<< وزير الخارجية المغربي: نملك أدلة على تمويل قياديين بحزب الله للبوليساريو، وتدريب عناصر من البوليساريو
<< التقارير كشفت عن حقائق تهدد استقرار المغرب في الوقت الراهن ومستقبلاً، حيث أن المد الشيعي استقطب آلاف المغاربة، واستوطن مدناً جديدة
تقرير- محمود رأفت
مجددا قطعت الحكومة المغربية علاقاتها بإيران، إلا أن السبب هذه المرة اختلف عن المرات السابقة، فقد تحدث وزير الخارجية المغربي، وقال إن السبب هو «انخراط حزب الله اللبناني المدعوم من إيران في علاقة مع البوليساريو، وتهديد ذلك لأمن البلاد واسقراره».
في المرة السابقة كان قطع العلاقات بسبب اتهام السفارة الإيرانية بنشر التشيع، أما هذه المرة فالأمر يتعلق بالدعم العسكري الإيراني والشيعي اللبناني لجبهة «البوليساريو».
قطع العلاقات
وقد أعلن وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، قطع بلاده علاقاتها مع طهران، وطلبها من سفير إيران مغادرة البلاد «بسبب علاقة بين مليشيات حزب الله اللبنانية والبوليساريو (التي تتنازع مع المغرب حول إقليم الصحراء)».
وقال بوريطة ، إن بلاده «قررت إغلاق سفارتها بطهران، وطلبت من سفير إيران بالرباط محمد تقي مؤيد مغادرة البلاد».
وأضاف أن سبب هذه الخطوة هو «انخراط حزب الله اللبناني المدعوم من إيران في علاقة مع البوليساريو، وتهديد ذلك لأمن البلاد واسقراره».
وأوضح أن بلاده «تملك أدلة على تمويل قياديين بحزب الله للبوليساريو، وتدريب عناصر من البوليساريو».
وتابع: «الرباط لديها معلومات تفيد بإقدام دبلوماسيين بالسفارة الإيرانية في الجزائر على تسهيل عملية لقاء قياديين بحزب الله بقياديين بالبوليساريو».
وقال وزير الخارجية المغربي، إن بلاده تملك أدلة كثيرة عن «الدعم العسكري» لحزب الله للبوليساريو.
وبين أن المغرب «تتوفر على أدلة ومعلومات تؤكد العلاقة بين البوليساريو والحزب الله، منذ نوفمبر (تشرين ثاني) 2016».
وأشار إلى أنه «تم تشكيل لجنة دعم للصحراويين في لبنان بدعم من حزب الله، وخلال نفس السنة (2016) زار مسؤول بحزب الله، تندوف (بالجزائر)».
وتابع: «المغرب أوقف في وقت سابق عدد من الأفراد، بينت الأدلة تورطهم في هذه العلاقة التي تهدد البلاد»، دون تفاصيل.
وقال وزير الخارجية المغربي إنه «خلال هذا الشهر تم تقديم أسلحة للبوليساريو من طرف حزب الله».
واتهم بوريطة دبلوماسي إيراني في الجزائر (لم يسمه)، بـ«تسهيل هذه الأمور منذ سنتين، حيث كان يسهل العلاقة بين الطرفين، ويوفر الدعم من أجل زيارة قياديين بحزب الله لتندوف».
خلفية تاريخية لنزاع الصحراء
وبدأ النزاع حول إقليم الصحراء عام 1975، بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة، ليتحول الخلاف بين المغرب و«البوليساريو» إلى نزاع مسلح، استمر حتى 1991، بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار.
وتصر الرباط على أحقيتها في إقليم الصحراء، وتقترح كحل حكمًا ذاتيًا موسعًا تحت سيادتها، بينما تطالب «البوليساريو» بتنظيم استفتاء لتقرير المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر، التي تؤوي لاجئين من الإقليم. -
اختراق إيران للمجتمع المغربي
ولعل المغرب كان الحالة الاستثنائية في المواجهة الحكومية الرسمية للتبشير الشيعي في المنطقة المغاربية. فما أن توفرت المعطيات التي تؤكد أن ثمة مسعى إيرانيا لنشر التشيع بين الفقراء في المغرب عن طريق الاسترضاء المالي وبين الطبقات الأخرى عن طريق الزيجات المختلطة من مغربيات ومغاربة، حتى تحركت السلطات المغربية لإغلاق المدرسة الإيرانية وإلى قطع العلاقات مع إيران منذ سنوات، قبل أن تعود العلاقات مرة أخرى.
وكانت السلطات المغربية، قد اتهمت في مارس 2017 ، ايران والمد الشيعي بتهديد الأمن والاستقرار بالمغرب بعد استقطاب آلاف المغاربة وإثارة الاحتجاجات في مناطق مغربية مختلفة خاصة في منطقة الحسيمة، شمال البلاد التي تعرف منذ أشهر موجات من الاحتجاجات الاجتماعية، فيما دعت أوساط مغربية إلى حل مشاكل المنطقة بعيداً عن سياسة التخوين.
وقالت صحيفة «الصباح» إن وزارة الداخلية المغربية، وجهت تقارير تتضمن تحذيراً، من اندساس الإستخبارات الشيعية في الأوساط الشعبية، وخطورة النفوذ الإيراني بالمغرب، ودوره في بعض الاحتجاجات التي شهدتها البلاد في الآونة الأخيرة.
وقالت الصحيفة إن التقارير كشفت عن «حقائق تهدد استقرار المغرب في الوقت الراهن ومستقبلاً، حيث أن المد الشيعي استقطب آلاف المغاربة، واستوطن مدناً جديدة، حتى أن يتواجد في «حي سباتة» في الدار البيضاء 40 شيعياً على الأقل، يعملون وفق أجندات إيرانية سياسياً وعقائدياً، في الوقت الذي بلغ فيه عددهم بمراكش أزيد من ستة آلاف وفي الرباط بالمئات، أغلبهم من الأطر العليا».
وأضافت ان خطورة المد الشيعي تتمثل في لجوئهم الى التقية لإخفاء معتقداتهم، بل يحرصون على الصلاة بالمساجد، ويتجنبون الخوض في النقاشات المذهبية أمام الملأ، لكنهم ينتظمون في جمعيات وهيئات، وأن نوعية معتنقي هذا المذهب في السنين الأخيرة تطورت بشكل كبير، منهم أطباء بالبيضاء ومهندسون من الرباط وتجار كبار في مراكش، علاوة على مدن طنجة ومكناس.