الخميس, 21 نوفمبر 2024
اخر تحديث للموقع : منذ إسبوع
المشرف العام
شريف عبد الحميد

المشروع الإيراني في البحرين «2»

المرصد السني - إحسان الفقيه | Sat, Jun 3, 2017 6:46 PM
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني

نشأ مصطلح “الطابور الخامس” إبان الحرب الأهلية الإسبانية، التي اندلعت عام 1936م، وأول من أطلقه كان الجنرال اميلو مولا، والذي كان يقود القوات الوطنية التي زحفت صوب مدريد مؤلفة من أربعة طوابير من الثوار.

قال “مولا” آنذاك، إن هناك طابورًا خامسًا من شعب مدريد يعمل مع الوطنيين ضد الحكومة الماركسية اليسارية، ليصير هذا المصطلح إشارة إلى الاعتماد على الجواسيس في الحرب الباردة بين معسكري الاشتراكية والرأسمالية، ثم صار علمًا على الجيوب التي تخدم أجندات خارجية لدول تدين لها بالولاء على حساب الوطن الذي يعيشون على أرضه.

ولا يمكننا الحديث عن النفوذ الإيراني في البحرين دون تسليط الضوء على الطابور الخامس، الذي اعتمد عليه المشروع الإيراني للهيمنة على ذلك القُطر، إنهم شيعة البحرين.

الشيعة في البحرين يمثلون نحو نصف السكان، يرجع تواجدهم فيها إلى زمن القرامطة، كانوا على نهج الشيعة الإسماعيلية، ثم تحولوا بتأثير المد الإيراني إلى الإمامية الاثنى عشرية الجعفرية، الذي تقوم على أساسه الجمهورية الإيرانية.

علاقة شيعة البحرين بإيران

وعندما تتحدث عن علاقة شيعة البحرين بإيران، فإنما تتحدث عن علاقة الوليد بأمه، فإيران قبلة طلاب العلم من شيعة البحرين، وفيها مرجعياتهم العلمية، وكثير منهم تزوجوا من إيرانيات.

سيترنّم شيعة البحرين بالوطنية، ويذكّرونك بأنهم قد اختاروا الاستقلال عن بريطانيا على الانضمام إلى إيران، عندما خيّرت الأمم المتحدة البحرين عام 1970م، بين الاستقلال أو الانضمام لإيران.

نعم قد حدث، لكنهم فعلوا حتى لا يقعوا تحت وطأة الحكم العلماني المستبد لشاه إيران، والذي قرّب إليه الطائفة البهائية، التي تدخل مع الشيعة الإمامية في نزاع عقدي على المهدوية.

وهذا هو الدليل………….

شيعة البحرين والثورة الخمينية

قامت الثورة الإيرانية..

فحدّثونا يا شيعة البحرين عن تلك المظاهرات العارمة، التي امتلأت بها الشوارع ابتهاجًا بإقامة دولة شيعية عصرية..

حدّثونا عن وفودكم من الكتل الشعبية وهيئاتكم العلمية، التي زارت طهران لبثِّ التهاني إلى قادة الثورة الخمينية.

وحدّثونا عن صور الخميني التي رفعتموها إلى جانب مرجعياتكم الشيعية الأخرى في قُم “الشيرازي” و”الخوئي”.

* لقد صار شيعة البحرين بعد الثورة الخمينية جزءًا لا يتجزأ من إيران في ظل ولاية الفقيه، ذكرني ذلك بالمقولة الصادقة الوحيدة التي سمعتها قديما للرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، عندما قال:

 “ولاء الشيعي في أي مكان لإيران وليس لوطنه”، وهكذا كان ولا يزال شيعة البحرين.

* تذكروا يا بني قومي عندما قال عبد الوهاب حسين زعيم تيار الوفاء الشيعي بالبحرين، وأطلقها صريحة واضحة دون مواربة: “تيارالوفاء الإسلامي يؤمن بولاية الفقيه حتى النخاع، ويلتزم بها عملياً”.

وتذكروا حين أصدرت جمعية الوفاق وثيقة المنامة عام 2011م، وكتبت “الخليج” دون إضافة “العربي”، حتى لا تُغضب السادة في إيران.

تذكروا الخطبة العصماء للنائب البحريني عن جمعية الوفاق الشيعية “السيد حيدر الستري”، حين ترنم بإنجازات الملالي قائلًا: “رأينا في عصرنا كيف حققت الجمهورية الإسلامية في إيران المعجزات، وانتصرت على دول العالم الكبرى مجتمعة… انتصرت الجمهورية الإسلامية في نشأتها إبان الحرب التي أشعلها النظام البعثي البائد في العراق… حققت انتصارها مؤخراً بعد عملية انتخابات تاريخية، بفضل مخزون القوة الذي تمتلكه قيادة الولي الفقيه، والتفاف المؤمنين حولها”.

الثورة الإيرانية وتعزيز المذهب الرافضي بالبحرين

كثيرًا ما ذكرتُ أن المشروع الإيراني، هو مشروع قومي فارسي مجوسي مُحمّل على أساس طائفي يتمثل في المذهب الشيعي الإمامي، لذا كان من أُسس تصدير الثورة الخمينية نشر هذا المذهب وتعزيز وجوده في بلدان العالم الإسلامي والعربي.

ومنذ قيام ثورة الخميني عام 1979م، عملت إيران على نشر مذهبها للدول المجاورة، ومن بين آليات تصدير هذا المذهب في البحرين، السفارة الإيرانية والمراكز الثقافية التابعة لها، والمكتبات الشيعية، ومعارض الكتاب الإقليمية والدولية.

* اهبط كل قرية أو مدينة في البحرين ستجدها لا تخلو من مكتبة رافضية، يقوم عليها إيرانيون وغيرهم من شيعة البحرين، وقد تجد بعضها مملوكة لبعض المغيّبين أو العملاء من المنتسبين لأهل السنة.

وبنظرة سريعة على محتوى هذه المكتبات ستجدها تركّز على الترويج للشيعة ومنهجهم، بل وبسبّ الصحابة، والهجوم على الحكومة السنية.

وذكر الدكتور هادف الشمري في كتابه الماتع “الخطة الخمسينية وإسقاطاتها في مملكة البحرين”، أن الكتب ترد إلى هذه المكتبات من إيران ولبنان، وخاصة من المكتبات التابعة لحزب الله اللبناني.

وذكر أن أبرز هذه المكتبات مكتبة الأيام، وتحتل الكتب الشيعية في معرضها الدولي السنوي ما نسبته 95 % من إجمالي الكتب التي تشارك بها.

وتحت تأثير “اللطم” و”الردح” و”الصياح” و”النباح” و”النياحة” التي تنبعث من الحناجر المجوسية ليل نهار في طهران، ورغبة في عدم استفزاز الكثافة السكانية الرافضية في البحرين لمزيد من العربدة، تساهلت الحكومة البحرينية في منحهم الامتيازات المتنوعة التي تُستخدم للطعن في جسد الشعب البحريني السُني.

وهذه حقيقة ينبغي مواجهتها وعدم التملص منها

* ألم يصل عدد الحسينيات في البحرين عام 2007م إلى ما يزيد على 1100 حسينية، بينما عدد مساجد السنة 500؟

* ألم يُسمح لهم بإظهار مأتم عاشوراء، لدرجة أن التليفزيون البحريني كان ينقل مواكب التمثيل الكربِلائي؟

* ألم تكن الذبائح والمعونات المالية تقدم لهم في موسم العزاء في عاشوراء، حتى أصبح شهر عاشوراء موسمًا لنشر التشيّع؟

* ألم ينشئ شيعة البحرين قناة “الزهراء” لنشر التشيع وتبثها من دبي، لتنضم إلى أخواتها في الخليج والدول العربية “المنار”، و”الكوثر” و”الأنوار” وغيرها؟

إيران وتغيير التركيبة السكانية بالبحرين

عمل شيعة البحرين الموالون لإيران على شراء الأراضي والمنازل والمحلات التجارية، لتغيير التركيبة السنية في المناطق ذات الكثافة السنية، بنشر التشيع فيها واستقبال المهاجرين الشيعة.

وعام 2006م، اكتشفت الحكومة البحرينية سعي شيعة من أصول إيرانية إلى شراء مناطق بأكملها في مدينة المحرق، بتمويل من بنك “ميلي إيران”، عن طريق قروض ميسرة لشراء هذه المناطق.

ونظرًا للتحرك المتأخر للحكومة البحرينية، فلم يتسنّ لها إنقاذ كل المناطق من السيطرة المجوسية:

* قام الإيرانيون بشراء حي “البنعلي” السني العربي.

* حي “أبو ماهر” في المحرق صار فارسيًا.

* مناطق سنية كثيرة في الحورة والقضيبية والذواودة قاموا بشرائها.

وبعد أن فطنت الحكومة البحرينية لهذا المخطط قامت بمنع بيع وشراء هذه المناطق، إلا لأهلها للحفاظ على هويتها السنية والعربية، الأمر الذي أثار سخط الرافضة، وخاصة جمعية الوفاق، وانهالوا على الحكومة بتهم الطائفية والعنصرية.

الخطة الخمسينية عود على بدء

حدثتكم في مقالة سابقة بعنوان “عجز أمتي وجلد المجوس” عن الخطة الإيرانية الخمسينية لنشر التشيع هل تذكرونها؟

تلك الخطة التي برزت في عهد خاتمي، وتهدف إلى نشر الفكر الخميني الفارسي المرتكز على أساس طائفي في دول الخليج والشرق الأوسط، ونشرتها رابطة أهل السنة في إيران (مكتب لندن)، وهي عبارة عن رسالة من مجلس شورى الثورة الثقافية الإيرانية إلى المحافظين في ولايات إيران، وقام الدكتور علي البلوشي بترجمتها من الفارسية والتعليق عليها.

لقد جاء ضمن نص الرسالة

“يجب علينا أن نزيد نفوذنا في المناطق السنية في البحرين ودول الخليج العربية، ونزيد من عدد مساجدنا والحسينيات، ونقيم الاحتفالات المذهبية أكثر من ذي قبل وبجدية أكثر، ويجب أن نهيئ الجو في المدن التي يسكنها 90 % إلى 100 % من السنة، حتى يتم ترحيل أعداد كبيرة من الشيعة من المدن والقرى الداخلية، ويقيمون فيها إلى الأبد للسكن والعمل والتجارة…. ليتم إخراج إدارات المدن والمراكز الثقافية والاجتماعية بمرور الزمن من يد المواطنين السابقين من السنة”.

اقرأ هذا النص ثم اعرضه على الكلام السابق، لترى إلى أي مدى قد نجح القوم في تنفيذ مخططاتهم لابتلاع البحرين.

إشارات قبل الختام

* كيف دعمت إيران الحراك الشيعي في البحرين؟

* متى وكيف بدأ الشيعة في المحاولات الانقلابية وإثارة الشغب؟

* وإلى أي حد وصل تغلغل شيعة البحرين في المؤسسات الأمنية البحرينية؟

أسئلة حتمًا تحتاج إلى إجابات تفصيلية…

تعليقات

أراء وأقوال

اشترك في النشرة البريدية لمجلة إيران بوست

بالتسجيل في هذا البريد الإلكتروني، أنتم توافقون على شروط استخدام الموقع. يمكنكم مغادرة قائمة المراسلات في أي وقت