ناقشت صحف عربية الانفجارات الغامضة فى مواقع حيوية إيرانية، والتي اعتبرها الكثيرون اعتداءات على إيران.
وشهدت إيران في الأسبوعين الماضيين سلسلة انفجارات وحرائق هزت عدة منشآت ومواقع عسكرية وصناعية بينها منشأة نطنز الأساسية في برنامجها النووي ومنشأة بارشين المحورية في برنامجها الصاروخي.
ورأى فريق من الكتاب أن إيران لن تتمكن من الرد على هذه التفجيرات، فيما رأى فريق آخر أن إيران بدأت بالفعل بالرد بعد وقوع حريق كبير في البارجة الأمريكية يو إس إس ريتشارد انتهى بتدميرها.
"استراتيجية الضغط الأقصى"
يقول خطار أبو دياب في جريدة العرب اللندنية: "تتلاحق في إيران أعمال أمنية 'غامضة' خلال الفترة الأخيرة وترتبط من دون شك بمحاولة ضرب أو تأخير البرنامجين النووي والصاروخي. وتأتي هذه الأحداث وكأنها استكمال لاستراتيجية 'الضغط الأقصى' التي تمارسها واشنطن ولعملية اغتيال الجنرال قاسم سليماني. ومن الأرجح أن تكون إسرائيل وراء القيام بها بمشاركة أمريكية أو بعد ضوء أخضر أمريكي".
ويضيف أبو دياب: "من المستبعد أن يكون الرد الإيراني مؤجلا، والاحتمال الأقوى حصول هذا الرد من قبل إحدى الأذرع الإيرانية انطلاقا من سوريا أو لبنان أو العراق، مما يضع كل الإقليم على صفيح ساخن في معركة تحديد أحجام ومصائر".
ويتابع الكاتب: "على الجانب الإسرائيلي، يعتبر عدم إعلان المسؤولية عن تفجيرات إيران، محاولة لعدم الوصول للصراع المكشوف مع تفضيل الحرب الهجينة التي تجمع بين الحرب الإلكترونية والأعمال الأمنية وبعض الاستهدافات المحدودة".
وفي السياق ذاته، يرى فهد الخيطان في جريدة الغد الأردنية أنه "بدعم من الولايات المتحدة أو بدونه، يبدو جليا أن إسرائيل قد استعاضت عن المواجهة العسكرية المباشرة والمكلفة مع إيران بحرب استخباراتية وسيبرانية في العمق الإيراني لتعطيل قدرات طهران النووية".
يقول الخيطان: "التفجير يشي بقدرة استخباراتية صادمة سمحت لطواقم العملاء بالوصول إلى واحد من أكثر المواقع تحصينا في إيران وزرع قنبلة في جوفه العميق، تزامن ذلك مع سلسلة تفجيرات محيرة طالت محطات طاقة ومرافق حيوية لم يتضح بعد إن كان لها صلة بتفجير نطنز".
ويضيف: "يذكر محللون هنا ما راهنت عليه مديرة الاستخبارات الأمريكية جينا هاسبيل بعد اغتيال سليماني من أن الرد الإيراني لن يتجاوز هجمات صاروخية ضد أهداف أمريكية في العراق، وهذا ما كان بالفعل. باستثناء ذلك كانت التهديدات الإيرانية مجرد حملات إعلامية جوفاء لامتصاص الغضب العام".
"التصعيد الإيراني المرتقب"
تحت عنوان "إيران تستعد لعمل كبير"، يقول ناصر قنديل في جريدة البناء اللبنانية: "أول أمس، وقع حريق كبير انتهى بتدمير البارجة الأمريكية يو إس إس ريتشارد، في مرفأ سان دييغو العسكري، وسرت تكهنات باختراق سيبراني تسبب في التلاعب بمنظومات حرارية في البارجة أدى لنشوب الحريق وتعطيل أنظمة التبريد، واتجهت الكثير من أصابع الاتهام نحو إيران".
ويضيف قنديل: "الترقب سيد الموقف خلال الأيام القليلة المقبلة، وحبس الأنفاس سيستمر حتى تعلن إيران نتائج التحقيقات، والاتصالات على أعلى المستويات لاستكشاف اتجاه هذه النتائج وما إذا كان ثمة احتمالات بتوجيه اتهام مباشر لكيان الاحتلال، وماهية الدور المقرر، والعيون شاخصة نحو مفاعل ديمونا كهدف محتمل".
ويتابع: "إذا سارت الأمور بهذا الاتجاه، وهو ما يعني نذر حرب كبرى تخيم على المنطقة، والوسطاء التقليديون بين إيران والغرب يقولون إن أشد المراحل خطورة تمر على المنطقة، وإن العروض لتفادي التصعيد الإيراني المرتقب إذا صحت التوقعات، قيد التداول، وإن أشياء كثيرة من طروحات كانت على الطاولة قد تغيرت".
"مرحلة جديدة من الانهيار"
أما عبدالجليل السعيد فيقول في جريدة العين الإخبارية الإماراتية: "بات من المؤكد أن التفجيرات التي ضربت وتضرب إيران في الأيام الماضية ليست غامضة فقط، بل تنذر بمرحلة جديدة من الانهيار داخل جمهورية الولي الفقيه، والانهيار هنا أمني بكل معنى الكلمة، كما هو سياسي واقتصادي".
ويضيف الكاتب: "ولأن إيران دولة مغلقة لا تتمتع الصحافة فيها بأي حرية تذكر، ولا يعلم أغلب الشعب الإيراني ماذا يحصل معهم أو يجري حولهم، فإن التكهنات بحد ذاتها مشروعة، والأخبار المتناقضة رسمياً تخفي وراءها الكثير من خوف الحرس الثوري ومؤسسات المرشد العاجزة عن احتواء صدى تلك التفجيرات".
ويتابع السعيد: "وبما أن الفلسفة الإيرانية في التعاطي مع إسرائيل تقوم على مبدأ التغاضي والنسيان والجبن، وحتى عدم الجرأة على بحث أي ردة فعل موجهة ضد إسرائيل، فإن السيناريو ذاته يتكرر مع التفجيرات الأخيرة، لأن خامنئي يتقن فقط الزج ببعض العرب من أمثال حزب الله في لبنان والحوثي الانقلابي في اليمن والحشد الشعبي في العراق في أتون حروبه العبثية المستندة لشعارات المقاومة والممانعة الكاذبة، والتي ثبت للجميع بطلانها".
وعلى المنوال ذاته، يقول عبدالرحمن الطريري في جريدة عكاظ السعودية إن "حالة إيران الحالية غاية في الضعف … والضعف ليس اقتصاديا فقط بل سياسيا أيضا".
ويضيف أن إيران تتحدث "عن الصمود كانتصار، ويحدثك حسن روحاني عن مصطلح 'الصبر الاستراتيجي'، الذي لا يتجاوز كونه دعوات إلى السماء أن يغادر دونالد ترمب البيت الأبيض في الانتخابات الرئاسية القادمة نهاية العام الجاري".
ويتابع الطريري: "إيران اتهمت إسرائيل بالوقوف خلف بعض الهجمات، ولم تعترف ببعضها، لكنها لم تخبرنا إن كانت سترد على إسرائيل، أم ستستمر في انتصار الصمود".