تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني
خمسة وعشرون عاماً من العداء المصطنع بين أميركا وإيران منذ قيام الثورة في إيران في عام 1979 وحتى الآن، حيث لم يتجاوز العداء المعلن الهتاف في طهران ومواسم الحج ضد «الشيطان الأكبر»، بينما لم يطلق الشيطان الأكبر الذي اجتاح دولاً إسلامية سنية فككها ودمرها خلال هذه الفترة مثل الصومال وأفغانستان والعراق، لم يطلق طلقة رصاص واحدة على إيران، بل كان الواقع خلافاً لذلك دعم وصفقات وتعاون ومماحكات لفظية في بعض الأحيان.
اقرأ أيضاً| لماذا تتحالف أميركا مع إيران ضد العرب؟! «1»
وعلى سبيل المثال لا الحصر دفعت الولايات المتحدة كلا من إيران والعراق للدخول في حرب بينهما كانت تغذي فيها الجانبين بصفقات السلاح وقد بدأت هذه الحرب في شهر سبتمبر عام 1980 واستمرت حتى شهر أغسطس عام 1988 أطلق عليها الإيرانيون حرب «الدفاع المقدس» وأطلق عليها صدام حسين «قادسية صدام» وخلفت هذه الحرب الدامية ما يقرب من مليون قتيل وتكلفة بلغت 400 مليار دولار استنزفت خلالها ثروات العراق المالية والبشرية وكشفت الأيام أنها كانت بداية لما يجري الآن في المنطقة وبينما كان آيات الله في إيران يعلنون أنهم يخوضون حربا مقدسة، كان صدام حسين يقول إنه يمثل حاجز الصد للمد الشيعي الإيراني الصفوي من اجتياح المنطقة، فكانت هذه الحرب في نظر الكثيرين حربا عربية- فارسية، وفي نظر البعض الآخر حرباً دينية بين الشيعة الاثني عشرية والسنة الذين يمثلون الأغلبية المفككة ومثلت هذه الحرب بداية الدعم الإسرائيلي- الأميركي لإيران.
ففي الوقت الذي نشرت فيه صور لوزير الدفاع الأميركي الأسبق دونالد رامسفيلد وهو يذهب سراً للعراق ويلتقي مع صدام حسين ليشجعه على استمرار الحرب ودعم أميركا له تفجرت بعد سنوات فضيحة كبيرة عرفت باسم «إيران كونترا» كشفت عن التعاون العسكري الأميركي- الإسرائيلي- الإيراني المبكر، وخلاصة هذه الفضيحة التي وقعت تفاصيلها بين عامي 1985 و1986 خلال فترة حكم الرئيس الأميركي رونالد ريجان، أن إدارة ريجان عقدت اتفاقاً سرياً مع إيران لتزويد إيران، التي كان العدو اللدود المعلن للولايات المتحدة، بالأسلحة النوعية التي كانت بحاجة إليها خلال حربها مع صدام حسين وذلك مقابل إطلاق سراح خمسة من رجال الـ«سي آيه إيه» معتقلين في لبنان وقد عقد جورج بوش الأب نائب الرئيس الأميركي ريجان آنذاك اتفاقا مع الرئيس الإيراني أبوالحسن بني صدر في باريس حضره عن الموساد الإسرائيلي آري بن ميناشيا الذي كان له الدور الرئيسي في الإشراف على نقل الأسلحة إلى إيران ومعظمها نقلت من إسرائيل بعد ذلك، ضمت الصفقة 3000 صاروخ من طراز«تاو» المضاد للدروع وعشرات الصواريخ من طراز هوك المضاد للطائرات مع قطع غيار لهم وذهبت معظم الشحنات من إسرائيل وبعضها من البرتغال عبر طائرات أميركية من طراز DC-8وبعد كشف الفضيحة والتحقيق فيها تم الكشف عن فضيحة أكبر هي أن التعاون الإسرائيلي- الإيراني في مجال السلاح بدأ مبكرا وقبل إيران كونترا بسنوات، حيث بدأت صفقات الأسلحة الإسرائيلية تصل إلى إيران في شهر يوليو عام 1981 عبر جسر جوي شاركت فيه طائرات من شركة «أروريو بلنتس» الأرجنتينية وقد ذكرت مصادر إعلامية مختلفة أن عدد صفقات السلاح التي عقدتها إيران مع إسرائيل بين عامي 1981 و1983 بلغ خمس صفقات كبرى وأن إسرائيل قامت بدور سمسرة كبير منذ بداية الحرب.
المصدر| الوطن القطرية