلية مترددة في إشعال الصراع، خاصة إذا كانت غير قادرة على الفوز بها.يمكن لإيران أن تقنعهم أن يغضوا بصرهم عن القوافل الإيرانية.

وتنوى إيران خلال العقد القادم، تحديث ترسانتها العسكرية، وهو ما سيساعد على تزويد قوات الحرس الجمهوري وجيش إيران بالمعدات الضرورية لتشكيل قوة استبقاية طويلة المدى لتعزيز ميليشياتها.

ومن خلال قوات جوية محدثة، يمكن لإيران تأمين القوات الأرضية المتحركة من خلال الممرات لضمان سيطرتها إما على القبائل السياسية المحلية أو القوات المنتشرة بالقرب من الحدود الإسرائيلية.

وبمجرد أن تهدأ الصراعات المشتعلة في سوريا والعراق، من المحتمل أن تستمر إيران في تطوير ميليشياتها الموجودة في الدوليتن بنفس طريقة دعمها لحزب الله في لبنان.

ففي العراق، استلمت الميليشيات التابعة للشيعة اعترافا رسميا وتمويلا من بغداد، أما في سوريا تخطط إيران لدمج مجموعاتها الواسعة في هيكل شبه عسكري، في حالة استمرار الأسد في السلطة.

وتنوي هذه الميليشيات، المساعدة في الحفاظ على بقاء الحكومات الموالية لإيران في الشام والحفاظ على الممرات من خلال إنشاء سلسلة من التحالفات مع الأطراف المحلية الموجودين على طول الممرات.

ويعتبر الهدف النهائي للممرات، هو توسيع طرق وصول إيران لهضبة الجولان، للتضييق على إسرائيل. وعبرت إيران عن اهتمامها في وضع ميليشيات تابعة لها على جبهة الجولان حيث يشارك ضباط رفيعي المستوى من الحرس الثوري في إنشاء ميليشيات جديدة هناك، وتتكون جزئيًا من الفلسطينيين المتواجدين بسوريا.

وكان أحمد جبريل زعيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والموالية لإيران، دعا من قبل للقيام بمثل هذه الخطوة، وهي الدعوات التي ترددت عدد من المرات على لسان مسؤوليين في الإعلام السوري. ويمكن لهذه الأساليب أن توسع من الخط اللبناني الموجود بين حزب الله وإسرائيل وحتى نهر اليرموك في المنطقة التي تتلاقي فيها الحدود الإسرائيلية والأردنية والسورية.

وبدأ قادة من الميليشيات العراقية الموالية لإيران الحديث بشكل علني عن نيتهم في نقل قواتهم إلى جبهة الجولان. وكانت إسرائيل انتقمت عدد من المرات من الهجمات القادمة من هذه المنطقة، وفي أحد هذه الهجمات الانتقامية، قتل جنرال إيراني.

ويجب على إدارة ترامب أن تعمل مع الأطراف الإقليمية لإحباط محاولة إيران لبناء هذين الممرين، وذلك ردًا على خطط إيران لتامين نفوذها في الشام. ويجب كذلك أن يتم تشجيع تركيا لمقاومة الجهود الإيرانية والتى ترغب في السيطرة على طرق التجارة الأساسية من خلال هذه الممرات، ويجب أن يتم تزويد الكرد في العراق وسوريا بالمعدات العسكرية لمواجهة ميليشيات الشيعة، ويجب أن تساعد الأردن، السنة الموجودين في غرب العراق.

والأهم من كل ذلك، يجب على أمريكا الاستمرار في محادثتها مع روسيا والإصرار على سقوط الأسد مما سيصعب من مهمة إيران.

المصدر| فورين آفيرز

الترجمة|التقرير

تعليقات

أراء وأقوال

اشترك في النشرة البريدية لمجلة إيران بوست

بالتسجيل في هذا البريد الإلكتروني، أنتم توافقون على شروط استخدام الموقع. يمكنكم مغادرة قائمة المراسلات في أي وقت