الخميس, 21 نوفمبر 2024
اخر تحديث للموقع : منذ إسبوع
المشرف العام
شريف عبد الحميد

في طهران يوميا يولد طفلان مدمنان على المخدرات

بدون رقابة - | Mon, Apr 3, 2017 3:18 AM
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني

وصل خطر الإدمان على المخدرات في المجتمعات الإيرانية وتفشيه إلى هذه الدرجة واختراقه لأسوار المدارس والجامعات والمنازل والنساء، إلى درجة أن طهران باتت تشهد ولادة طفلين يوميا مدمنين على المخدرات بسبب إدمان الأمهات، وهو خطر يهدد حياة جيل بأكمله جراء سكوت السلطات عن ظاهرة تفشي المخدارت.

هذه الحقيقة التي كشفت عنها رئيسة اللجنة الاجتماعية في مجلس بلدية طهران “فاطمة دانشور” لم تكن حديثة العهد، بل أكدت أن ظاهرتي إدمان الحوامل على المخدرات وبيع الأطفال حديثي الولادة موجودة منذ عقود في المجتمعات الإيرانية لكنها تزايدت في السنوات الأخيرة وخاصة بعد تردي الأوضاع الاقتصادية وغياب الأمن المعيشي في المجتمعات الإيرانية بشكل عام.

ومن بين أسباب ارتفاع المواليد المدمنين على المخدرات وبيع الأطفال حديثي الولادة هو ارتفاع معدلات الإدمان وسط النساء، حيث أظهرت آخر الإحصائيات أن نسبة النساء المدمنات قد تضاعفت في الآونة الأخيرة، وهذا التطور إدى إلى ارتفاع ملحوظ في الأضرار الاجتماعية الأخرى، مثل ارتفاع أعداد النساء والفتيات المشردات اللواتي امتهن بعضهن بيع أطفالهن حديثي الولادة أو حتى قبل الولادة من أجل الحصول على المال، وتستغل العصابات هذه الظاهرة لشراء الأطفال واستخدامها في تجارة المخدرات والتهريب والسرقات وغيرها.

وكانت فاطمة دانشور كشفت عن أسعار بيع الأطفال في العاصمة الإيرانية طهران، قائلة إن العاهرات والمشردات في الشوارع يقمن ببيع أطفالهن بسعر ما بين 200 و100 ألف تومان أي ما بين 40 و70 دولارا أمريكيا.

وتعاني المجتمعات الإيرانية من أزمات ومهالك كثيرة أبرزها الإدمان على المخدرات واقتحامه للنساء والفتيات والأطفال، وحسب تصريحات مساعدة الرئيس الإيراني لشؤون المرأة والأسرة شهيندخت مولاوردي فإن معدل إدمان الفتيات على المخدرات قد ارتفع بعد عام 2012، ووصل معدل إدمان الفتيات إلى 9% من مجمل مدمني المخدرات في إيران، وذكر رئيس دائرة مكافحة المخدرات في إيران محمد مسعود زاهديان أن هناك نحو 50 ألف مدمن على المخدرات متجاهر في إيران، ومن بينهم نحو 15 ألف موجودون في العاصمة طهران، ويتنشر الإدمان على المخدرات في البيئة الصناعية أكثر من أي بيئة آخرى، وهناك ما بين 16 إلى 22% من عمال الأعمال الصعبة مدمنون على المخدرات في إيران.

ووفقا لما أعلنت عنه زارة العمل والشؤون الاجتماعية في إيران، فإن ما بين 70 إلى 100 شخص يوميا يضافون لعدد مدمني المخدرات في البلاد، الذين وصل عددهم حسب إحصائيات غير رسمية إلى أكثر من 6 ملايين نسمة، يموت منهم العشرات يوميا بسبب الإسراف في الإدمان أو الأمراض الناتجة عن التعاطي المفرط للمخدرات، وكان “سعيد صفاتيان” رئيس مجموعة العمل حول خفض نسبة الإدمان التابعة لمجلس تشخيص مصلحة النظام قد أكد أن عدد المدمنين الذين ينامون في الشوارع قد ارتفع من 120 ألفا إلى 150 ألف مدمن مشرد.

وتصنف إيران على أنها من أكثر دول العالم رواجا للمخدرات، وأحد أكبر منتجي الهيروين في العالم، وبحسب تقارير دولية فإنها تعتبر أكبر مشتر للمخدرات من أفغانستان، ومن ثم تعمل على إعادة تصديرها للدول الأخرى بإشراف ضباط من الحرس الثوري، عن طريق البصرة في العراق أو عن طريق السفن مرورا بالخليج العربي وبحر عمان، وكشفت برقيات دبلوماسية أميركية سربها موقع “ويكيليكس” أن إيران تعتبر من أكبر مهربي المخدرات في العالم، وأن مسؤولين في الحرس الثوري متورطون في هذا التهريب، وأكد ذلك أيضا مسؤولون عراقيون، وصرحوا أن إيران تستخدم نفوذها في العراق من أجل تصدير المخدرات إلى دول الجوار وخاصة دول الخليج العربي.

وكانت تقارير إخبارية قد كشفت عن عمليات تهريب ضخمة يقوم بها الحرس الثوري الإيراني عن طريق مطار النجف لنقل المخدرات من إيران إلى العراق، ومن ثم تهريبها إلى دول الخليج العربي ولا سيما الكويت والمملكة العربية السعودية، بهدف تمويل بعض أنشطته الاستخبارية والتجسسية والتخريبية، واستخدام مطار النجف يعود إلى أن الطائرات المدنية التابعة للحرس الثوري لا يتم تفتيشها من قبل القائمين على أمن المطار، ما يسهل عمليات التهريب عبر هذا المنفذ وعبر المنافذ الأخرى.

المصدر|مركز المزماة للدراسات والبحوث

تعليقات

أراء وأقوال

اشترك في النشرة البريدية لمجلة إيران بوست

بالتسجيل في هذا البريد الإلكتروني، أنتم توافقون على شروط استخدام الموقع. يمكنكم مغادرة قائمة المراسلات في أي وقت