الخميس, 21 نوفمبر 2024
اخر تحديث للموقع : منذ إسبوع
المشرف العام
شريف عبد الحميد

الإخوان وإيران... تاريخ ووثائق

في العمق - فهد الحربي | Tue, Apr 18, 2017 3:22 AM
الزيارات: 1916
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني

ما زال بعض المخدوعين ينكرون علاقة الإخوان بإيران، ويتعامون عن الحقائق التاريخية التي تثبت تلك العلاقات الوطيدة التي تمتد جذورها إلى زمن مؤسس الجماعة، وهذه العلاقة أثبتها قياديون في جماعة الإخوان نفسها، منهم رجل الأعمال الثري الذي يقيم في إيطاليا يوسف ندا وهو مسؤول العلاقات الدولية للإخوان وقد ذكر في قناة الجزيرة في لقاء مع الإعلامي أحمد منصور أنهم كانت لهم زيارات وتنسيق مع الخميني لما كان مقيماً في باريس يعد العدة للقيام بثورته في إيران، وهو الذي اختار لنفسه اسم المرشد تأسياً بالإخوان، ولا عجب أن كان أول المهنئين له بوصوله للسلطة وفد جماعة الإخوان، ذلك التنسيق بينهم وبين الخميني لم يكن مفاجئاً بل هو تابع لما كان بين الإخوان والرافضة من مودة وموالاة كانت من بداياتها تقديم بعضهم اسم آية الله الكاشاني ضمن الأسماء المرشحة لتولي إرشاد الجماعة بعد مقتل حسن البنا.

وكان حسن البنا قبل ذلك يستضيف محمد تقي القمي في مقر الجماعة وأثمرت علاقتهما القوية فيما بعد إنشاء (دار التقريب بين المذاهب) وأصبح القمي سكرتيراً لها، وهي التي عارضها كبار العلماء بمصر وسعوا بعد ذلك في إسقاطها.

ومحمد تقي القمي هذا هو الذي كان الخميني الهالك يأمر وسائل الإعلام في إيران أن تطلق عليه لقب: (علامة الإسلام والمصلح الكبير)

ثم مد الإخوان حبال ودادهم إلى نواب صفوي مؤسس منظمة (فدائيان إسلام) في إيران الذي أعدمه الشاه، وهذه المنظمة كانت نواة التنظيم الثوري الإيراني الذي مهد فيما بعد لوصول الخميني إلى الحكم

ولما دعا الإخوان نواب صفوي إلى مقر جماعتهم حمله طلابهم على أكتافهم وصعدوا به إلى المنصة لإلقاء حديث الثلاثاء، وكان شاباً في الثلاثين من عمره، ثم عاد بعدها إلى إيران وقبض عليه بتهمة محاولة اغتيال رئيس وزراء الشاه ذلك الوقت وأعدم.

وكان نواب صفوي معجباً بسيد قطب وفكره، وخامنئي المرشد الحالي للثورة الإيرانية كان شديد الإعجاب والتأثر بنواب صفوي كما يذكر عن نفسه والتحق بمنظمته، وجرّه تأثره به إلى ترجمة بعض كتب سيد قطب إلى الفارسية قبل قيام الثورة.

ولما زار نواب صفوي سوريا اشتكى له مصطفى السباعي مراقب الإخوان عزوف الرافضة عن الالتحاق بجماعة الإخوان وتوجههم إلى الأحزاب العلمانية والقومية، فصد نواب صفوي أحد المنابر وقال أمام حشد من الشبان الشيعة والسنة كلمته المشهورة: "من أراد أن يكون جعفرياً حقيقياً فلينضم إلى صفوف الإخوان المسلمين".

وما زال للإخوان حظوة في إيران، وكأنها تشكر لهم دورهم في ثورتها، فالحزب السني الوحيد المعترف به في إيران هو فرع الإخوان هناك (جماعة الدعوة والإصلاح الإيرانية) ويستقبل أمينها رسمياً من قِبل كبار المسؤولين الإيرانيين.

وفي العراق يذكر طالب الرفاعي وهو أحد القياديين القدامى في حزب الدعوة الرافضي الذي يحكم العراق أنه كان مُحبباً ومقرباً جداً من (الحزب الإسلامي) جناح الإخوان في العراق ويصدّرونه فيهم لإلقاء الخطب والكلمات بل بلغ بهم الأمر إلى ترشيحه لرئاسة ذلك الحزب في أيام عبدالكريم قاسم كما يذكره بنفسه في أماليه ص (106)

ومن يذكر الفترة التي أعقبت الاحتلال الأمريكي للعراق يعرف الدور المتخاذل للحزب الإسلامي مع الرافضة بتركه للمقاومة ومساهمته في تسليم العراق لإيران، ومنهم طارق الهاشمي عضو الحزب الذي كافؤوه بمنصب نائب رئيس الوزراء قبل أن يغدر به نوري المالكي

وإذا استحضرنا هذا الحلف الإخواني الإيراني لا يصعب علينا معرفة دوافع تعاطف مرشد الإخوان مع الحوثيين في حربهم مع السعودية، ولا تخاذل إخوان اليمن في مقاومة المد الحوثي هناك

ولا تخاذل حكومة مرسي في نصرة الثورة السورية وتصريحه المخزي عندما زار روسيا وأشاد بموقفها من الثورة السورية وأخبر أنه لا يختلف كثيراً عن موقفه!

ولا تعاطف الإخوان مع حزب الشيطان في جنوب لبنان، ولا قوة العلاقة بين حماس وإيران وسماح حماس بنشر التشيع في غزة وبناء حسينية هناك، ولا تعاطف الغنوشي وحزبه مع إيران وسماحه كذلك بدخول الإرساليات الإيرانية إلى تونس، وإنشاء صحيفة تطبل لإيران وتضع صور طواغيتها على صدر صفحاتها.

ولا تخاذل السودان في صد الغزو الرافضي لشعبها حتى بلغ الأمر بإيران إلى طلب إنشاء منصات صواريخ على الساحل السوداني في مقابل السعودية ليأتي الوزير السوداني قبل أيام ويصرح لوسائل الإعلام بأنهم رفضوا ذلك الطلب، وكأنه يمنّ علينا! ولا ندري إن كان رفضهم للطلب الإيراني بسبب حبهم للسعودية ووفائهم بحقها وتقديراً للروابط بينهما.. أم هو ابتزاز لها لتكافئهم وتصانعهم خوفاً من تواطئهم مع إيران!!

كل هذه الحقائق التاريخية وغيرها كثير (وهي مجال خصب للبحث) والأحداث السياسية لا تدع لمنصف طالب للحق مساحة لإحسان الظن بالإخوان أو تبرئتهم من التواطؤ مع الرافضة عبر تاريخهم، فالعلاقات معهم كما ترى ضاربة في العمق قديماً وحديثاً، ولا نجازف إذا قلنا بأن الثورة الخمينية ليست سوى صدى لدعوة الإخوان، وفكر سيد قطب كان ملهماً لقادة تلك الثورة، ولذلك أرادوا تخليد ذكره ورد جميله بوضع صورته على بعض طوابعهم البريدية. 

تعليقات

أراء وأقوال

اشترك في النشرة البريدية لمجلة إيران بوست

بالتسجيل في هذا البريد الإلكتروني، أنتم توافقون على شروط استخدام الموقع. يمكنكم مغادرة قائمة المراسلات في أي وقت