الخميس, 21 نوفمبر 2024
اخر تحديث للموقع : منذ إسبوع
المشرف العام
شريف عبد الحميد

اعتراف غربي: إيران تدعم الميليشيات المسلحة بالبحرين

الأخبار - وكالات | Wed, Apr 5, 2017 12:51 AM
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني

قالت صحيفة «الواشنطن بوست» الأميركية، إنه بعد سنوات من التردد، يبدو أن أميركا وأوروبا اقتنعتا الآن بأن إيران تدعم وتسلح جماعات بحرينية معارضة بهدف زعزعة الاستقرار، ليس في البحرين وحسب، وإنما في المنطقة بشكل عام.

الصحيفة كشفت عن تقرير بحريني قدمته المنامة إلى الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي، تعرض فيه الأدلة المتزايدة على ضلوع إيران في دعم عصابات مسلحة لزعزعة الأمن والاستقرار في البحرين، مؤكدة أن محللين أميركيين - اطلعوا على التقرير - أكدوا أن هذه العمليات المدعومة من إيران يمكن أن تزعزع الاستقرار بالبحرين، مركز الأسطول الخامس الأميركي.

 وتابعت بأن التقرير السري الذي سلمته البحرين تضمن معلومات دقيقة عن مصنع للقنابل السرية تحت أرض إحدى «الفيلات» في ضواحي العاصمة، ويوجد فيه، وهنا كانت المفاجأة، 20 ألف مخرط وكابس هيدروليكي لصنع قذائف خارقة للدروع قادرة على تدمير دبابة! كما عُثر على صندوق متفجرات C - 4 وكلها أجنبية، وهي قادرة على إغراق سفينة حربية.

 وبيّن التقرير البحريني - بحسب الصحيفة الأميركية - تفاصيل جديدة عن ترسانة الأسلحة التي تم الاستيلاء عليها، سواء في إحدى الفيلات أو في مواقع أخرى، حيث تؤكد المعلومات أن أغلبية العناصر التي تم إلقاء القبض عليها لم يسبق رؤيتها في البحرين.

 ومنذ عام 2011 والعناصر المسلحة في تنامٍ متزايد، وتنوعت أنشطتهم بين زرع القنابل على جانب الطريق أو عمليات استهداف عناصر الشرطة والأمن بشكل مباشر، وإلى وقت قريب كان المسؤولون الغربيون حذرين من اتهام إيران بالتورط المباشر في الاضطرابات التي جرت بالبحرين عقب 2011، معتبرين أن الأدلة التي كانت تقدمها البحرين لم تكن كافية وحاسمة.

 الآن يبدو أن تردد الغرب بدأ بالتلاشي، حيث تؤكد وكالات المخابرات الغربية أن إيران تدعم بالفعل مجموعات مسلحة في البحرين.

 وبحسب الوثائق والمقابلات التي أجراها مسؤولون في الاستخبارات الغربية، فإن إيران وبإشراف الحرس الثوري الإيراني، تموّل برنامجًا تدريبيًا متقدمًا يتم خلاله تدريب العناصر البحرينية على تقنيات التفجير المتقدمة وحرب العصابات.

 ونجحت البحرين، على مدى السنوات الثلاث، في اكتشاف مجموعة واسعة من الأسلحة المتطورة التي كانت تصل من إيران بطرق غير مشروعة، ما يعكس مساعي إيرانية لبناء شبكة من الجماعات المسلحة في البحرين، على شاكلة ما قامت به في كل من العراق واليمن وسوريا.

 مسؤول في المخابرات الأميركية يتمتع بخبرة طويلة في مراقبة الاضطرابات المدنية والسياسية بالبحرين، قال إن هناك دلائل متزايدة على جهود إيران الرامية إلى زعزعة الاستقرار في البحرين.

 الأدلة المتزايدة التي قدمتها البحرين إلى أميركا وأوروبا، دفعت بالحكومات هناك إلى اتخاذ مزيد من الإجراءات بحق جماعات شيعية بحرينية، ففي 16 مارس (آذار) الماضي أمرت السلطات في ألمانيا بإلقاء القبض على طالب بحريني يبلغ من العمر 27 عامًا ويقيم ببرلين؛ لكونه ناشطًا في كتائب «الأشتر»، وهي جماعة شيعية بحرينية مقاتلة نفذت كثيرا من الهجمات ضد عناصر في الشرطة.

 وفي 17 مارس الماضي، فرضت وزارة الخارجية الأميركية عقوبات على اثنين من زعماء الجماعات البحرينية الشيعية بوصفهم زعماء إرهابيين عالميين، كما اتُّهمت إيران بشكل مباشر بدعم هذه الجماعات وقيادة أنشطة لزعزعة الاستقرار في المنطقة.

 وتحركت إدارة ترمب لرفع قرار تجميد بيع طائرات «إف 16» المقاتلة للبحرين، والتي كانت إدارة الرئيس السابق باراك أوباما قد أوقفتها احتجاجًا على قرار البحرين حظر عمل حزب الوفاق الشيعي.

 وكانت صحيفة «ذا بوست» الأميركية قد نشرت تقريرًا مطولاً عن الأسلحة التي تم ضبطها بحوزة مسلحين بحريين منذ عام 2013. ومن ضمنها الأسلحة الصغيرة والمتوسطة والقنابل اليدوية والذخائر والتي تحمل علامات صنع إيرانية، فضلاً عن الإلكترونيات الإيرانية الصنع وكميات أخرى من المتفجرات تشبه تمامًا تلك التي استخدمها تنظيم القاعدة في الهجوم على المدمرة الأميركية «يو إس إس كول» عام 2000.

 التقرير البحريني أشار إلى أن وجود مثل هذه الأجهزة والقنابل لدى هذه الجماعات أمر محير للغاية، مشيرًا إلى أن قوة النيران التي بحوزة تلك الجماعات تتجاوز تفجير طرادات الشرطة العادية أو وسائل النقل غير المدرعة التي تستخدمها الشرطة البحرينية، وإنما صُنعت لتكون قادرة على تدمير دبابات وحاملات جنود.

 وعلى الرغم من أن إيران لم تعترف بتوفير الأسلحة للجماعات المسلحة في البحرين، فإنها سمحت لقادة تلك الجماعات بالعمل بشكل علني في طهران، كما أعربت عن تضامنها الكامل مع المعارضة الشيعية في البحرين.

 وفي مارس من العام الماضي، قال قائد الحرس الثوري الإيراني سعيد قاسمي، إن البحرين محافظة إيرانية منفصلة بسبب الاستعمار، معتبرًا أن إيران تحولت إلى قاعدة لدعم الثورة في البحرين.

 ويرى مايكل نايتس محلل الشؤون الخاصة بمعهد واشنطن، أن هناك كلمات تتفق مع الأفعال تصدر من إيران وهي تدل على شيء ما، إنهم يقولون: «لا تعبث معنا، يمكننا أن نؤذيك»، مبينًا أن إيران تستخدم في البحرين السياسة ذاتها التي انتهجتها في العراق بدعم ميليشيات شيعية لخلق الاضطرابات.

تعليقات

أراء وأقوال

اشترك في النشرة البريدية لمجلة إيران بوست

بالتسجيل في هذا البريد الإلكتروني، أنتم توافقون على شروط استخدام الموقع. يمكنكم مغادرة قائمة المراسلات في أي وقت