<< سقوط 4 شهداء خلال الاحتجاجات في الإقليم.. والمتظاهرون يهتفون: «باسم الدين سرقنا اللصوص»
<< المحتجون السلميون يرفعون أوعية مياه فارغة.. قوات الحرس الثوري تطلق الرصاص الحي عليهم
<< خبير: نظام الملالي يستخدم المياه للحرب على سكان الأحواز بهدف تهجريهم من أراضيهم
واجه النظام الإيراني احتجاجات المياه أو «انتفاضة العطش» التي اندلعت مؤخرا في إقليم الأحواز العربي المحتل، بالحديد والنار، وذلك بعد أن تصاعدت المظاهرات الغاضبة احتجاجاً على تلوث المياه في الإقليم، وعلى سياسة النظام الإيراني الذي واجه المتظاهرين بإطلاق الرصاص الحي، ما أسفر عن سقوط 4 شهداء على الأقل إضافة إلى أكثر من 20 جريحا على يد قوات الحرس الثوري خلال المظاهرات التي شهدتها مدينة المحمرة عاصمة الإقليم.
وشارك في المظاهرات المئات من عرب الأحواز، لمطالبة الحكومة والنظام بحل مشاكلهم المتمثلة في انعدام مياه الشرب في مناطق محافظة الأحواز خصوصاً مدينة المحمّرة، حيث علت هتافات ضد النظام الإيراني الحاكم على غرار «باسم الدين سرقنا اللصوص»، بينما رفع متظاهرون آخرون أوعية مياه فارغة.
من جانبهم، نشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلات مصورة أظهرت إطلاق عناصر من الشرطة الإيرانية النار على المتظاهرين، واستخدام الغاز المسيل للدموع ضدهم، حيث تأتي المظاهرات احتجاجاً على تنفيذ الحكومة الإيرانية مشاريع تحويل الأنهار إلى خارج الأحواز وتلويث مياه الشرب في المنطقة بشكل عمدي.
وأقدم عدد من الشبان المتظاهرين على إغلاق الطرق المؤدية إلى مدينة المحمرة لمنع دخول القوات الأمنية، فيما أظهر مقطع فيديو تم بثه على مواقع الإنترنت قيام مجموعة أخرى من الشبان بحرق إطارات السيارات لمنع رجال الأمن المدججين بالسلاح، لمواجهة المتظاهرين السلميين.
من جهته، قال حسن راضي مدير مركز الأحواز للإعلام والدراسات الاستراتيجية، إن المظاهرات التي اندلعت مؤخرا في مدينتي عبادان والمحمّرة في الأحواز، كانت احتجاجا على عدم توفر مياه الشرب، وهي تشير إلى «انكسار حاجز الخوف أمام القمع الأمني»، مشيرا إلى أن الوضع في إقليم الأحواز المحتل وصل إلى درجة لا تحتمل ولا تطاق، لذلك فإن المظاهرات والاحتجاجات مستمرة وتنتقل من مكان إلى آخر.
وذكر بيان لـ«حركة النضال الشعبي الأحوازي» تم نشره على الإنترنت أن سبب المظاهرات هو جفاف الأنهار والأهوار التي يعتمد عليها الفلاح الأحوازي في الري، وتلويث مياه الشرب التي يعاني الشعب الأحوازي من شحها، فما هو يأتيه الحد اليسير منها يأتي ملوثاً غير صالحاً للشرب، بينما تنقل المياه العذبة من الأحواز بالأنابيب إلى الدول المجاورة، الأمر الذي صعد من احتجاجات المواطنين في المدن الأحوازية وبالخصوص مدينة المحمّرة التي تشهد مواجهات عنيفة بين المواطنين ورجال أمن المحتل الإيراني.
وكان عدد من المواطنين العرب تجمهروا في 29 يونيو الماضي أمام المسجد الجامع بمدينة المحمّرة، اعتراضًا على شح المياه وطالبوا بتحسين جودة مياه الشرب، خاصة بعد أن أظهر جهاز EC لقياس نسبة الأملاح في شبكة مياه مدينتي المحمّرة وعبادان، وجود 12 ألف ميكروموس للمتر المكعب، أي ما يعادل 6 أضعاف المعدلات الطبيعية بما يجعل المياه غير صالحة للاستهلاك الآدمي.
وفي هذا الصدد، قال عادل حلمي الخبير في الشأن العربي أن «إيران بدأت تستخدم المياه خلال السنوات الأخيرة للحرب على سكان الأحواز العرب بهدف تهجريهم من أراضيهم، علما أن تجفيف المياه في الأحواز أدى إلى قطع أرزاق عشرات القرى في الإقليم العربي المحتل، الأمر الذي أدى إلى هجرة إجبارية، كما أن سياسات النظام الإيراني العنصرية ضد العرب الأحوازيين أدت إلى تدمير البيئة وانتشار الأمراض المزمنة والأوبئة الخطيرة مما أدى إلى معاناة كبيرة يعيشها الشعب الأحوازي تحت مرأى ومسمع من العالم».
تأتي هذه الانتفاضة على خلفية تحويل السلطات الإيرانية لأنهار المياه العذبة في الأحواز كالدجيل (كارون )، والكرخه، والجراحي، نحو مدنها الفارسية لتحرم سكان الأحواز العرب من مياههم، ضمن سياسة منهجية متعمدة للاحتلال الإيراني، تستهدف حرمان الأحوازيين من المياه، لدفعهم نحو الهجرة، وترك الأرض التي استهدفت أيضا بالتجفيف، لدفعها نحو التصحّر.