الجمعة, 12 يوليو 2024
اخر تحديث للموقع : منذ 3 أشهر
المشرف العام
شريف عبد الحميد

خامنئي خائف من «الانقسامات» ويعترف بـ «الخسارة الانتخابية»

الانتخابات الإيرانية - | Fri, May 12, 2017 11:02 PM
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني

عقب تصريحات حسن روحاني التي تمس النظام خلال كلمته يوم الثلاثاء 9 أيار/ مايو 2017 في مدينة همدان دخل خامنئي على الخط وحذر روحاني خلال كلمة في احتفالية عقدت في ما يسمى جامعة قوات الحرس وقام بتهديد «المرشحين المحترمين»! وقال "إذا أثار هؤلاء التباينات «العقائدية والجغرافية واللغوية والقومية» في البلاد سيتلقون صفعة قاسية حتما".

كما حذر آية الشيطان خامنئي من  خطر الانفجار الشعبي وحدوث انتفاضة إثر تداعيات الكشف عن الانشقاق داخل النظام. وأكد خامنئي خلافا لما كان يصف مهزلة الانتخابات بمثابة اقتدار للنظام واستحكام لدعائمه ، قائلا: « لو تم في الانتخابات خرق القانون وجرت ممارسات سيئة وزرعنا بكلامنا الأمل في نفوس العدو فان الانتخابات ستعود بالضرر علينا ».

وفي الوقت الذي كان خامنئي يعزو فيه حالة اقتصاد النظام المنهارة الى «اتخاذ تدابير الأعداء بمختلف صنوفهم في ماوراء الحدود» اعتبر ايضا الحالة الأمنية الهشة وظروف الإنفجار الشعبي والإنتفاضة بانها ناجمة عن عداوة الأعداء قائلا: «إن هدفهم على الآمد القصير هو  زعزعة أمن البلاد وخلق الفوضى والفتنة فيها». وأضاف أن الهدف المتوسّط الأمد هو «استهداف قضية اقتصاد ومعيشة الناس، حتّى يفقد النّاس الأمل بالجمهوريّة الإسلامية بسبب المشاكل المعيشيّة».

وأما في المقابل لهذه الحالة قام خليفة التخلف باطلاق تصريحات عنترية وجعجعات فارغة تهدف إلى إستعراض مزيف للقوة وحاول ان يتشدق بالقوة العسكرية والصواريخ ذات الاصابات الدقيقة وأضاف قائلا: « نمتلك صواريخ دقيقة جدا حيث بامكانها استهداف الاهداف المطلوبة من مسافة آلاف الكيلومترات بدقة عالية » وفي هذا السياق تحدث عن قوة الجمهورية الرادعة وكذلك «حكومة المقاومة» التي لن تتسلم.

فيجب ان نسأل هل كانت هذه العنتريات من منطلق القوة أو تهدف إلى التستر على ضعف النظام؟ والإجابة ليست صعبة لان النظام فقد أية عناصر للقوة الحقيقية وبدلا من ذلك مليء بعلامات الضعف والإنهيار.

ان خامنئي نفسه بينما كان يعترف خلال تلك الكلمة بتدهور اقتصاد النظام نصح المرشحين قائلا: «يجب أن يتم الالتفات حتما إلى القضايا الاقتصادية بشكل جدّي وحاسم، أن « أن يقولوا بحزم في برامجهم وتصريحاتهم بان "القضايا الاقتصادية والمعيشية للمواطنين تأتي في أولوية اهتماماتهم وأنهم سيبذلون الجهود لحل المشاكل الاقتصادية".» الا انه حاول بشكل مثير للسخرية ان يعزو الوضع الحالي للإقتصاد على مؤامرة الأعداء.

كما شدد خامنئى على الأمن بانه مؤلفة أخرى لقوة النظام واعتبر «حاضنة الأمن للبلد هي الأهم والأكثر ضرورة من كل شيء» زاعما: «تمكنا ان نقوم بإنشاء بيئة آمنة لبلدنا في هذا العالم المحفوف بالتوتر والإضطرابات». ولكن لم يوضح خامنئي انه اذا كان حقا كذلك، فما معنى كل هذه التحذيرات وإبداء الخوف بشأن «الهدف المتوسّط الأمد» و«هدف العدو القصير الأمد للإخلال بالأمن وإثارة الشغب واختلاق الفتن في البلاد» أو كذلك عندما قال «يفقد الأمن القومي جراء تصريحات المرشحين المحترمين! ووعودهم؟»

وفي السابق عندما كان خامنئي يتخبط في هكذا أزمات وعواصف كان يحاول الإحتفاظ بتوازنه وتوازن نظامه بإستعراض مزيف للعضلات عن طريق هجوم عسكري أو إرهابي على مجاهدي خلق وقصف معسكرات جيش التحرير الوطني، الا انه عندما لايستطيع ان يفعل هكذا أعمال حاليا فيحاول ان يمليء ذلك بضجيج واطلاق شعارات مناهضة للإستكبار العالمي وامريكا!

السؤال المهم الآخر هو انه ما هو مخاطب تصريحات خامنئي هذه؟ بالطبع لايمكن ان يكون المخاطب «الإستكبار العالمي وامريكا والصهاينة» لانهم جميعا يعرفون مدى عجز النظام وضعفه في كل المجالات ولا يتأثرون بهكذا تبجحات بشأن صواريخ النظام كما انه ليس رجال الحكومات لم يكترثوا بعنتريات خامنئي فحسب بل أي من المراقبين السياسيين ومحللي وسائل الإعلام لا يعيروا أهميه لأقاويله، لانه كان واضحا ان استعراض العضلات الفارغة هذه لا طائلة لها الا للإستهلاك الداخلي ومن يخاطبه خامنئي هو عناصر النظام وخاصة عناصر جناحه وهيكلية قوات الحرس والبسيج ممن أصبحوا عرضة للتساقط والاستنزاف وفقدان معنوياتهم بشدة، اثر أزمة النظام الداخلية.

وبذلك حاول خامنئي لم شمل صفوف عناصر زمرته المنقسمة عن طريق هذا الهجوم المضاد حيث سيتابعه عناصره ووسائل الإعلام الموالية له.

الا انه مهما كانت نتيجة هذه المحاولات اليائسة البائسة فلا يغير في حقيقة أن النظام برمته سيفشل في هذا المجال والشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية هم الفائزون في المعركة الأخيرة لهذا المشهد لانه كانت المعركة الرئيسية تدور رحاها منذ اليوم الأول ولحد الآن بين ديكتاتورية الولي الفقيه من جهة والشعب الإيراني من جهة أخرى.

تعليقات

أراء وأقوال

اشترك في النشرة البريدية لمجلة إيران بوست

بالتسجيل في هذا البريد الإلكتروني، أنتم توافقون على شروط استخدام الموقع. يمكنكم مغادرة قائمة المراسلات في أي وقت