كشفت مصادر عن عزم الحرس الثوري الإيراني تشكيل فيلق جديد يحمل اسم «فيلق البقيع» يرتبط مباشرة بمكتب المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي متخصص بنشاطات لزعزعة الاستقرار في دول الخليج العربية.
وأضاف المصدر حسب ما نشرت صحيفة «القدس العربي» اللندنية أن ما لا يقل عن «ثلاثة آلاف متطوع من جنسيات عراقية وكويتية وبحرينية وسعودية يتم تدريبهم الآن في معسكرات خاصة في محافظة ميسان، جنوب العراق، والكوت وديالى وغيرها بإشراف اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني».
ونفى النائب عن دولة القانون، عامر الخزاعي، وزير المصالحة الوطنية السابق صحة هذه الأنباء واصفا إياها بأنها «من نسج الخيال».
وأشار إلى أن الإيرانيين «ليسوا بحاجة إلى إنشاء معسكرات في البصرة أو العمارة فلديهم من المساحات الممتدة من شمال إيران إلى جنوبها ما يعادل مساحة قارة».
وتساءل «الخزاعي» عن «الحكمة من لجوء إيران إلى إنشاء معسكرات في بلد مجاور لها جغرافيا، وعن الحنكة السياسية التي تدفع صاحب القرار الإيراني إلى اتخاذ مثل هذا القرار»، مضيفا أن قرارات كهذه لا يتخذها من يجهل أبسط مبادئ السياسة، فكيف بإيران المعروف عنها «امتلاكها قدرات سياسية عالية مكنتها من إنجاز أعقد صفقة مع ألد أعدائها وهي صفة الاتفاق النووي؟»، حسب قوله.
ويتلقى المتطوعون تدريبات «على الاستفادة من الطائرات المسيرة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتصنيع كواتم الصوت والتدريب على صناعة العبوات الناسفة والمفخخات، إضافة إلى عمليات الاغتيال وإثارة الفوضى في أوساط المجتمعات الخليجية، وطرق التخلص من مراقبة الأجهزة الأمنية».
ويقوم ضباط من الحرس الثوري الإيراني بالإشراف على «المقر الرئيسي لفيلق البقيع في مدينة البصرة على الحدود العراقية الكويتية بالتنسيق مع ميليشيات عراقية مثل فيلق بدر وعصائب أهل الحق وحزب الله العراق»، حسب المصدر.
وتتركز نشاطات «فيلق البقيع» مستقبلا على الدول الخليجية «خاصة الكويت والبحرين والسعودية بعد نجاح إيران في معركة الفلوجة التي كانت تشكل عقبة أمام قيادات الحشد الشعبي لفرض واقع إداري جديد لضم مناطق شاسعة من محافظة الأنبار إلى محافظة كربلاء لعزل تواصل سُنّة العراق مع نظرائهم في السعودية»، حسب تعبيره.
وحول آليات دخول المتطوعين وتجنيدهم قال المصدر، «إن هؤلاء يدخلون إلى العراق ضمن وفود زيارة الأماكن الشيعية المقدسة في العراق دون ختم جوازات سفرهم في مطاري بغداد والنجف، وتقوم جهات عراقية مرتبطة بإيران بمهمة حصولهم على وثائق خاصة بهم من العتبة العباسية التي تتولى استضافتهم بشكل مؤقت في فنادق خاصة تمهيدا لنقلهم إلى معسكرات خاصة بالفيلق في مدن العمارة وديالى والكوت والبصرة وكربلاء والنجف».
من جهة أخرى رفض المصدر التعليق على سؤال حول موقف الحكومة العراقية من ممارسة الحرس الثوري مثل هذه النشاطات على الأراضي العراقية مكتفيا بالقول إن «حكومة بغداد تبدو عاجزة عن اتخاذ أي إجراء ضد فصائل الحشد الشعبي وقياداته التي أصبح قرارها يعلو على قرار المؤسسات الحكومية».
وأكد على أن متطوعي «فيلق البقيع» يتم «تزكيتهم من قبل خلايا وشخصيات مرتبطة بالحرس الثوري قبل إرسالهم من بلدانهم الأصلية إلى العراق حيث تسارعت وتيرة نشاطات تلك الخلايا في الآونة الأخيرة».
وتوقع المصدر «قيام عناصر فيلق البقيع بأعمال تخريبية في السعودية والبحرين والكويت خلال الأسابيع أو الشهور القليلة المقبلة».
يذكر أن مواقع سورية على وسائل التواصل الاجتماعي قد أشارت في صيف العام 2015 إلى قيام الحرس الثوري الإيراني بتشكيل كتائب تحمل اسم «البقيع» يقودها العراقي أبو العباس الأعرجي للقتال إلى جانب القوات السورية والميليشيات العراقية وحزب اللات اللبناني.