الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.
من دار الندوة الى اجتماع البابوات على ضفاف النيل، تتنوع السبل الشيطانية في إظهار العداء للإسلام وأهله بدأت بدار الندوة في مكة المكرمة مرورا بقرون الحرب الصليبية ثم بداية عهود التغريب عقب الثورة الصناعية ورحلات التذويب للعقل العربي خلال ما يعرف بالبعثات التي ترفع راية التنوير وفي مكنونها رايات الضلال والإضلال للأمة الإسلامية . ثم تغيرت مظاهر التغريب حتى شملت مؤتمرات التذويب العقدي لقضايا الخصوصية العقدية للأمة المباركة في كافة المحاور.
ثوابت الفهم :
الطبيعة الكونية للباطل هي التآكل الذاتي مع بقاء جزئية منه لاظهاردلالة سنة التدافع بين الحق والباطل.
كل مظاهر الاجتماع لأهل الباطل لن تجعل منه أكثر من اظهار الدلالة الكونية له.
الحكم الإلهي بانكماش الباطل أو انحساره لن يدفعه اجتماع أهل الباطل على قلب رجل واحد.
واقعنا المعاصر وجناية التوصيف :
ان كثرة الحديث عن إمكانيات المنظمات الصهيوصليبية لا تخرج عن امرين :
الأول.. التحذير من الخطر الداهم سواء قائم أو قادم.
الثاني.. صناعة الإرجاف في الأمة من خلال جعل مجرد أهواء المخالفين لنا في الدين والمنهج عبارة عن واقع حتما يقع أو ربما يسوق الناس لمشاريع الهلاك على أنها جزء من الواقع الذي نراه .
والذي ندين إلى الله له به هو :
لا شك في تمدد خطر مشاريع الهلاك سواء صهيوني أو صليبي أو علماني أو باطني.
لا شك عندنا في بوار هذه المشاريع وخيبة الأمل عند رموزها، إن سعي رموز الهلاك يدفعنا إلى الانشغال بمنهج التوصيف لسبل المقاومة وليس مجرد التوصيف لسبل الهلاك الشيطاني .
إن بذل الوسع في تحمل المسؤولية الفردية في سبيل تحقيق التفاعل مع الأقران لتحقيق الواقع الحي لخير أمة من خلال استثمار الممكن للوصول إلى المأمول هو سبيل من يعيش من أجل الصلاح والإصلاح .
إن العجز عن التوافق مع الأخلاء درب من دروب الانتحار الجماعي للتجمعات البشرية المسلمة أمام جحافل جيوش البغي العالمي سواء غزاة العقول أو غزاة الأرض ومشاريع الاحتلال المعرفي الممنهج.
اخي المسلم ، هذا واقع مكرهم، وهذه مسؤوليتنا:
ليس من العقل أن نطالب خصومنا أن يعتزلوا المشهد العالمي المعاصر .
إن أدبيات سنن التدافع تجعل من وجود الخصوم فرصة حقيقية يعيش أهل الإسلام على ثغور الاغتنام لها.
إدراك علماء الأمة وعقلاء الواقع المعاصر لخطط الخصوم يدفعنا إلى المشاريع الموازية سواء لتحقيق المنافع أو لدفع الأخطار الظنية فكيف باليقينية.
إن وقوف أبناء الحركة الإسلامية على إمكانيات الأولياء يوفر الوقت والجهد ويساعد على الاستثمار الأمثل للامكانيات.
لن يتغير واقع كن خلال التنظير الغير فعال أو التنظير الغير مواكب للخطر سواء ظني أو يقيني .
حتمية الشمولية في منهج المواجهة سواء الجانب العقدي والفكري والسياسي والاقتصادي والاجتماعي والإعلامي والأخلاقي وخاصة الحرص على تكوين الكتلة الصلبة في الأمة حتى يكون العقد الاجتماعي للأمة في مأمن من جحيم التنازع أو التفرق .
قمم الضلال ينبغي أن تواجه بقمم واقعية تفعيل خيرية الأمة في كافة المناشط العلمية خاصة بين العلماء والدعاة وإلاعلاميين والشباب من خلال إدراك الأمة لفقه الوفاق بين الرفاق.
يتغير الواقع بواقع ومشاريع قمم الضلال يجب أن تواجه بقمم النجاة بين ابناء الأسرة والعائلة والجماعة والقرية والدولة والأمة .
أخي الحبيب ، إكسر وثن التعصب المذهبي أو الطائفي وكن على التوازي من تاريخ وواقع وأمل الأمة وآلام المخاض في الواقع المعاصر .
وصلاة ربي على الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم .