قال وائل العنزي، مقدم برنامج «ملالي» على الـ«يوتيوب»، الذي حاز مشاهدات لمجموعة حلقاته بأرقام مليونية، إنه يتلقى الشكر من الشيعة العقلاء - على حد وصفه - نافيًا أن يكون برنامجه يسبب النزعة الطائفية. وأكد «العنزي» حسب حواره لمجلة «سبق» الإلكترونية أنه لا يتلقى أي دعم من أي جهة، مشيرًا إلى أن برنامجه بمجهودات فردية، بالرغم مما حازه من تقدُّم وتأثير.
وتفصيلاً، قال «العنزي» إن برنامجه الذي استهل الظهور الإعلامي به يستغرق في الحلقة الواحدة أسبوعين تقريبًا، من إعداد وتصوير وإخراج وإنتاج الحلقة. مشيرًا إلى تلقيه عروضًا كثيرة، شاكرًا الذين قدموا له عروضهم، وقد تم رفض هذه العروض بحجة أنه يبني نفسه بنفسه.
وأشار «العنزي» إلى أن برنامج «ملالي» خاص باليوتيوب حاليًا «واليوتيوب عالم حُرّ؛ بإمكانك أن تضع ما تشاء، وفتح القناة مجاني، والعمل فقط مني أنا المقدم». وأوضح أن المخرج يعطيه بعض المواد، والبعض الآخر منه شخصيًّا.
وكشف «العنزي» أن ثمة خططًا تطويرية مستمرة للبرنامج، منها الترجمة إلى لغات متعددة، من أهمها الفارسية.
وحول دوافع البرنامج قال العنزي إنه يعتقد أنه يتكلم بالصوت الشيعي العاقل الذي لا يتكلم، وساكت طوال الوقت خشية سطوة المتطرفين من الملالي. وأضاف: أتتني رسائل شكر من الإخوة الشيعة بكثرة، وبشكل لا يوصف، يشكرونني فيها على البرنامج؛ لأن الملالي يستخفون بعقولهم، ويستغفلونهم لمآرب شخصية مادية وسياسية، وهم يعلمون بأنهم مستغفلون، لكن لا يعرفون ماذا يصنعون.
وأكمل «العنزي»: والكثير منهم يتواصل معي باستمرار عبر الواتساب، ويشكرونني على البرنامج، وهم ليسوا فقط من الخليج، وإنما من العالم الإسلامي بشكل عام. وتابع: ولكن أنا أنصحهم بأن لا يسمعوا لهم فيما هو غير موجود في الكتاب والسنة، أما الأمور الأخرى المخالفة للكتاب والسنة فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
وقال «العنزي» حول ما إذا كان نقده لملالي إيران وأتباعهم يغضب الشيعة في الداخل: أنا لا أنظر للموضوع من منظور جغرافي؛ أنا أقوم باستعراض كلامهم، وأعلق عليه من كلامهم أيضًا. ومن يريد أن يغضب فليغضب على الملا، ويرد على كلامه؛ فأنا لم آتِ بأي كلام من عندي.
وتابع: الردود في الحلقات تجد أن الكثير منها مكتوب فيه «أنا شيعي من الدولة الفلانية، وكلام الملا الذي ذكره في الحلقة لا يمثلنا».
ونفى «العنزي» أن يكون برنامجه يثير النزعة الطائفية قائلاً: أبدًا، غير صحيح، برنامجي لا يسبب أي طائفية؛ والدليل على ذلك أننا لم نتكلم عن معتقدات الشيعة، لا بمدح ولا بذم، ونحن - ولله الحمد - كلنا مسلمون سنة وشيعة.
وأضاف: لا أرى أن هناك إشكالاً لو أنا بينت خطأ الملالي؛ حتى لا يقع فيه عوام الشيعة الآخرون. وأين الإشكال في الموضوع؟ ولماذا هذه الحساسية؟.. وتساءل: ألسنا كلنا مسلمين؟
وقال «العنزي»: أكرر أني لم آتِ بشيء من عندي، وإنما برنامجي قائم على فكرة أن يكون كل شيء موثقًا بالصوت والصورة. وما أنا إلا مجرد ناقل، ومن يرى أن فيه فتنة فهي ستكون من الملالي الذي قال الكلام وليس الذي قام فقط بنقل كلامه.
وحول مصادر مقاطع الفيديو التي يعرضها في برنامجه، ومدى ثقته بحقيقتها ومصداقيتها، قال مقدم البرنامج: أغلب المقاطع مأخوذة من القنوات الشيعية، وأسماء قنواتهم موجودة في مقاطعي، وأنا أتعمد أن لا آتي بالمشتبه فيه من مقاطعهم، وإنما أتحرى الدقة فيما أنقل - ولله الحمد -.
ومن جانب ردود الفعل السلبية أكد العنزي أنه تلقى الكثير من التهديدات عن طريق الواتساب واليوتيوب والفيس بوك.. وأضاف: ولكن في آخر الأمر أنا مؤمن بقوله تعالى (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا).
وحول دور الإعلام السعودي الرسمي والخاص في مواجهة تمدد الملالي قال وائل: في الفترة الأخيرة بدأ الإعلام السعودي يتصدى بقوة لتدخلات الملالي، وبشكل واضح. وأرى أن دوره أصبح مهمًّا جدًّا في بيان حقيقة الملالي على نطاق واسع. وأنا معجب بالبرنامج الرائع (همساية) الذي تبثه القناة الإخبارية السعودية مع الدكتور المتألق محمد السلمي.
وتابع: أما الإعلام الخاص فللأسف مقصر جدًّا جدًّا جدًّا باستثناء بعض القنوات القليلة التي تعد على أصابع اليد الواحدة للأسف الشديد. والأخطر من ذلك أن بعض هذه القنوات الخاصة مخترَقَة بطريقة غير مباشرة.
وقال «العنزي» إن برنامجه جاء من شعوره بأن الإعلام مقصِّر في هذا الجانب، مطالبًا الجميع بنشر هذه الحلقات قدر الإمكان في مواقع التواصل الاجتماعي كافة، سواء واتساب أو تويتر أو فيس بوك، وأن لا يكتفوا بالمشاهدة فقط، وقال: نحن جميعًا نحمل هذه القضية، وأعتقد أن ضرر الملالي على مجتمعنا بات واضحًا جدًّا بعد أن كان مستترًا.
وحول علاقة إيران بإسرائيل التي كانت حلقته الأخيرة عنها يعتقد وائل أنها ستكشف حقيقة خامنئي والسياسة الإيرانية للشيعة الذين يميلون لهما، مرجعًا ذلك إلى أن واقع الحكومة الإيرانية ليس عدوًّا لإسرائيل كما تزعم، وإنما هي صديقة لها، ولكن من خلف الكواليس.
وأضاف: ولكن كما يقال السياسة فن السفالة الأنيق، فإن إيران تُظهر العداوة لإسرائيل فقط في الكلام لاستمالة البسطاء من عوام الشعوب العربية والمسلمة؛ فهي في العلن عدوتها اللدودة، أما في السر فهي صديقتها الودودة.
وأوضح وائل أنه لم يقم بزيارة إيران مسبقًا، لكنه يجيد اللغة الفارسية بشكل مقبول، مؤكدًا أن لديه المزيد مما يعرفه عن إيران، وسيعرضه في الوقت المناسب.
وحول مزج برنامج ملالي بين الدين والسياسة بشكل كبير قال: ديننا الإسلامي هو دين كامل وشامل، وقد عالج جميع أمور الحياة من سياسة واقتصاد والأحوال الشخصية والعلاقات الاجتماعية.. فهو دين شامل لكل مجالات الحياة. فكما أنه يوجد في الطب والهندسة والاقتصاد مختصون فكذلك السياسة فيها مختصون، وأنا لست منهم، ولكن ما عملته في حلقاتي هو أني نقلت فقط ما قالوه بالصوت والصورة، ووعي وعقل المشاهد هو الذي يحكم على ما يشاهده.
وعن رؤيته الشخصية للسياسة الإيرانية قال «العنزي»: السياسة الإيرانية خاطئة تمامًا؛ فهي لا تهتم بشعبها، وتصرف أموال الشعب على المليشيات الموالية لها في الخليج أو في العالم العربي والإسلامي بشكل عام، والشعب الإيراني أكثر من 40 بالمائة منهم تحت خط الفقر، حتى وصل الحال بهم إلى أن بعضهم قام ببيع أعضائه البشرية من أجل لقمة العيش.
وتابع: ومن أهم الأسس التي قامت عليها الثورة الإيرانية في عام 1979 تصدير الثورة خارج إيران، ومعناه استنساخ الثورة التي جاء بها الخميني، ونشرها في البلاد العربية والإسلامية. وسياستهم قائمة على التدخل في شؤون دول الجوار، وإحداث البلبلة والفتن والقلاقل؛ ليتسنى لهم التغلغل واستغلال هذه الفوضى، ثم نشر الإرهاب في المجتمع؛ ليتهم كل طرف منهم الآخر، ثم تبدأ الصراعات والحروب الأهلية. وهذا واضح ومشاهد في كل بلد تدخَّل فيه إيران، مثل لبنان واليمن والعراق وسوريا وغيرها.
وحول تدخلاتها في الخليج علق مقدم البرنامج قائلاً: السياسة ليست مجالي، ولا أحب الخوض فيها، ولكن من طبيعة أي إنسان عاقل أن يقوم بإيقاف من يتدخل بشؤونه الخاصة ويثير الفتن والمشاكل داخل بيته وبين أبنائه ومع جيرانه بكل الطرق الممكنة.
وحول ما يعقب برنامج ملالي قال إنه ما زال هناك الكثير فيما يخص الملالي وكشف مخططاتهم التي حاكوها ضدنا، وبعد الملالي لن نتوقف بل سنستمر في الدفاع عن ديننا ووطننا ضد جميع أعدائه كائنًا من كان.