المخطط الإيراني يزداد خطورة وتجذراً في المنطقة، فمن عشرات القنوات الفضائية الهدامة إلى عشرات المليشيات القتالية الدموية التي تنشر الخراب الصفوي في المدن العربية في العراق وسوريا واليمن ولبنان والأحواز.
والمستهدف كل الفئات السُّنية سواء من العرب أو الأكراد أو التركمان، لا فرق بينهما، فطالما أنك سُني فإنك هدف لمشروع خامنئي في المنطقة الذي يتقدم على الأرض بتواطؤ البلدان الغربية التي تتشدق بالحريات والمحافظة على حقوق الإنسان.
فبحجة «داعش» قتل عشرات الآلاف من المسلمين في المدن السنية وهدمت المدن على رؤوس أهلها من المدنيين الأبرياء نتيجة للقصف العشوائي، وبعد إخراج «داعش» كانت المليشيات الشيعية تواصل عملها باعتقال آلاف الشباب السنة وتفجير المساجد ونهب ما تبقى من المدن المدمرة، حتى أن الموصل وحدها قتل بها 40 ألفا من أهلها كما أكد المسؤول الكردي البارز هوشياري زيباري وبعض قادة العرب السنة.
وللأسف يستمر تقدم وتغلغل الحرس الثوري الإيراني والمليشيات التابعة له في سوريا والعراق، حيث يتقدمون عسكرياً على الأرض ويسيطرون على الحواضر السنية الكبرى كحلب والموصل ويتقدمون في البادية السورية ووسط سوريا لفتح طريق بري من طهران إلى بيروت وساحل المتوسط مرورا بديرالزور ودمشق.
وقد أطلقت الاستخبارات الإيرانية على هذا الطريق الجديد اسم «طريق الشرق»، وكل هذا يحدث وسط عجز إسلامي غير مسبوق، وغياب كامل لأي استراتيجية مواجهة أو دفاع، فيما هؤلاء ينادون «مهديهم» بأنهم يمهدون لظهوره وإنهم ينفذون ما قيل في كتبهم المتعلقة بعلامات الساعة في بلاد الشام والعراق!!، والعجب العجاب أن هناك من العرب السُّنة من يدعمون مليشيات الأسد التابعة لإيران بحجة أنها تمثل الدولة السورية، وهم أنفسهم يدعمون المليشيات الطائفية في العراق بحجة أنهم يدعمون الدولة العراقية!!.
وكأن هؤلاء لم يسمعوا رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، وهو يؤكد أن أم القرى ستكون «قم» وليس مكة المكرمة، أو ما قاله الرئيس الإيراني الحالي حسن روحاني لوفد برلماني كويتي عام 1992م: «أنتم في الضفة الأخرى (الخليج) تابعون لنا وستعودون إلينا».
وكأنهم لم يسمعوا علي يونسي، مستشار الرئيس الإيراني، حسن روحاني، عندما قال إن "إيران اليوم أصبحت إمبراطورية كما كانت عبر التاريخ وعاصمتها بغداد حاليًا، وهي مركز حضارتنا وثقافتنا وهويتنا اليوم كما في الماضي، وجغرافية إيران والعراق غير قابلة للتجزئة وثقافتنا غير قابلة للتفكيك، لذا إما أن نقاتل معًا أو نتحد".
وأصبح من الطبيعي أن تجاهر المليشيات الطائفية الشيعية في العراق بأن الحاكم الفعلي للعراق هو الجنرال «قاسم سليماني» قائد «فيلق القدس» وأن نائبه هو «أبو المهدي المهندس» قائد الحشد الشعبي في العراقي، أما المليشياوي قيس الخزعلي فقال إنهم يبحثون عن «البدر» الشيعي وليس «الهلال» الشيعي فقط!!.
وحتى إقليم كردستان العراق السُّني، يهدده سليماني بأنه يمنع مليشيات الحشد الإرهابية من التقدم نحو الإقليم، وإنه في حال قرر أهالي الإقليم الاستقلال فإنه سيتركهم ليهاجموه.
لبنان واليمن
أما في لبنان، فالمليشيات الشيعية اللبنانية بقيادة حسن نصرالله ، تسيطر ليس فقط على استخبارات الجيش اللبناني وإنما على كل مفاصل الدولة اللبنانية، بل إن من يحقق مع الشباب السُّني المناصر للثورة السورية في المعتقلات اللبنانية هم أعضاء الحزب، وذلك بعلم رأس الحكومة اللبنانية والأمن اللبناني!.
وأصبح دخول وخروج الآلاف من الحرس الثوري والمليشيات التابعة له إلى لبنان أمرا طبيعيا.
فيما ترتع مليشيات الحوثي في اليمن بعدما باتت أكثر قوة من قوات المخلوع صالح، وهي تعمل وفق توجيه إيراني على تغيير المناهج التعليمية وتبث الدعاية الشيعية في عقول أطفال اليمن، وتعمل على زيادة القدرات العسكرية وتجنيد عشرات الآلاف من البسطاء اليمنيين، وبجانب ذلك تهدد الأراضي المقدسة بإطلاق الصواريخ الإيرانية.
المسلمون إذاً في خطر عظيم ولم يسبق أن مرت بهم عبر التاريخ لحظات كالتي تمر بهم اليوم، وعليهم الاختيار بين أن يكونوا رقماَ صعباً أو أن يكونوا على هامش التاريخ، فنحن في مرحلة، ستكتب تاريخ المشرق والعالم في مرحلة ما بعد «سايكس – بيكو»، إنها معركة مصيرية للأمة بأكملها، ومن أجل منع مخططات التقسيم «الغربية - الصهيونية» من جهة والهيمنة «الفارسية الصفوية» من جهة أخرى، لابد من الانتصار فيها أو لا قدر الله سندفع جميعاً ثمناً باهظاً ولن تغفر الأجيال القادمة لنا تفريطنا في حواضر العرب والمسلمين، وإلا فـ«هلال» أو «بدر» ملالي «قم» سيتمدد في قلب العالم الإسلامي، ومما لاشك فيه فإن عدم دعم سنة العراق وسوريا سيعجل بتلك العواقب الوخيمة.