<< رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني: أم القرى ستكون «قم» وليس مكة
تعاظم دور ملالي قم في المشرق العربي ولكن كالعادة ليس في مواجهة «الشيطان الأكبر» الذي باتت طائراته الحربية باسم التحالف الدولي تشكل الغطاء الجوي لعمليات الحرس الثوري والمليشيات الشيعية في سوريا والعراق، تعاظم هذا الدور ليس لمواجهة إسرائيل كما كانوا يروجون منذ اندلاع ثورة الخميني، بل لتهديد الدول العربية المجاورة لهم.
والخطير أن أحلام شيعة إيران في استعادة نفوذ وهيمنة الإمبراطورية الفارسية على المنطقة، تستند اليوم إلى علامات الساعة لدى الشيعة، وهذا أخطر ما في الأمر، فظهور مهدي الشيعة المختفي منذ قرون متعلق بقتل أكثر عدد من أهل السنة في إيران والعراق وسوريا واليمن ولبنان في مرحلة مقبلة لن تتأخر !!.
ولذا لم يكن غريبا أن يقول قائد الحرس الثوري الإيراني "محمد علي جعفري" إنهم يخشون من توسع الهلال الشيعي في المنطقة، والذي يجمع ويوحد المسلمين (يقصد الشيعة) في إيران وسوريا واليمن والعراق ولبنان".
وهذه الأحلام التوسعية لم تكن غائبة يوما عن الإيرانيين، فالرئيس الإيراني الحالي حسن روحاني قال لوفد برلماني كويتي عام 1992م ما نصه: "أنتم في الضفة الأخرى (الخليج) تابعون لنا وستعودون إلينا".
الخليج في عين الخطر
لعل الضربات الحوثية بالصواريخ الباليستية على جنوب السعودية والتي تصدت لها منظومات الدفاع الجوي السعودي، تبين إلى أي مستوى وصل خطر إيران ومليشياتها في المنطقة، كما أن محاولات اقتحام الحوثيين الأراضي السعودية والتي تم التصدي لها أيضا، تؤكد أن المخطط الإيراني يزداد خطورة في كل يوم، وينبغي أن نحذر أن المفاوضات مع مليشيا الحوثي نوع من الاستسلام للمشروع الإيراني.
أما في البحرين، فقد وصل الأمر لقيام مليشيات «الأشتر» الشيعية الإرهابية، بتبني عمليات استهداف للأمن البحريني، كما أعلنت السلطات في المنامة اعتقال العشرات الذين تدربوا في إيران أو أدينوا بتنفيذ عمليات إرهابية.
أما في الكويت، فقد وصل الهوان أن يطالب النائب الشيعي في مجلس الأمة الكويتي، عبدالحميد دشتي بالمطالبة بضرب المملكة العربية السعودية، وادعى أن الحجاز أرض محتلة وستعود لأهلها، ورغم ذلك لم تحاسبه الحكومة الكويتية وسمحت له للخروج والذهاب إلى دمشق لتأييد نظام خامنئي والأسد !.
احتلال سوريا
كما شهدت الاستراتيجية الإيرانية في سوريا، تحولات خطيرة حيث زجت إيران بعشرات الآلاف من الحرس الثوري الإيراني وقوات "الباسيج" والمليشيات اللبنانية (حزب الله) والأفغانية والباكستانية والعراقية الشيعية، كما باتت تلك القوات تتحرك بغطاء جوي روسي كامل وأحيانا أمريكي كما حدث في تدمر، وأصبحنا في كل يوم تقريبا نرى ما تنشره وسائل الإعلام الإيرانية من بيانات تنعي فيها كبار القادة والرتب فضلا عن الجنود الذين قتلوا بحسب إيران أثناء تأدية "واجبهم الجهادي".
والخطير أن القنوات الإيرانية ترتكز في تبرير وجود الحرس الثوري الإيراني والمليشيات الشيعية على علامات الساعة لدى الشيعة المتعلقة بأرض الشام خصوصًا والمنطقة عمومًا، وهو ما يعني أن الأمر لدى إيران يتعدى الاختلاف السياسي والمفاوضات السياسية إلى حرب عقائدية تشنها في سوريا وهذا ما سيجعلهم يرفضون أي حلول سوى بقاء النظام في سوريا وذلك حتى لو وافق بشار على أي حل!
والمفارقة أن قائد فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني، قال إن محافظة حلب شمال سوريا، "السلطات العليا في إيران (خامنئي) أمرت بتحرير مدينة حلب ولو بتقديم 100 ألف شهيد"، واليوم نرى حلب تحترق وسط عجز وخذلان المسلمين.
كما تتواجد القوات الإيرانية والمليشيات التابعة لها، في عموم المناطق التي يسيطر عليها الأسد، وبالرغم من ذلك تمتنع الدولة التي تقول إنها صديقة للشعب السوري عن مد الثوار بالأسلحة المضادة للطائرات، وكأن هؤلاء لا يدركون كارثة أن تقع سوريا في براثن المشروع الصفوي.
ولا نجد أي رد فعل إسلامي، حتى الحديث عن تدخل التحالف الإسلامي في سوريا انقطع، بعدما رفضت أمريكا ذلك، أمريكا نفسها التي رفضت المنطقة الآمنة مرارا وتكرارا رغم أن تلك المنطقة لم تكن إلا لحماية المدنيين، هي نفسها
العراق ولاية إيرانية
أما العراق، فالهيمنة الإيرانية الكاملة معلومة للعالم أجمع، والأمر وصل إلى أن يقول علي يونسي، مستشار الرئيس الإيراني، حسن روحاني، إن "إيران اليوم أصبحت إمبراطورية كما كانت عبر التاريخ وعاصمتها بغداد حاليًا، وهي مركز حضارتنا وثقافتنا وهويتنا اليوم كما في الماضي"، وذلك في إشارة إلى إعادة الإمبراطورية الفارسية الساسانية قبل الإسلام التي احتلت العراق وجعلت المدائن عاصمة لها.
وتابع يونسي تصريحاته خلال منتدى "الهوية الإيرانية" بطهران: "جغرافية إيران والعراق غير قابلة للتجزئة وثقافتنا غير قابلة للتفكيك، لذا إما أن نقاتل معًا أو نتحد"، في إشارة إلى التواجد العسكري الإيراني المكثف في العراق خلال الآونة الأخيرة.
وكانت من أواخر تصريحات وزير الخارجية السعودي الراحل، الأمير سعود الفيصل، أن "إيران تسيطر على العراق"، ضاربا مثلا بعملية تكريت التي تنفذها القوات العراقية بمعية الميليشيات الشيعية وقوات إيرانية يتقدمها قاسم سليماني.
العراق بات محتلًّا اليوم من قبل إيران، حيث أشارت تقارير إلى أن القوات الإيرانية وصلت إلى محافظة ديالى العراقية شمال شرق بغداد تحت غطاء محاربة تنظيم "داعش".
وكان رئيس أركان الجيوش الأمريكية، الجنرال مارتن ديمبسي، قد وصف التدخل العسكري الإيراني الأخير في العراق بأنه "الأكثر وضوحًا في العراق منذ عام 2004".
وقد احترقت مدن سنية بأكملها وسط تعاون إيراني – أمريكي غير مسبوق، وما الرمادي وتكريت والعلم وجرف الصخر والمقدادية عنا ببعيد، بل إن مدينة الفلوجة محاصرة بالكامل ويمنع عن أهلها الغذاء والدواء وسط صمت وتواطئ العالم أجمع.
هيمنة «الحزب» على لبنان
أما في لبنان فقد استمرت هيمنة «حزب الله» اللبناني على الدولة، حيث استمر مرور الآلاف من عناصر الحزب من الأراضي اللبنانية إلى سوريا، وواصل الأمين العام للحزب "حسن نصر الله" في الخطابات ذات النزعة الطائفية التي تنال من جميع بلدان المنطقة، كما روج فيها لإيران ومشروعاتها في المنطقة وأنه يفتخر أنه جندي من جنود ولاية الفقيه.
وحتى بعدما وافق حزب "نصر الله" والأحزاب المتحالف معه ضمنيًّا على تسمية رئيس تيار المردة "فرنجية" رئيسًا للجمهورية اللبنانية، وبدأ الساسة في لبنان يتحدثون عن الانفراجة، جاءت الأوامر من السفارة الإيرانيّة أنها ضد هذا الاتفاق.
المسلمون إذا في خطر عظيم ولم يسبق أن مرت بهم عبر التاريخ لحظات كالتي تمر بهم اليوم، وهم عليهم الاختيار بين أن يكونوا رقما صعبا أو أن يكونوا على هامش التاريخ، فنحن في مرحلة، ستكتب تاريخ المشرق والعالم في مرحلة ما بعد "سايكس – بيكو"، إنها معركة مصيرية للأمة بأكملها، ومن أجل منع مخططات التقسيم الغربية، لابد من الانتصار فيها أو لا قدر الله سندفع جميعا ثمنا باهظا ولن تغفر الأجيال القادمة لنا تفريطنا في حواضر العرب والمسلمين، وإلا فهلال "ملالي قم" سيتمدد في قلب العالم الإسلامي.