انقذ بوتين من هجوم دب، لكنه لم يقتل الدب.. ذلك هو اليكسي ديومين البالغ من العمر 44 سنة، وهو الرئيس السابق لجهاز الأمن الشخصي لبوتين، ونائب سابق لوزير الدفاع الروسي.
لكن ديومين قد لا يستطيع انقاذ قيصر روسيا الجديد فلاديمير بوتين، اذا ثبت اصابة الاخير بمرض خطير قد يزيحه عن منصبه "رغما عنه" عام 2017.
فبحسب البروفسور فاليري سولوفي، فان بوتين " قد يتنحى عن السلطة لظروف صحية ".
ولم يذكر سولوفي البروفسور في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الخارجية والمحلل السياسي الشهير والناشط في الأكاديمية الروسية للعلوم والموصوف بخبير كبير في شؤون الكرملين تفاصيل تلك " الظروف الصحية " ، لكنه قال إنها ستلزم بوتين " بالخروج من دائرة الضوء لأشهر عدة العام المقبل ، أو الظهور نادرا " أي الاعتكاف تقريباً.
ثم أجاب بغموض حين سألوه عما إذا كان يعاني من مرض ما ، فقال " دعوني لا أضيف شيئاً ، ما قلته يكفي ".
الملفت للنظر ان هذه المعلومات غير العادية عن بوتين ، البالغ من العمر 64 عاما ، ظهرت الجمعة الماضية في موقع صحيفة روسية تأسست قبل 97 سنة ، وموصوفة بأنها " مقربة جداً " من الكرملين ، والتي أجرت مقابلة مع " سولوفي " فجر فيها قنبلته عن صحة بوتين الذي يظهر أنه يعاني من علة ما ، طبقاً لما يمكن استنتاجه.
ومعروف عن بوتين انه لا يترك رياضة إلا ويمارسها ، مع ذلك تلاحقه الشائعات عن اعتلاله بمرض خطير.
كان عنوان المقابلة " عاصفة رعدية في 2017 : بوتين قد يحل مكانه خليفة جديد " ، وبعد ساعات قليلة اختفت كلها من الموقع ، لكن صداها وصل مترجماً إلى وسائل إعلام عالمية تناولتها ، ومنها صحيفة " ديلي ميل " البريطانية ، الوارد بخبرها تأكيد من سلوفي بأن ما ذكره " حقيقي ، لكنه ليس أكيداً تماما ، وهو برسم التأكد ".
وبحسب ما قال في معرض توقعه بأن تجري انتخابات رئاسية مبكرة العام المقبل لاختيار خليفة لبوتين ، أي قبل عام من نهاية ولايته ، في حال صح اعتلاله بما يمنع من استمراره رئيساً.
المرجحان أكثر للخلافة ، رئيس الوزراء دميتري ميدفيديف والعسكري ألكسي ديومين.
وبسبب الغوض وشحة المعلومات عن صحة بوتين ، فان المهتمين بالشأن الروسي ، انقسموا الى فريقين ، الفريق الاول يعتقد فعلا ان بوتين ومصاب بمرض خطير واغلب التوقعات هو السرطان ، سيما وان اللياقة البدنية العالية للرئيس الروسي تبعد اي احتمالات لامراض قد تكون خطيرة كالقلب ، ما عدا السرطان الذي ربما يكون قد تسلل الى جسمه ولم يكتشف الا متأخرا.
اما الفريق الثاني ، فيرجح ان تلك الاخبار لا اساس لها من الصحة وهي من انتاج المخابرات الروسية وبتوجيه من بوتين نفسه.
ويشير هذا الفريق الى ان بوتين ربما اراد ان يكشف اعداءه في الداخل او الطامعين بالوصول الى الكرملين بعد ان يغادره ، ليعرف كيفية السيطرة عليهم لينفذوا سياساته حتى وهو خارج السلطة ، او ربما اراد توجيه رسالة للخارج وخاصة مع قرب تولي دونالد ترامب منصب رئيس الولايات المتحدة ، بانه على استعداد لمناقشة القضايا الخلافية مع الغرب وخاصة في موضوعي اوكرانيا وسوريا مقابل رفع العقوبات عن بلاده.
وتبقى هذه كلها احتمالات ، الا ان الثابت في كل هذا ان موقف سيد البيت الابيض الجديد دونالد ترامب ليس كموقف باراك اوباما الذي منح القوة لبوتين من خلال ضعفه وتردده وخاصة في الملف السوري.
ومهما تغزل ترامب ببوتين ، الا انه لن يسمح له بان يمرغ قوة اميركا بالتراب كما فعل مع اوباما ، ما يعني ان على القيصر الروسي ان يتراجع قليلا او كثيرا الى الوراء ، والا فان نذر مواجهة عسكرية مع من كانت القوة الاولى والوحيدة في العالم لسنوات ما بعد الحرب الباردة ، ستكون واقعية اذا استمر بوتين بسياسته الهوجاء في اوكرانيا وسوريا.
بغداد بوست