بعدما كانت الأنظار متجهة نحو تعديل ما في العلاقات السعودية – الايرانية. صرّح ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز أن السعودية "لن تُلدغ" من إيران مجدداً، مشدداً على أنه لا توجد نقاط التقاء بين الرياض وطهران للحوار والتفاهم.
بعدما شهدت العلاقة الايرانية – السعودية في الآونة الاخيرة اتجاها نحو التعديل في سياستها والعمل على التعاون بين البلدين. حيث أعلن محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني، عن أن بلاده والسعودية تمكنا من وقف عرقلة عملية الإنتخابات الرئاسية في لبنان، محققان نجاحا بانتخاب ميشال عون رئيسا للبنان. مؤكدا أن إيران والسعودية يجب أن تعملا للمساعدة على إنهاء الصراعات في سوريا واليمن بعد نجاحهما في التعاون بشأن لبنان العام الفائت.
مقابل، إعلان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أنه إذا أبدت إيران حسن النية وأوقفت تدخلاتها في الدول العربية وخاصة في البحرين واليمن وسوريا والعراق، فالسعودية ليس لديها مانع من بناء علاقة جيدة مع إيران. .
وبعد ذلك ما تم تداول عن دعوة السعودية لإيران للتباحث بشأن موسم الحج المقبل، وذلك بعدما غابت إيران عن لقاءات التنسيق على خلفية حادثة المنى قبل سنتين التي قضى فيها مئات الحجاج الايرانيين من بينهم السفير الايراني في لبنان غضنفر الركن ابادي.
هذه الإتجهات التي أشارت إلى فتح صفحة جديدة بين البلدين إصطدمت أمس بتصريحات الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد السعودي، حيث صرّح أن السعودية “لن تُلدغ” من إيران مجدداً، مشدداً على أنه لا توجد نقاط الاتقاء بين الرياض وطهران للحوار والتفاهم.
وأضاف الأمير محمد بن سلمان خلال مقابلة حصرية مع قناة “الإخبارية” السعودية الرسمية، مع الإعلامي داود الشريان، رداً على سؤال ما إذا كانت السعودية قد تقيم حواراً مع إيران: “كيف أتفاهم مع واحد أو نظام لديه قناعة مرسخة بأنه نظام قائم على أيدولوجية متطرفة منصوص عليها في دستوره ومنصوص عليها في وصية الخميني بأنه يجب أن يسيطروا على مسلمي العالم الإسلامي ونشر المذهب الجعفري الاثني عشري الخاص فيهم في جميع أنحاء العالم الإسلامي حتى يظهر المهدي الذي ينتظرونه.. هذا كيف أقنعه؟ وما مصالحي معه؟ وكيف أتفاهم معه؟”
وأكّد بن سلمان أنه: “لن ننتظر حتى تصبح المعركة في السعودية بل سنعمل لكي تكون المعركة لديهم في إيران وليس في السعودية”.
وجاء الخطاب التصعيدي للسعودية، بعد الليونة التي أظهرها الرئيس الإيراني، حسن روحاني، بأن دولته على استعداد لتحسين علاقاتها مع المملكة، رُغم ما وصفه باستعداد الرياض لـ”التعامل بشكل غير لائق” مع طهران، عازياً ذلك إلى “خسائر” المملكة في سوريا واليمن، على حد تعبيره..
وفي هذا السياق، كان لـ “جنوبية” حديث مع الصحافي والمحلل السياسي راشد فايد الذي رأى ان العلاقة بين السعودية وإيران تشهد تناقضا متجذرا منذ إعلان ثورة الخميني عام 1979 ومحاولة تصديرها، والتي هدّدت الكويت قبل غيرها من البلدان وأدت إلى الحرب مع العراق”. وتابع “الاطماع الايرانية ترتبط بالعصب القومي وليس الديني”.
وأشار إلى أن “ما تشهده المنطقة من سوريا إلى العراق وصولا إلى اليمن يبيّن عدم التزام إيران بالتهدئة وهو ما يكرر عدم امكانية التفاهم معها”. لافتا إلى أن “السعودية دائما تدعو إلى الحوار، لكن لم يكن هناك أرضية تفاهم مع ايران، خصوصا أن المملكة لم تفتح يوما حرب مع أي جهة بل على العكس تحرص على التعامل الدبلوماسي مع الجميع”. وأضاف “لكن إيران تخطت الحدود من خلال دعمها للفصائل المسلحة والمتمردين من خلال تزويدهم بالسلاح والصواريخ التي يسقط منها جزء على الاراضي السعودية”.
ورأى أن ما قاله ولي ولي العهد “هو موقف مبدئي لا يتغير، حيث شدد بن سلمان أن السعودية على استعداد للحوار مع من يريد السلام، اما من يريد الحرب فلا حوار معه. وإيران لم تبدِ أي إشارة تفاهم على المضي بالحوار”.
وعن تأكيد إيران الدائم بإنفتاحها على السعودية مبديةً إستعدادها للتفاهم والحوار معها قال فايد “كلام إيران عن الحوار مع دول العالم تحديدا ومع السعودية هو كلام مزدوج وليس جديدا بل تحرص إيران منذ تاريخ بدء الثورة على ظهور بمظهر الانفتاح على الجميع في حين أن تصرفاتها على أرض الواقع تظهر العكس حيث عملت على تصدير الثورة الايرانية إلى قطر والكويت”. مؤكدا أن “هذه المواقف تعكس استراتيجية إيران وازدواجيتها.
(جنوبية)