يعد تصدير الثورة الإيرانية بعد وصول الخميني هو المشروع الأساسي لإيران وتستخدم في سبيل هذا التصدير عدة وسائل وبعد التعليم أحد أساسيات الوسائل وأهمها على الإطلاق وهو تصرف ذكي يعرف إن التعليم هو الذي يقود المستقبل وبالتعليم تتغير القناعات التي تكون طريقا لإسقاط أمة من الأمم في ثوابتها ومرتكازاتها .
لذا كان أعداء الأمة على مر التاريخ يركزون قوتهم على هذه الوسيلة كونها مفتاح التغيير .
وحينما تتبع النشاط الإيراني في اي دولة ستجد له وسائل مشتركة لا يكاد تخلو دولة من هذه الوسيلة إلا وهي الاهتمام بالتعليم والثقافة .
فأول ما تنشط السفارات الإيرانية به هو عقد الاتفاقيات التعليمية والثقافية بين الدولتين ولك إن تتصور عن اتفاقية تبادل ثقافي بين إيران وبين دولة كساحل العاج مثلا فأي الدولتين سيؤثر في الاخر تعليميا وثقافيا فهي في حقيقتها اتفاقية من طرف واحد مؤثر له رؤية ورسالة واستراتيجية بعيدة المدى ويسخر في سبيل تحقيق أهدافه كل الإمكانات المادية والسياسة اللازمة.
ومن صور استخدام هذه الوسيلة :
- توزيع المنح على طلاب الدولة المستهدفة بأعداد هائلة بحيث تضمن أن نسبة عالية منهم سيعود وقد تبنى مفاهيم الثورة والبقية اما مناصرين أو محايدين.
- افتتاح المدرسة المتميزة والتي تركز على الجانب العلمي واللغات الأجنبية لاستهداف خيرة أبناء البلد المستهدف من أبناء السياسيين والتجار والقيادات الأمنية والعسكرية والسلك الدبلوماسي بحيث ينشأ جيل يكون الطريق مؤهلا لوصوله إلى مناصب قيادية مؤثرة في بلده .
- افتتاح أقسام اللغة الفارسية في الجامعات في البلد المستهدف ليكون فهم الإسلام قاصرا على المصادر التي توجد في القسم الفارسي ولك إن نتأمل ما هي نوعية هذه الكتب والمصادر !!!
- النشاطات الثقافية المشتركة والتي يتم من خلالها استهداف النخب من مفكرين وصحفيين لتجنيدهم لصالح التسويق للمشروع الإيراني أو الدفاع عنه أو نشر أفكار الثورة بين أبناء البلد المستهدف.
وتتمثل هذه النشاطات الثقافية في الزيارات المتبادلة ومعارض الكتب والدعوة لحضور المؤتمرات وغيرها .
- إصدار المجلات والصحف والنشرات واطلاق الإذاعات والقنوات لاستهداف جميع طبقات المجتمع لدرجة تخصيص قنوات للاطفال بلغات البلدان المستهدفة وعلى رأسها قناة (هادي ).
هذه الصور لنشر التعليم والثقافة ليست للحصر وإنما لتقريب الصورة بضرب بعض الأمثلة على أشكال تنوع وسيلة واحدة من وسائل تصدير الثورة ..
اما في المقابل فمن المؤسف أن تجد سفارات الدول العربية والإسلامية لا تعمل على تحقيق رسالة واضحة ذات هدف ورسالة ورؤية استراتيجية بعيدة بل كل مر وقت ازادادت المعوقات فيقل عدد المنح الدراسية وتخفض ميزانية الأنشطة الثقافية ويصدر من المسؤولين لإدارة هذه الأمور ممن لا يتميز بالهمة والهم .
لذا كان من الضروري تسليط الضوء على هذا الموضوع وضرورة تدارك الأمر من قبل الدول الإسلامية السنية وتصدير رجال لحملة مسؤولية الاهتمام بالجانب العلمي والثقافي في سفاراتنا ممن يحمل الهم والهمة .
وفتح أبواب جامعاتنا وتوسيع القبول للطلاب من كل بلاد المسلمين ووضع قيادات على هذه الجامعات تقدر المسؤولية وترتقي بأساليبها بما يخدم الإسلام وأبناء المسلمين وتفويت الفرصة ممن يصطادون في الماء العكر ويلوثون عقول أبناء الإسلام بأفكار التطرف والغلو والانحراف والا سندفع ثمنا أغلى غدا.
*جمعية العقيدة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة