كشف مصدر دبلوماسي كويتي مطلع، عن «غموض» شاب ردود الرئيس الإيراني، «حسن روحاني» على المبادئ الرئيسية التي اشترطتها دول الخليج على طهران كأساس لبدء حوار معها. فيما استعبد مراقبون حدوث «انفراجة»، خلال الفترة المقبلة، في العلاقات الإيرانية الخليجية بالنظر إلى استمرار انعدام الثقة بين الجانبين، وتوجه الإدارة الأمريكية نحو التصعيد مع طهران، مستعينة بدول خليجية، حسب مجلة «الخليج الجديد».
كانت القمة الخليجية، التي استضافتها البحرين في ديسمبر/كانون أول الماضي، كلفت الكويت بالتحاور مع إيران بشأن 3 مبادئ رئيسية اشترطت دول الخليج أن تعلن طهران التزامها بها كأساس لبدء حوار بين الطرفين يفتح صفحة جديدة في علاقاتهما بعد عقود من التوتر.
وطالبت تلك المبادئ طهران بإعلان الالتزام بمبدأ حسن الجوار، بجانب احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وأخيراً التخلي عن مبدأ «تصدير الثورة الإيرانية» والأفكار المتطرفة والتعامل على أساس المواطنة وليس على الأسس الدينية المتطرفة.
المصدر الكويتي المطلع قال لمجلة «الخليج الجديد» إنه خلال لقاء بين أمير الكويت «صباح الأحمد الجابر الصباح» والرئيس الإيراني، أثناء زيارة أجراها الأخير إلى الكويت، في 15 فبراير/شباط الماضي، طلب الأمير من «روحاني» رداً مكتوباً على المبادئ الخليجية للحوار مع طهران.
وأضاف المصدر أنه استجابة لهذا الطلب، سلم السفير الإيراني في الكويت «علي رضا عنايتي» وزير الخارجية الكويتي «صباح خالد الحمد الصباح» رسالة من «روحاني» تتضمن رد بلاده على المبادئ الخليجية للحوار.
وفي رسالته، حسب المصدر ذاته، أكد «روحاني» احترام إيران للمواثيق والقوانين الدولية في رده على مبدأ «الالتزام بحسن الجوار».
بينما أكد الرئيس الإيراني عدم رغبة بلاده في تغيير الجغرافيا الإقليمية واحترامها للقوانين الداخلية للدول في رده على مبدأ «احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية».
وبخصوص الشرط الخليجي المتعلق بالتخلي عن تصدير الثورة، أكد الرئيس الإيراني على التزام بلاده بحماية حقوق ما أسماها بــ«الشعوب المستضعفة»، وأنها تقدر الدول التي تصون تلك الحقوق، وفق المصدر الدبلوماسي الكويتي.
المصدر الكويتي اعتبر أن الرد الإيراني على المبادئ الخليجية للحوار «لم يكن رداً شافياً وبدا غامضاً» خاصة فيما يتعلق بمسألة التوقف عن تصدير الثورة الإيرانية، التي تعد أحد مبادئ الدستور الإيراني.
ورغم اعترافه بأن هذا الشرط قد يبدو «تعجيزياً»، فإن المصدر الدبلوماسي الكويتي رأى أن الرد الإيراني عليه يمكن تفسيره على أنه إعادة تأكيد لإصرار إيران على الاستمرار في التدخل في شؤون الدول طالما أن ذلك يأتي في سياق نصرة من تعتبرهم «مستضعفين»؛ فهذا قد يشمل المواطنين الشيعة في البلدان الخليجية.
وأضاف: «إيران تحاول بهذا الرد تجاوز الشرط التعجيزي المشار إليه، وتسعى للدفع باتجاه إطلاق الحوار».
لا «انفراجة» قريباً
وفي هذا الصدد، استعبد مراقبون للشأن الخليجي حدوث «انفراجة»، خلال الفترة المقبلة، في العلاقات الإيرانية الخليجية؛ لأسباب عدة.
وتوقع هؤلاء المراقبون ألا تسفر المبادرة الخليجية عن نتائج ملموسة حتى لو نجحت جزئيا في إطلاق حوار، وهو احتمال قائم لوجود مصلحة لدى الطرفين في التظاهر بأن هناك نوايا جيدة.
كان ولي ولي العهد السعودي ووزير الدفاع الأمير «محمد بن سلمان» استبعد، في مقابلة تليفزيونية قبل أيام، إجراء حوار مع إيران، قائلا: «الفكر الإيراني المتطرف يمنع الحوار مع طهران».
وأضاف: «هناك هدف رئيسي للنظام الإيراني في الوصول إلى قبلة المسلمين، ولن ننتظر حتى تصبح المعركة في السعودية، بل سوف نعمل لكي تكون المعركة لديهم في إيران».
تصريحات «بن سلمان» لاقت استنكارا حادا من طهران؛ إذ وصفها المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية «بهرام قاسمي» بـ«الهدامة»، قائلا إن «هذه التصريحات وثيقة واضحة على نشر الإرهاب ومتابعة سياسات السعودية المخربة في إثارة التوتر في المنطقة وإيران»، على حد تعبيره.
وتتهم معظم دول الخليج، وفي مقدمتها السعودية، إيران بالتدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، ولاسيما البحرين.
وكثيرا ما واجهت إيران اتهامات خليجية بأن برنامجها النووي يشكل تهديدا لأمن المنطقة، بينما تقول طهران إن برنامجها مخصص للأغراض السلمية، مثل إنتاج الكهرباء، ولم يهدف يوما إلى إنتاج أسلحة نووية.
المصدر | الخليج الجديد