الجمعة, 12 يوليو 2024
اخر تحديث للموقع : منذ 3 أشهر
المشرف العام
شريف عبد الحميد

الكذب والتحريف الإعلامي| هكذا كشفت تونس «تزييف» وكالات إيرانية لتصريحات السبسي

في العمق - | Mon, Apr 3, 2017 3:13 AM
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني

في وقت سابق، تناقلت وكالات إيرانية تصريحات نُسبت إلى الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، قال فيها إن طهران هي ”حامية العالم الإسلامي من اسرائيل”، لكن رضا بوقزّي الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية نفى تلك التصريحات.

جاء ذلك على خليفة لقاء جمع الجمعة 31 مارس 2017 الباجي قايد السبسي برضا صالحي أميري وزير الثقافة والإرشاد الإيراني الذي يؤدّي زيارة إلى تونس لمواكبة المشاركة الإيرانية في فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب وأيام السينما الإيرانية في دورتها الخامسة بتونس.

التصريحات المزعومة

وكانت وكالات مواقع صحافية إيرانية قد نقلت عن السبسي قوله “إن إيران هي الأمل الوحيد للوقوف بوجه الكيان الإسرائيلي، معربًا عن أمله في أن تقف جميع الدول العربية والإسلامية إلى جانب إيران فى هذه المواجهة”.

وبحسب التصريحات المزعومة، فقد قال السبسي أيضًا: “إن بعض الدول حاولت عزل طهران، لكن الجمهوريةَ الإسلامية عادت بقوة وبنجاح إلى الساحة السياسية في المنطقة”، واصفًا إيران بأنها “دولة كبيرة ذات تراث ثقافي عريق، ولذلك ينبغي أن تؤدي دورها في المنطقة”، معربًا عن أسفه حيال أن “الكيان الصهيوني والدول الداعمة له حاولت فرض العزلة على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لكن طهران عادت بنجاح إلى الساحة السياسية بالمنطقة”.

ولفت السبسي، بحسب هذه التصريحات، إلى أن البعض يحاول أن يجعل إيران في المسار الطائفي الضيق، في حين أنه ينبغي أن تؤدي دورًا في المجالات المهمة، مشيرًا إلى لقائه قبل أيام رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، إذ أكد خلاله بأن العلاقات مع إيران يجب أن تكون جيدة.

ووصف الاتفاق النووى بأنه إجراء مناسب جدًّا، مؤكدًا أن إيران ينبغى أن تواصل حضورها الناجح في المنطقة، وأن تونس كدولة مستقلة لن تقع تحت تأثير الدول الأخرى في علاقاتها الثنائية.

واعتبر السبسي في هذه التصريحات المنسوبة إليه أن لا حل عسكريًّا للأزمة السورية، لافتًا إلى معارضة بلاده، منذ البداية، العمليات العسكرية، ومؤكدًا على ضرورة حل وتسوية الأزمة عبر الحوار والمفاوضات.

لقاء السبسي بوزير الثقافة الإيراني

من جانبه، نفى رضا بوقزّي الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية ما تداولته بعض المواقع الالكترونية الإيرانية بخصوص تصريح الباجي قايد السبسي بأنّ طهران هي ”حامية العالم الإسلامي من اسرائيل”.

وأوضح أن “اللقاء الذي جمع رئيس الجمهورية برضا صالحي أميري وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيراني تعرض إلى علاقات التعاون بين البلدين، وشدد على أهمية أن تستفيد إيران من فك العزلة الدولية التي كانت مفروضة عليها لعقود وأن تعمل على التفاعل إيجابيا والانفتاح على محيطها الإقليمي وتحسين علاقاتها بدول الجوار”.

وأضاف أنه تم خلال هذا الاجتماع التأكيد على “توخّي الحوار للمساعدة على التوصل لحلول سلمية للنزاعات القائمة خاصة في سوريا واليمن والعمل من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة لمواجهة مختلف التحديات وفي صدارتها مجابهة التطرّف والإرهاب”.

 تحريف واستغلال إعلامي

كما نفت مصادر تونسية مسؤولة مطلقًا أن يكون السبسي قد صرّح بهذه المواقف، مشيرة إلى أن “الرئيس التونسي لم يقل هذا الكلام”، وأن هناك “تحريفًا واضحًا واستغلالًا إعلاميًّا كبيرًا لهذا اللقاء ومضمونه”، ولفتت إلى أن “الدبلوماسية التونسية ليس من عاداتها أصلًا أن تتخذ مثل تلك المواقف وبتلك المصطلحات”.

وأفادت المصادر إلى أنه سيجري تباحث هذا الأمر يوم الإثنين (السبت والأحد عطلة في تونس)، وقد تكون هناك توضيحات بخصوص هذا الموضوع إما عن طريق وزارة الخارجية أو مصالح الرئاسة نفسها.

العلاقات التونسية الإيرانية

سجلت العلاقات التونسية الإيرانية في الآونة الأخيرة بعض التطور، تجسد ذلك من خلال إبرام العديد من الاتفاقيات لتعزيز التعاون بين البلدين في قطاع السياحة من بينها إحداث خط جوي مباشر بين البلدين وبرنامج تنفيذي للتعاون يتم بمقتضاه استقطاب 10 آلاف سائح إيراني خلال سنة 2016.

و يمتد برنامج التعاون الذي تم توقيعه على 3 سنوات ويشمل إقامة مشاريع استثمارية وتسهيل حركة السياحية ومساعدة وكالات الأسفار على تصميم برامج سياحية مشتركة وتبادل الخبرات والمشاركة في التظاهرات والمعارض.

فقد عرفت العلاقات التونسية الإيرانية توترا مع بداية الثمانينيات من القرن الماضي وتوطدت علاقة طهران بحركة النهضة الإسلامية في تونس. غير أن هذا الوضع انعكس مع بداية التسعينيات من نفس القرن.

وقد لخص رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي مسار العلاقات التونسية الإيرانية بقوله في حوار مع موقع الجزيرة نت “على مر السنوات الأخيرة حصل تقارب حقيقي غريب بين النظامين على اختلاف الأيديولوجية، وذلك بعد أن كانت العلاقات مقطوعة بين البلدين عقب الثورة الإيرانية لمدة سنوات بمبادرة من تونس، التي اتهمت إيران بدعم الاتجاه الإسلامي”.

ولعل أبرز موقف من الثورة الإسلامية بإيران في المغرب العربي -بعد موقف الجزائر الرسمي- كان تأييد حركة النهضة وزعيمها الغنوشي لثورة أيه الله روح الله الموسوي الخميني والاحتفاء بها. وفي الثمانينيات كان يطلق على أعضاء حركة النهضة في تونس اسم “الإيرانيين”.

ولإيران حضور ثقافي مميز بتونس فكثيرا ما حاضر بعض الأساتذة الإيرانيين في “بيت الحكمة” -وهو مؤسسة تونسية ثقافية- وقد أشاد سعيد النعماني -المستشار السابق لقائد الثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي- بمحاضرة في تونس سنة 2002 بمناسبة شهر رمضان “بالمقاربة الإسلامية للرئيس زين العابدين بن علي”.

منذ سنة 1990 أعادت الدولتان علاقاتهما الدبلوماسية. وقد تجسد تطور ونمو علاقتي البلدين في العديد من المجالات، حيث تم إنشاء لجنة مشتركة دائمة تنعقد كل ستة أشهر برئاسة نائب رئيس الجمهورية الإيرانية والوزير الأول التونسي أي بمعدل اجتماع سنوي في كل عاصمة. وقد عقدت حتى الآن تسع اجتماعات دورية. ويقام بشكل متزامن مع انعقاد اللجنة الدوري منتدى سنوي يضم عددا كبيرا من رجال أعمال الدولتين.

وقد وقعت تونس وطهران أكثر من ثلاثين مذكرة تفاهم بشأن التعاون الاقتصادي والتجاري. ومن آخرها الاتفاق التجاري الموقع في 16 يناير 2007 والذي ينص على خفض الرسوم الجمركية بين البلدين.

وتونس عضو في مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية وقد عبرت في أكثر من مناسبة عن موقفها الداعم لإيران في حقها في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية.

وبعد حجم التناغم الذي بدى بين النظام الإيراني ونظيره التونسي.. هل يحدد الرئيس التونسي موقفه بعلانية تجاه إيران أم أنه يخشى أن يغضب حلفاءه؟

المصدر|التقرير

تعليقات

أراء وأقوال

اشترك في النشرة البريدية لمجلة إيران بوست

بالتسجيل في هذا البريد الإلكتروني، أنتم توافقون على شروط استخدام الموقع. يمكنكم مغادرة قائمة المراسلات في أي وقت