كشفت مصادر سياسية لبنانية مطّلعة أن ما نشرته صحافة الكيان الصهيوني عن جولة قام بها المرشح المحافظ السابق للرئاسة في إيران إبراهيم رئيسي في جنوب لبنان، يفصح عن تهيئة الاحتلال الرأي العام الداخلي كما الرأي العام الدولي لإمكانية شن حرب ضد لبنان متذرّعة بتواجد إيران في المنطقة كما التواجد الإيراني الذي يرفضه الاحتلال في جنوب سوريا.
ونشرت صحيفة جيروزاليم بوست، الأربعاء، صورة تظهر رئيسي وهو يقوم بجولة عسكرية تفقدية في منطقة الحدود مع الكيان الصهيوني في الجنوب اللبناني، وفق صحيفة العرب اللندنية.
ورأت المصادر اللبنانية أن إيران التي تقصّدت في السابق إرسال زعماء ميليشيات تابعة لها في العراق وسوريا إلى الجنوب اللبناني، أرادت من خلال جولة رئيسي المقرّب جدا من المرشد علي خامنئي بعث رسالة للاحتلال كما للعالم عن حقيقة تمدد نفوذها المباشر نحو الحدود اللبنانية.
ويعتبر إبراهيم رئيسي من الشخصيات المحافظة النافذة ومثّل الجناح المتشدد في الرئاسيات الإيرانية الأخيرة التي انتهت بإعادة انتخاب حسن روحاني لولاية جديدة. وتتداول بعض التحليلات اسم رئيسي كمرشح لخلافة خامنئي في مهمة المرشد.
وقد أظهرت الصورة التي نشرتها الصحيفة الإسرائيلية رئيسي وهو محاط بقادة ميدانيين من حزب الله تم تمويه وجوههم. وقالت الصحيفة إن الجولة حدثت أثناء زيارته للبنان التي بدأت قبل أسبوع.
ويرى مراقبون أن الاحتلال أراد من التسريب الصحافي إعطاء الانطباع عن وجود عيون له داخل حزب الله. ولم تذكر الصحيفة مصدر هذه الصورة ولا مصدر معلوماتها عن الجولة التي يفترض أنه لم يكن يعرف عنها إلا قادة حزب الله.
ولفت دبلوماسيون غربيون في بيروت إلى أن أهمية الخبر تكمن في أنه يأتي على خلفية التوتر في المنطقة بعد تهديدات وزير دفاع الكيان الصهيوني أفيغدور ليبرمان ضد لبنان بسبب عزم بيروت توقيع عقود مع شركات عالمية للاستكشاف عن الغاز والنفط في البلوك 9 المحاذي للحدود البحرية مع الاحتلال، ناهيك عن قيامها ببناء جدار إسمنتي على الحدود البرية رفضته بيروت بسبب 13 نقطة حدودية متنازع عليها.
وقال التقرير الإسرائيلي إن رئيسي قال خلال الجولة “إن تحرير القدس بات قريبا (..) وبفضل حركات المقاومة الفلسطينية تمكنت فلسطين من مواجهة إسرائيل، وليس للمفاوضات جدول لتحرير البلاد من إسرائيل”.
وتعتقد مصادر لبنانية أن إيران تسعى إلى ممارسة المزيد من الاستفزاز في الجنوب اللبناني واستدراج الحرب هناك على نحو يبعد إمكانية الحرب ضد طهران، كما تأكيد حضورها وحصتها داخل أي تسويات مقبلة متعلقة بسوريا.