الجمعة, 12 يوليو 2024
اخر تحديث للموقع : منذ 3 أشهر
المشرف العام
شريف عبد الحميد

معركتنا مع الرافضة

آراء وأقوال - الحسين بن أحمد بختي | Wed, Jul 15, 2020 7:18 AM
الزيارات: 1095
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني

أرى أن المعركة بيننا وبين الرافضة معركة غير متكافئة القوى..

إنها معركة بين أناس (عُزَّلًا) إلا من حجج لا قدرة لديهم لإيصالها لأبعد الآفاق..

- فكم للروافض من منبر إعلامي؟!!

- وكم لنا من منبر إعلامي؟!!

الفرق بيننا وبينهم شاسع جدا، بل لا مجال للمقارنة بيننا وبينهم فيما يبذلون لنشر باطلهم.

- تدعمهم دول ترصُد ميزانيات هائلة للتمدد بدينها بين أهل الإسلام.

- أما نحن، فلا زلنا (عُزَّلًا) في خنادق الدفاع.. في مواجهة جحافل مدعومة بأعتى الأسلحة وأفتكها.. وبترسانات إعلامية متعددة، تُصْرَفُ لأجلها أخماس مبيعاتهم من النفط..

وللأسف الشديد نجد من بيننا مَنْ ينتظر من هذا الدين- ما دام مُنَزَّلاً من عند الله- أن يعمل في حياة البشر بطريقة سحرية خارقة، ودون أي اعتبار لطبيعة البشر، ولطاقاتهم وقُدُرَاتِهِمْ!! فيُصابون بخيبةٍ أو خلخلة في ثقتهم بالنصر على الأعداء!.

والحقيقة الغائبة عن أذهان هؤلاء الكثيرين أن هذا الدين -حتى وهو منهج إلهي حقٌّ- فإنه يتم تحقيقه في حياة البشر بجهد البشر أنفسهم في حدود طاقتهم البشرية؛ وفي حدود واقعهم، وبقدر ما يبذلونه من هذه الطاقة.

قال الله تعالى:

{فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُواْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال: 66].

نجد في هذه الآية أن الله تعالى أوجب على المؤمنين أن يثبت الواحد منهم أمام اثنين من أعدائهم، وبَشَّرَ بأنه إن يوجد من المؤمنين مائة صابرة يغلبوا مائتين من أعدائهم، وإن يوجد منهم ألف يغلبوا ألفين منهم بإذن الله وتيسيره وتأييده.

فتبين من هذا أن الخطاب القرآني راعى القُدُرَاتِ البشرية.. لكن هذا لا يعني أن تنتظر لحظةً لأهل الحقِّ، يَهُبُّونَ فيها هبَّةً واحدةً لمواجهة أهل الباطل، فننحاز إلى هذه الفئة، ونواجه مِنْ داخلها الباطل!!

ليس هذا قصدي مما خطَّتْ يميني، بل قصدي أن الذي مكن للروافض وغيرهم من فِرق الضلال لا يرجع إلى أحقية مناهجهم، بل يرجع إلى ما يبذلون من جهود وأموال واهتمامات في سبيل تصدير باطلهم -رغم وجود عقيدة انتظار المهدي المُخَلِّص عندهم-.

ويرجع كذلك إلى خَوَرِ وخِذْلَانِ أولي الفضلِ والمالِ والسَّعَةِ من المسلمين عن دعم أهل الحق.. ويرجع كذلك إلى غفلة بعض العلماء عن كيد الأعداء، وانشغالهم بنزاعات جانبية لا فائدة تُرْجَى مِنْ ورائها إلا إضعاف صفوف أهل الحق، وتيسير السبيل للتمكين لأهل الباطل.. وانشغال آخرين بالتأليف والكلام في مسائل فقهية قُتِلَتْ بَحْثًا، على حساب ما يتهدد الأمة من أخطارَ عقدية قد تُردي بها في مهاوي الكفر.

ورضي الله عن عمر ابن الخطاب إذ يقول: "اللهم اني أعوذ بك من جَلَدِ الفاجر، وعجز الثقة".

فاستعاذ رضي الله عنه من جرأة الفاجر وصبرِهِ ومثابرته وتحمُّلِهِ للصعاب في سبيل باطله..

واستعاذ في المقابل من سلبية الثقه الصالح المستكين الذي لا نفع للأمة من ورائه..

قال الإمامُ ابنُ القيّم رحمه الله في (إعلام الموقعين: 3/42):

"وَأَيُّ دِينٍ وَأَيُّ خَيْرٍ فِيمَنْ يَرَى مَحَارِمَ اللَّهِ تُنْتَهَكُ، وَحُدُودَهُ تُضَاعُ، وَدِينَهُ يُتْرَكُ، وَسُنَّةَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ يُرْغَبُ عَنْهَا، وَهُوَ بَارِدُ الْقَلْبِ، سَاكِتُ اللِّسَانِ، شَيْطَانٌ أَخْرَسُ؟!

كَمَا أَنَّ المُتَكَلِّمَ بِالْبَاطِلِ شَيْطَانٌ نَاطِقٌ، وَهَلْ بَلِيَّةُ الدِّينِ إلَّا مِنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ إذَا سَلِمَتْ لَهُمْ مَآكِلُهُمْ وَرِيَاسَاتُهُمْ فَلَا مُبَالَاةَ بِمَا جَرَى عَلَى الدِّينِ؟!

وَخِيَارُهُمْ المُتَحَزِّنُ المُتَلَمِّظُ، وَلَوْ نُوزِعَ فِي بَعْضِ مَا فِيهِ غَضَاضَةٌ عَلَيْهِ فِي جَاهِهِ أَوْ مَالِهِ؛ بَذَلَ وَتَبَذَّلَ وَجَدَّ وَاجْتَهَدَ، وَاسْتَعْمَلَ مَرَاتِبَ الْإِنْكَارِ الثَّلَاثَةِ بِحَسَبِ وُسْعِهِ.

وَهَؤُلَاءِ -مَعَ سُقُوطِهِمْ مِنْ عَيْنِ اللَّهِ وَمَقْتِ اللَّهِ لَهُمْ- قَدْ بُلُوا فِي الدُّنْيَا بِأَعْظَمَ بَلِيَّةٍ تَكُونُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ، وَهُوَ مَوْتُ الْقُلُوبِ، فَإِنَّهُ الْقَلْبُ، كُلَّمَا كَانَتْ حَيَاتُهُ أَتَمَّ؛ كَانَ غَضَبُهُ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ أَقْوَى، وَانْتِصَارُهُ لِلدِّينِ أَكْمَلُ".

ويقول رحمه الله في (عُدة الصابرين 286):

"وكلَّما كانَ أفقَهَ في دينِ اللهِ؛ كانَ شهودُه للواجبِ عليه أتمَّ، وشهودُه لتقصيرِه أعظمَ، وليسَ الدينُ بمجردِ تركِ المحرماتِ الظاهرةِ، بل بالقيامِ مع ذلكَ بالأوامرِ المحبوبةِ للهِ، وأكثرُ الديّانين لا يعبأون منها إلا بما يشاركهم فيه عمومُ النَّاسِ!

وأمَّا الجهادُ، والأمرُ بالمعروفِ، والنهيُ عن المنكرِ، والنصيحةُ للهِ ورسولِهِ وعبادِهِ، ونصرةُ اللهِ ورسولِهِ ودينِهِ وكتابِهِ؛ فهذه الواجباتُ لا تخطرُ ببالِهم، فضلاً عن أن يُريدوا أفضلَها فضلاً عن أن يَفعلوه!

وأقلُّ النَّاسِ دينا وأمقتُهم إلى اللهِ من تركَ هذه الواجبات، وإن زهد في الدنيا جميعِها، وقلَّ أن ترى منهم من يحْمَرُّ وجهُه، ويُمعِّرُه في اللهِ، ويغضبُ لحُرُماتِه، ويبذلُ عِرضَهُ في نصرةِ دينِه، وأصحابُ الكبائرِ أحسنُ حالاً عندَ اللهِ من هؤلاء!.

ما العمل إذنْ؟

ولا تنتظر بالسير رفقة قاعد ¤ ودعه فإن الشوق يكفيك حاملا

كُلُّ هذا لا ينبغي أن يُثْنِيَنا عن مواجهة الباطل ومجابهته، وذلك لأن في مواجهة الباطل وأهله تحقيق لمعنى (لزوم الجماعة).. إذ الجماعة لزوم الحق ولو كنت وحدك..

قال ابن مسعود رضي الله عنه: "الجماعة ما وافق الحق؛ ولو كنت وحدك".

(رواه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة:1/122- رقم: 160، وصحح سنده الشيخ الألباني كما في تعليقه على مشكاة المصابيح: 1/61، ورواه الترمذي في سننه:4/467).

{إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}.[سورة النحل: 120].

ثم إن العمل للدين، ونصرة الحق، ودفع الباطل فيه حراسة للملة، وفيه وقاية للأمة من الانصياع للباطل، وفيه انتشال للغرقى المنخدعين ببريق هذا الباطل..

نسأل الله تعالى أن يجعلنا هداة مهتدين، هادين مهديين.. آمين.

تعليقات

أراء وأقوال

اشترك في النشرة البريدية لمجلة إيران بوست

بالتسجيل في هذا البريد الإلكتروني، أنتم توافقون على شروط استخدام الموقع. يمكنكم مغادرة قائمة المراسلات في أي وقت