الخميس, 21 نوفمبر 2024
اخر تحديث للموقع : منذ إسبوع
المشرف العام
شريف عبد الحميد

على ترامب وقف البرنامج النووي السري لإيران

آراء وأقوال - رايموند تانتر* | Tue, May 2, 2017 1:16 AM
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني

كانت المحادثات التي جرت في واشنطن حول الاتّفاق النووي مع إيران تتعلق بقضايا تكتيكية وتفصيلية مثل عدد الأشهر التي قد تستغرقها إيران “للخروج” من القيود المفروضة طوال الفترة الزمنية للاتّفاق، الفترة التي تحتاج إليها طهران لإنتاج ما يكفي من اليورانيوم عالي التخصيب لصنع سلاح نووي واحد. وفي سبيل تمديد فترة “زمن تجاوز العتبة النووية”، يتطلب الاتّفاق فرض قيود على تخصيب اليورانيوم في موقعين رئيسيين، فوردو ونطنز، وأن يُصبح الجزء الجوهري من مفاعل الماء الثقيل في أراك غير قابل للتشغيل. ومن دون العنصرين السابقين، فقد يُعاد تصنيع ومُعالجة مادَّة ثانوية للبلوتونيوم لتصبح مادَّة مُساهمة في صُنْع الأسلحة، الأمر الذي سوف يخلق طريقًا آخر لإيران للحصول على القنبلة.

 

عملية التسلُّح النووي عبارة عن إجراء تجارب على مُتفجرات شديدة الانفجار، وفي سبيل صنع سلاح نووي من الضروري الحصول على الوقود (اليورانيوم المخصَّب أو البلوتونيوم)، وجهاز مُتفجر (آلية تفعيل/زناد تشغيل)، ونظام تسليم (مثل الصاروخ). ولكن بعد التنازل لدولة إيران بحقِّها في التخصيب على أراضيها، والسماح لها بتطوير قدرتها على التخصيب، فلا يتبقى لدينا سوى منع عملية التسلُّح النووي، وهو العائق النهائي الذي يقف أمام إيران في الطريق نحو امتلاك قدرات نووية.

وعلى الرغم من أن “زمن تجاوز العتبة النووية” أمر مهمّ، فإن التركيز يجب أن يكون على مستوًى استراتيجيّ، فعلى سبيل المثال عملية التسلُّح، وهو ما ذُكر في مؤتمر صحفي عُقد بتاريخ 21 أبريل 2017، في ذلك الحدث كشف مكتب ممثليَّة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية عن موقع نووي آخر، ووفّر المكتب معلومات مُفصَّلة حول استمرار الوحدة المسؤولة في عملية التسلُّح النووي.

وفي أثناء انعقاد المؤتمر عرض مكتب ممثليَّة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية خرائط ورسومًا بيانية لهذه المنظَّمة السرية رفقةً بالأسماء الأفراد المشاركين في برنامج التسلُّح. في هذا الموقع الجديد، الذي سمَّته طهران باسمٍ بريءٍ هو “أكاديمية البحوث”، استخدم النظام مُنشأة عسكرية في بارشين لإخفاء أنشطتها واختباراتها للموادِّ عالية التفجير.

وقال نائب مدير مكتب ممثليَّة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية علي رضا جعفر زاده إن “الوحدة الهندسية المكلَّفة بمَهَمَّة بناء القنبلة بطريقة سرِّية للنظام الإيراني تسمى «منظَّمة البحوث والابتكارات الدفاعية»”.

وقال متحدث باسم مجلس الأمن الوطني بالبيت الأبيض إن زملاءه “يقيِّمون بكل عناية” حزمة المعلومات التي قدَّمها مكتب ممثليَّة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.

طالب مكتب ممثليَّة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفتيش المواقع النووية في طهران، كما طالب المجتمع الدولي بوَقْف برنامج التخصيب الإيراني وتفكيك جميع المواقع السرِّية التي تشارك في تطوير عمليات البحث والتطوير المتعلقة بالأسلحة النووية.

 

بحكم حضوري شخصيًّا هذا المؤتمر الصحفي، وبحكم أنني مُراقب مِن كَثَب للاكتشافات النووية التي تصدر عن المنشقِّين الإيرانيين، فيمكنني أن أشهد بأن المعلومات التي قُدمت تبدو صحيحة.

قال رئيس معهد العلوم والأمن الدولي ديفيد أولبرايت إن الهياكل الظاهرة في صور الأقمار الصناعية تتطابق مع مظاهر المنشآت التي تصنع المتفجرات شديدة الانفجار، وقال أولبرايت إن “المفتشين الدوليين يجب أن يستخدموا السلطات الممنوحة بموجب الاتّفاق النووي للذهاب والاطلاع على هذا الموقع”، وقال نائب المدير العامّ السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية أولِي هاينونين: “هذا تصميم نموذجي لموقع يتعامل مع المتفجرات شديدة الانفجار، وينبغي أن يكون لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية قدرة على الوصول إلى هذا الموقع “.

وأضاف جعفر زاده: “هذا هو الموقع الذي كان سرًّا، توجد بحوث سرية لتصنيع القنبلة، وجهود لإخفاء الأنشطة الحقيقية للنظام الإيراني”.

استندت مزاعم مكتب ممثليَّة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية إلى شبكتهم واسعة النطاق داخل إيران للحصول على المعلومات التي قُدمت في تاريخ 21 أبريل، وأظهرت المعلومات الاستخبارية وجود “مركز عصبيّ” سرِّيّ لمشروع الأسلحة النووية الخاصّ بالنظام الإيراني، وأنه مسؤول عن تصميم القنبلة، ولا يزال هذا المركز يواصل عمله حتى بعد التوصل إلى الاتّفاق النووي في عام 2015.

لا بد من تفكيك برنامج التسلُّح الإيراني تمامًا، إذ يجب إحكام السيطرة على جميع جوانب البرنامج النووي الخاصّ بطهران، ويجب توافر قدرة دائمة وفورية على الوصول دون مواجهة أي عوائق إلى جميع المواقع، بالإضافة إلى وجود قدرة وصول إلى الخبراء النوويين الرئيسيِّين وإجراء المقابلات معهم، كما ينبغي متابعة جميع التساؤلات المتعلقة بالأبعاد العسكرية المحتمَلة للبرنامج النووي الإيراني، لكشف النطاق الكامل والحقيقي لبرنامج الأسلحة النووية.

على إدارة ترامب الرئاسية التركيز على هذه الخطوات الثلاث المذكورة آنفًا، وهذا من شأنه نقل الحوار إلى المستوى الاستراتيجي، حيث من المرجَّح أن يَمنع هذا النظامَ الإيراني من ممارسة الغشّ في ما يخصّ التزاماته الدولية، كما سوف يمنعه من الحصول على القنبلة النووية.

*رئيس لجنة سياسة ايران وعضو سابق في مجلس الأمن القومي الأمريكي

المصدر| موقع ذا هيل

ترجمة|مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية

تعليقات

أراء وأقوال

اشترك في النشرة البريدية لمجلة إيران بوست

بالتسجيل في هذا البريد الإلكتروني، أنتم توافقون على شروط استخدام الموقع. يمكنكم مغادرة قائمة المراسلات في أي وقت