حذرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، مليشيا الحشد الشعبي الشيعية من التمدد في مناطق بالموصل، حيث تقاتل إلى جانب القوات العراقية لتحرير المدينة من قبضة تنظيم «داعش».
«البنتاغون» أكد أن على تلك المليشيات العودة إلى بغداد وعدم البقاء في الموصل؛ خشية حدوث مواجهة هناك بين الشيعة والأكراد، بحسب ما نقلته صحيفة الواشنطن تايمز الأمريكية، عن الكابتن جيف ديفيس، المتحدث باسم «البنتاغون».
ديفيس حذر من أن بقاء المليشيات الشيعية في مناطق بالموصل قد يؤدي إلى مواجهة مع قوات البيشمركة الكردية، مبيناً في مؤتمر صحفي أن هناك مخاوفَ من اندلاع القتال بين تلك الجماعات المسلحة.
واعترف ديفيس بأن المعركة بالموصل كنت بحاجة إلى جميع القوات العسكرية، ولكن نهاية المعركة ضد مقاتلي التنظيم بالموصل تحتاج أيضاً إلى أن تقوم حكومة بغداد بدورها، وتمنع أي مواجهة بين تلك القوات التي تشارك بالقتال هناك.
تحذيرات ديفيس تأتي في وقت تصاعدت التصريحات من أطراف عراقية عدة وهي تحذر من بقاء المليشيات الشيعية في مناطق حول الموصل، ومنها مدينة سنجار حيث يحتفظ الحشد الشعبي بمواقعه في مدينة تلعفر القريبة، وهو ما بات يهدد سنجار ذات الأغلبية اليزيدية، والتي تسيطر عليها حالياً قوات البيشمركة الكردية، خاصة في أعقاب تصاعد حدة التوتر بين الشيعة والأكراد.
وعلى الرغم من أن مليشيا الحشد الشعبي متهمة بارتكاب فظائع وعمليات قتل خارج نطاق القانون في المعارك التي شاركت بها، في كل من الفلوجة والرمادي وصلاح الدين وجرف الصخر وتكريت، فإنه تم الاستعانة بها مع انطلاق معركة الموصل في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، حيث قامت تلك المليشيات بإمساك الجانب الغربي من المعركة التي بدأت من أربعة محاور ضد تنظيم "داعش".
مسؤول كردي في قوات البيشمركة قال، الشهر الماضي، إنه لا يمكن السماح لقوات الحشد الشعبي بالدخول إلى سنجار، مشيراً في تصريحات صحفية إلى أن البيشمركة ستمنع دخول الحشد إلى المدينة.
بالمقابل يبدو أن رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، يطالب قوات البيشمركة الكردية أيضاً بالانسحاب إلى مواقعها التي كانت عليها قبل انطلاق معركة تحرير الموصل.
العبادي قال في تصريح صحفي إن على قوات البيشمركة الانسحاب إلى المناطق، التي كانت تتموضع بها قبل انطلاق معركة الموصل، مبيناً أن "ذلك كان جزءاً من الاتفاق مع حكومة إقليم كردستان العراق، قبل بدء المعركة"، في إشارة واضحة من العبادي إلى أن وجود البيشمركة في سنجار أيضاً يعد خرقاً للاتفاق.
وإلى الآن لا يبدو أنه بإمكان حكومة بغداد لملمة أوراق معركة الموصل بعد تحرير المدينة من سيطرة تنظيم "داعش"، فالجماعات المسلحة التي شاركت بالمعركة لن تخضع بسهولة لقرارات بغداد، ما ينذر بأزمة جديدة بين بغداد وأربيل من جهة، وبغداد ومليشيا الحشد من جهة أخرى.
الخليج أونلاين