شدد مستشار وزير الخارجية الإيراني حسين شيخ الإسلام، أمس على ضرورة عودة الطائرات الروسية لـ"تقليل الخسائر" في سوريا. مؤكداً أن بلاده سمحت بدخول القاذفات الروسية شرط تنسيق ثلاثي بين إيران وروسيا ونظام الأسد بسوريا حول الأهداف.
وبحسب صحيفة "الشرق الأوسط" فقد كشف حسين عن شرط أساس وضعته إيران أمام الروس قبل "وضع الإمكانيات العسكرية أمام روسيا"، وهذا الشرط هو "اتفاق الجانبين على الأهداف التي يجري استهدافها في سوريا".
وأشارت الصحيفة إلى أن كلام شيخ الإسلام يؤكد التسريبات حول الخلاف الإيراني الروسي واتهام طهران للقوات الروسية باستهداف قوات عسكرية تابعة لإيران في سوريا.
وبحجة ضعف الإمكانات الجوية لنظام الأسد في سوريا، برر شيخ الإسلام عودة الطائرات الروسية، وشدد على أن "القصف فوق الأراضي السورية بات بيد إيران".
ولفت شيخ الإسلام إلى أن "استخدام روسيا قاعدة (نوجة) منطقي ومصيري" على حد رأيه، مبيناً أن "إيران بحاجة إلى قوات جوية قوية ومؤثرة حتى تقلل خسائرها أثناء المعارك" في سوريا.
ونقلت الصحيفة عن رئيس منظمة "الشهيد" الإيرانية محمد علي شهيدي تصريحات أدلى بها بداية هذا الشهر قال فيها إن قتلى القوات الإيرانية وميليشياتها في سوريا والعراق بلغ 2100 قتيل، وهي أحدث إحصائية يكشف عنها مسؤول إيراني.
وشدد شيخ الإسلام على أن روسيا ستبقى إلى جانب إيران حتى "الهزيمة الكاملة لمحور الشر" في سوريا والعراق وفق وصفه. مضيفاً أن دخول القوات الروسية إلى المعركة السورية ترك تأثيراً إيجابياً على بلاده.
وكان وزير الخارجية الإيراني "محمد جواد ظريف"، قد أعلن الثلاثاء، أن روسيا يمكن أن تستخدم قواعد عسكرية إيرانية لتنفيذ ضربات جوية في سوريا على أن تكون كل حالة "على حدة".
وأشار "ظريف" في تصريح لوكالة "رويترز"، أن "روسيا ليس لديها قاعدة عسكرية (في إيران)، بيننا تعاون جيد وعلى أساس كل حالة على حدة، وسنتخذ قراراً عندما يكون من الضروري للروس الذين يكافحون الإرهاب استخدام منشآت إيرانية"، على حد تعبيره.
وفي الصيف الماضي استخدمت مقاتلات روسية قاعدة جوية في إيران لتنفيذ هجمات ضد أهداف في سوريا، وكانت المرة الأولى التي تستخدم فيها قوة أجنبية قاعدة إيرانية منذ الحرب العالمية الثانية.
غير أن هذا الاستخدام انتهى فجأة بعدما قال مشرعون إيرانيون إن هذه الخطوة تنتهك الدستور الذي يحظر وجود قواعد عسكرية أجنبية وانتقد وزير الدفاع الإيراني موسكو لكشفها عن هذه المعلومات.
وتعتبر وروسيا وإيران حليفتان لنظام بشار الأسد، ولعبتا دوراً حاسماً في بقائه بالسلطة، عبر دعمه بالسلاح والمال لمواجهة قوات المعارضة، وارتكب البلدان مع نظام الأسد مجازر وحشية بحق المدنيين السوريين، عبر عمليات القصف الجوي والمدفعي واجتياح المدن الخارجة عن سيطرة النظام.