كيف دربت الولايات المتحدة "فرق الموت" الشيعية في العراق بالاعتماد على 3 ضباط أمريكيين بينهم الكولونيل جيمس ستيل وهو شخصية غامضة اشتهرت بدورها في فرق الموت في السلفادور والتي قتلت الآلاف هناك والجنرال ديفيد بترايوس.
تحقيق قامت به "بي بي سي" العربية و"الغارديان" منذ أكثر من عامين بمناسبة الذكرى العاشرة لغزو العراق في فيلم وثائقي اسمه "جيمس ستيل"، رجل أمريكا الغامض في العراق James Steele: America’s Mystery Man in Iraq
وكشف الفيلم بالاعتماد على برقيات ويكيليكس التي سربها برادلي ماننغ الذي يجري تعذيبه في السجون الأمريكية، كيف قامت الولايات المتحدة بتسليح فرق موت عراقية ودربتها لتشغيل مراكز التعذيب. يتناول الفيلم الوثائقي فرق الموت المدعومة أمريكيا في أمريكا الوسطى خلال الثمانينيات وحتى المجند برادلي ماننغ الذي كشف جرائم الحرب الأمريكية في العراق.
يفضح الفيلم الدور المرعب للكولونيل الأمريكي المتقاعد جيمس ستيل وهو خبير ضالع في حروب بالوكالة لصالح الولايات المتحدة في السلفادور ونيكاراغوا، وكيف لعب دورا في تدريب قوات خاصة عراقية للشرطة، وتقول ماغي أوكين منتجة الفيلم إنها أمضت 6 أشهر في تعقب شبان أمريكيين كانوا جنودا في السامراء عقب اكتشاف تلميحات حول التعذيب في وثائق ويكيليكس، لكن هؤلاء الجنود كانوا مذعورين من الحديث بسبب خوفهم من مصير برادلي ماننغ وهو المجند الأمريكي الذي زود ويكيليكس بأدلة عن الانتهاكات الأمريكية في العراق.
يظهر الفيلم كيف قامت الولايات المتحدة بعد عام من الغزو على تأسيس فرق طائفية للشرطة وتدريبها وتسليحها لتتولى إدارة شبكة تعذيب وفرق موت تتولى قمع أي مقاومة للاحتلال وتسببت هذه بإشعال حرب طائفية تمزق العراق وكانت تتسبب بقتل قرابة 3000 عراقي شهريا.
ويقف في قلب هذه القضية الكولونيل جيمس ستيل الذي لا يعرفه الكثيرون ولا يظهر إلا في لقطات فريدة التقطت له في العراق مرة واحدة وإلى جانبه مساعده في تأسيس فرق الموت كولونيل جيمس كوفمان الذي يعمل تحت مباشرة إمرة الجنرال ديفيد بترايوس الذي قام بتمويل هذه الفرق الخاصة في الشرطة العراقية.
أشعلت فرق الموت التي أسسها جيمس ستيل في أمريكا اللاتينية ما يعرف بالحرب القذرة في السلفادور والتي ذهب ضحيتها قرابة 75 ألف شخص بعد أن قام ستيل بتدريب وحدات ميليشيا سلفادورية لقتال المعارضة اليسارية وأدت إلى تشرد قرابة مليون شخص. واختار جورج بوش هذه الشخصية للعمل مع ديفيد بتريوس لتنظيم قوات كوماندوز للشرطة العراقية بالتعاون مع الكولونيل جيمس كوفمان James Coffman الذي قام بتمويل قوات الكومندوز العراقية من صندوق تزيد قيمته عن بضعة مليارات دولار. ضمت قوات الكوماندوز عناصر على أساس طائفي مثل فرق بدر المتعطشة للانتقام من المتعاطفين مع صدام حسين بالتعذيب والاغتيالات لقمع مقاومة الاحتلال الأمريكي وتتواصل أشنع عمليات التعذيب الوحشي التي لم يسبق لأحد مشاهدة فظاعتها بسبب يأس الولايات المتحدة من العثور على معلومات عن المقاومة العراقية.
وجاءت خبرات جيمس ستيل في التعذيب والقتل لاستخلاص معلومات الاستجواب لتوليد مصدر استخباراتي ضد المقاومة. وقاد قوات الكوماندوز العراقية عراقي اسمه عدنان ثابت وفي السامراء حول ثابت ورجاله مكتبة المدينة إلى مركز اعتقال لتعذيب المعتقلين.
تشير منتجة الفيلم الوثائقي ماغي أوكين الحائزة على جوائز عديدة في الصحافة، لبرنامج ديموكراسي ناو، إن عبارة وردت في وثيقة ويكيليكس هي التي قادت فضولها لكشف قصص لم تروى عما يحدث في العراق، وكانت البرقية قد كشفتها ويكيليكس بتاريخ نوفمبر 2011، وهي إشارة بعنوان Frago 242 والتي تشير إلى الأمر العسكري التشعبي 242 Fragmentary Order 242 الذي يوجه الجنود الأمريكيين لتجاهل عمليات التعذيب التي يقوم بها العراقيين ضد ضحايا عراقيين. وتكرر ورود عبارة Frago 242 آلاف المرات في وثائق ويكيليكس مما أشعل فضول الصحافيين لمعرفة ماهي تلك الأوامر العسكرية التي تشير إليها تلك العبارة، فضلا عن الإشارة المتكررة للجنرال عدنان ثابت الذي يتردد على السفارة الامريكية بانتظام، مما أوحى بوجود موضوع هام جعل من ويكيليكس كنزا من المعلومات التي جرى إرسالها من السفارة الأمريكية في العراق إلى واشنطن. وساعد ذلك في ملاحقتنا لهذا الموضوع لاستكشافه.
يمكن متابعة الفيلم على الرابط:
http://documentary.net/james-steele-americas-mystery-man-in-iraq