قبل أن تقرأ...
]هذا الحوار أجري منذ فترة ولكن الباحث والكاتب ربيع الزواوي كان يقرأ فيه بعين الفاحص والمتأمل المستقبل وكيف سيكون الصفويون وكيف أن شذوذ وفساد العقيدة والفكر سيؤدي في النهاية إلى استحضار ثارات قديمة للانتقام من أهل السنة[«إيران بوست»
بدعوى التجميع لا التفريق، وتوحيد الكلمة والصف، يقع كثير من الدعاة الإسلاميين في الخطأ حينما يدعون إلى التجاوز عن الخلافات مع الشيعة. لكن هناك قطاعاً غير محدود من الصحوة الإسلامية ينبّه إلى خطورة الشيعة وأفكارهم على صحيح الدين وعلى الوحدة الإسلامية. ومن هؤلاء الباحث والكاتب ربيع الزواوي، صاحب العشرات من الكتب في كثير من فروع العلم الإسلامي المختلفة، بين العقيدة وتبسيطها، والفقه وتوضيحه، والتاريخ الإسلامي وأخذ العبرة منه. وقد انتشرت هذه الكتب في أوساط الشباب الإسلامي في مصر وغيرها ترشّد من أدائه وتبث فيه استشراف النصر، وتحذره من الهزيمة النفسية. وفي هذه السطور يحذّر الكاتب والباحث ربيع الزواوي من خطر الفكر الشيعي، ويبيّن جنايته في حق الأمة الإسلامية وتعطيل وحدتها.
** يرى الشيعة أنهم مطاردون ومضيق عليهم في مصر، وأنهم إذا تركت لهم حرية الحركة فسوف ينتشر فكرهم بصورة كبيرة… ما رايك في هذه المقولة؟
* لا أبداً، المقولة مغلوطة وتحتاج إلي تصحيح، وأرى أن المذهب الشيعي لا ينسجم مع العقل أبداً، ولا أظن أن لهم تواجد حقيقي في مصر، والواقع يشهد بذلك، فهم وغيرهم من المذاهب الهدامة يتاح لهم قدر من حرية الحركة يؤهلهم للإنتشار، ولكن الشعب المصري أصبح علي وعي بحقيقة الشيعة، فأنت ترى العامة الذين سافروا إلي بلاد بها شيعه كالعراق وغيرها ينتقدون الشيعه فيها ولا يعجبهم مذهبهم أبداً. وشعب مصر من أكثر شعوب العالم حباً لأهل البيت ولكن هذا الحب له ضوابط لا توجد عند الشيعه ولا يعترفون بها ولذلك لا يعجبهم حبنا لأهل البيت.
وقد ظل الشيعة في مصر أكثر من مائتي عام – حكاماً ودولة- لهم سلطة ومنعة، ولكنهم لم يقنعوا المصريين بعقائدهم وثقافتهم، لأن المصريين شعب عميق الثقافة ومن الصعب إجباره على اعتناق أفكار شاذة. وهذه النقطة تغيظ الشيعة تماماً وتوترهم (أقصد لفظ المجتمع المصري لأفكارهم وعقائدهم).
** لكم كتاب عن الدولة العثمانية (السنية) التي كانت معاصرة للدولة الصفوية (الشيعية) … ما هي أسباب توتر العلاقة بين الدولتين؟ ولماذا كان الصفويون يتحالفون مع الفرنجة (الكفرة) ضد العثمانيين (المسلمين)؟
* للأسف تاريخ الشيعة تاريخ مخزي ومفضوح، وتعجبني دائماً مقولة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله التي يقول فيها: (إذا اصار لليهود دولة بالعراق وغيره، تكون الرافضة من أعظم أعوانهم، فهم دائماً يوالون الكفار من المشركين واليهود والنصاري ويعاونونهم علي قتال المسلمين ومعاداتهم … ). ولا يخفى علينا ما يفعله الشيعه الآن من معاونة لأعداء الله تعالي وتآمرهم السّرّي بل والعلني معهم. وقس علي ذلك الدولة الصفوية التي كانت تتآمر مع أوروبا كلها ضد الدولة العثمانية المسلمة.
فقد قامت الدولة العثمانية في القرن السابع في وقت كان المسلمون فيه متفرقين متشتتين متناحرين، وبقيامها ظهرت دولة الإسلام وكان الجهاد في سبيل الله، وقد أقام العثمانيون دولتهم على أساس توحيد الأناضول الإسلامية والبلقان النصرانية تحت حكمهم.
وقد كان قيام دولة العثمانيين قوة للإسلام وحماية للدول الإسلامية من الاستعمار، وكانت أوروبا تقاتل العثمانيين على أنهم مسلمون وليس بصفتهم أتراكاً، وكان الحقد الصليبي هو المحرك في حروب أوروبا مع العثمانيين، وترى أوروبا في العثمانيين أنهم أحيوا الجهاد بعد أن أخمد في النفوس طويلاً، وأن جهودهم التي كانوا يبذلونها في قتل روح الجهاد في المسلمين تمهيداً لإبادتهم وإنهاء أي شيء يمت إلى الإسلام بصلة قد تبددت بظهور هذه الدولة الفتية التي كانت تنظر إلى قتالها مع النصارى على أنه جهاد في سبيل الله وإحياء لهذه الشعيرة التي خمدت في نفوس المسلمين، فكانت لها صولات وجولات مع النصارى في محاور عديدة، وكان لها العديد من الفتوحات في بلادهم ونشرت الإسلام ومهدت الطريق أمام الدعوة بالجهاد في سبيل الله .
وكانت الدولة العثمانية الممثلة لدولة الإسلام تقاتل أعدائها من الصليبيين الحاقدين على عده محاور، فالروس من الشمال والنمسا من الغرب والإمارات الإيطالية، فرنسا، وانكلترا، والبرتغاليون في البحار والمحيطات، والكل يحقد على هذه الدولة التي قضت على الدولة البيزنطية إحدى قواعد النصرانية وتوغلت في بقية أوروبا، والكل يرى في هذه الدولة أنها هي التي حالت دون انتشار النصرانية ودون امتداد النفوذ الاستعماري الصليبي وطلائعه من البرتغاليين ومنعت وصولهم إلى القدس وسيطرتهم عليها، وعلى الأماكن المقدسة الأخرى .
لكن ظهور الصفويين في المشرق كان عائقاً لتقدم العثمانيين في الغرب، لأن مجهود الدولة كان موزعاً بين الشرق والغرب مما يقلل من قوة الهجوم للتقدم في وسط أوروبا. وأهم عوامل ضعف وإنهاك الدولة العثمانية هي الحروب العثمانية الإيرانية (الصفوية)، إذ كانت هذه الحروب من الضراوة وطول الأمد ما يكفي لإنهاك العثمانيين وضعفهم ومن ثَمّ عدم قدرتهم على الصمود في الجبهة الأوربية مما يعني انحسار المد الإسلامي عن أوروبا .
فقد بدأ تراجع المسلمين عن البلقان حين اضطرت الدولة العثمانية إلى توقيع معاهدة قارلوفجه عام 1110هـ ، إذ بمقتضاها خرجت دولة المجر من قبضتها ثم توالت الهزائم وتوالت التنازلات، فإذا تابعنا تاريخ الحروب العثمانية الإيرانية قبل هذا التوقيع لأدركنا تزامن هذه الحروب مع محاولات الدولة العثمانية الوقوف على قدميها أمام الصليبيين من ناحية، وطول أمد هذه الحروب من ناحية أخرى فقد امتدت إحداها لتصل إلى أربعة وستين عاماً .
وهكذا بدلاً من أن يضع الصفويون يدهم في يد العثمانيين لحماية الحرمين الشريفين من التهديد البرتغالي ولتطهير البحار الإسلامية منهم، وضعوا أنفسهم في خدمة الأسطول البرتغالي، لطعن الدولة العثمانية من الخلف، ورغم انتصار العثمانيين عليهم فإن الحروب معهم كانت استنزافاً لجهود العثمانيين على الساحة الأوروبية وعرقلة للفتوح الإسلامية.
** يرى كثير من الكتاب والباحثين أن هناك أوجهاً للشبه بين عقائد الشيعة وعقائد اليهود والنصارى، هل يمكن أن توضح لنا ذلك؟
* هذه مقوله صحيحة، وذلك لأن اليهود هم أصل هذا البلاء، فنحن نعرف أن عبدالله بن سبأ الملقب بابن السوداء يهودى الأصل وهو الذي وضع أسس التشيع، كما أن عبث اليهود بشريعة النصارى غير خاف على العلماء والمحققين، فقد نسخ اليهود شريعة المسيح عليه السلام وحرفوها حتى صارت إلي ما نرى. وبعض الباحثين توسعوا في المقارنة فلا حظوا فعلاً أوجه للتشابه بين عقائد الشيعة وعقائد النصارى، من تقديس الأشخاص ودعائهم من دون الله تعالى، وتحريف القرآن الكريم كما حرف الإنجيل، والكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم كما يكذب النصارى علي المسيح صلى الله عليه وسلم. ولكني أرى أن مشابتهم لليهود أكثر من النصارى، وذلك لأسباب منها أن اليهود حرفوا التوراة والشيعة حرفوا القرآن، واليهود عادوا جبريل عليه السلام والشيعة يقولون إنه أخطأ بالوحي، واليهود يستحلون أموال ودماء الناس وكذلك الشيعة، واليهود لا يرون المسح علي الخفين وكذلك الشيعة. وعلي العموم فالشيعة فيهم شبه من اليهود من وجوه وشبه من النصارى من وجوه، كالشرك والغلو والتصديق بالباطل.
** الإسلام يربي أبناءه على الوضوح والثقة بالنفس، لكن مبدأ “التقية” الذي أقره الشيعة يزرع في الإنسان النفاق والمراوغة ويضعف من شخصيته.. كيف تطور مفهوم “التقية” عند الشيعة ليأخذ هذا الشكل في عقائدهم؟
* المقصود بالتقية أن يقول الشيعي أو يفعل غير ما يعتقد، لدفع الضرر عن نفسه أو ماله لحفظ كرامته! فيجاري الشيعي من حوله من غير الشيعة بقدر ما يصون نفسه؛ كأن يغسل رجليه في الوضوء بدلاً من مسحهما اذا كان أمام سني، ويستدلون على زعمهم هذا بأدلة من القرأن الكريم وذلك بتفسيرها وفق أهوائهم ، وهذا مسلك يدل على دناءة في الطباع، وإسفاف في الأخلاق، والحقيقة أنهم توسعوا في هذه التقية وأدخلوا تحتها معظم دواهيهم في الاعتقادات الكفرية التي يتبرء السنة منها .
وللتقية عند الشيعة منزلة عظيمة ومكانة رفيعة، ويروون عن جعفر الصادق أنه قال : (التقية من ديني ودين آبائي، ولا إيمان لمن لا تقية له)، ويروون كذلك أثاراً أخرى عن أئمتهم مثل: (إن تسعة أعشار الدين في التقية، ولا دين لمن لا تقية له، والتقية في كل شيئ إلا في النبيذ والمسح على الخفين )، وكذلك: ( ليس منا من لم يلتزم بالتقية ويصوننا عن سفلة الرعية)، وقولهم: ( أشرف أخلاق الأئمة والفاضلين من شيعتنا استعمال التقية!). فيجعلونها – للأسف – من أصول الدين، والتارك لها عندهم كالتارك للصلاة. والحقيقة أن التقية هذه تعني ثلاثة أشياء: الكذب والغش والنفاق.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية عن الشيعة: ( شعارهم الذل، ودثارهم النفاق والتقية، ورأس مالهم الكذب والأيمان الفاجرة، ويكذبون على جعفر الصادق وقد نزه الله أهل البيت ولم يحوجهم لذلك، فكانوا أصدق الناس، وأعظمهم إيماناً، فدينهم التقوى لا التقية ).
** لماذا أجمع فقهاء الشيعة على حل زواج المتعة رغم ما به من فساد تأباه النفس، ويرفضه حتى العلمانيون ولا يرضوه لبناتهم؟
* الحقيقة أن هذه قضية من أشنع عقائدهم وأخبثها وما استمرأتها قلوبهم وعقولهم إلا بخراب في اعتقادهم وفساد في دينهم، والفطر السليمة والنصوص الحكيمة تأبى هذا الأمر وترفضه، ومع ذلك للأسف لا يرون بأساً من أن يعين الأب ابنته على أن تجد من ( يتمتع بها) لبضع ساعات أو أيام معدودات، لأنه تعاون على البر والتقوى، ومساعدة على إقامة شعيرة من الدين !!!.
ولذلك أشارت بعض مجلاتهم إلي وجود ربع مليون لقيط في إيران بسبب زواج المتعة، ووصفت مدينة (مشهد) الشيعية الإيرانية -حيث شاعت ممارسة المتعة- بأنها (المدينة الأكثر انحلالاً علي الصعيد الأخلاقي في آسيا).
ولديهم بعض المعتقدات المتعلقه بزواج المتعه ومراجعهم تستفيض بها نذكرمنها :
1– المتعه من فضائل الدين وتطفئ غضب الرب!.
2– الإيمان بالمتعة أصل من أصول الدين ومنكرها منكر للدين!.
3– المتمتعة من النساء مغفور لها!.
4– المتعة من أعظم أسباب دخول الجنة، وتجعل صاحبها يزاحم الأنبياء في الجنة!.
5– من خرج من الدنيا ولم يتمتع جاء يوم القيامة مقطوع العضو!.
6– يجوز للرجل أن يتمتع بمن شاء من النساء ولو ألف امرأة أو أكثر!.
7– يجوز للرجل اللواط بمن يتمتع بها!.
8– لا تسأل المرأة التي تتمتع بها إن كانت متزوجة أو عاهرة!.
9– الحد الأدنى للمتعة مضاجعة واحدة!.
فسبحان الله ونسأله سبحانه العفو والعافية .
** ما رأيكم في موقف الشيعة من مذابح السنة في العراق خاصة مذبحة “الفلوجة”؟ وكيف ترى معاونتهم ودعمهم للأمريكان في ذلك؟
* موقف الشيعة من هذه القضية مخزى، وأمرهم معلوم، فهم لا يصيحون إلا إذا اقتربت الطلقات النارية من المراقد والعتبات المزعومة، أما أن يموت مئات أو آلاف من السنة فلا يهم ذلك والحقيقة أن هذا مشاهد وملموس ولا يخفونه.
إن معظم مواقع الإنترنت الشيعية تتحدث عن الفلوجة البطلة المجاهدة على أنها محمية البعث والذباحين والسلفيين الأوباش المجرمين والقتلة من بقايا البعث الأموي السفياني. ويقولون: لقد كشفت معركة تطهير بيوت الدعارة ومساجد الضرار وبؤر القتل والذبح في فلوجة العار والشنار حقيقة أدعياء المقاومة وفضحت ما يفترون وأزاحت الستار عن الوجه البشع والقبيح لأولئك المقاومين، فقد اسقطت منهم ورقة التوت وظهروا على حقيقتهم البعثية الشوفينية والطائفية البغيضة.
ويصف الشيعة مقاومي الفلوجة بأنهم كلهم إما من أيتام صدام والقتلة البعثيين وإما سلفيين ومجرمين إرهابيين استقدموا من دول الجوار وشكلوا مجاميع وعصابات ظلامية وعنصرية كلها تحمل عناوين دينية وطائفية انضمت اليها كل فرق البعث والوهابية وتمركزت في المحافظات البيضاء (يقصدون المثلث السني) واتخذت من هيئة علماء البعث المجرمة واجهة سياسية تروج لمقاومتهم وتبرر جرائمهم. ولا يخجل الشيعة من أن يقولوا إن الفلوجة تحولت بيوتها ومساجدها الـ99 الضرار إلى بؤر للقتل والذبح وتفخيخ السيارات. هذه هي وجهة نظر الشيعة في الفلوجة البطلة، التي تتوارى وراءها وجهة النظر الأمريكية الصليبية خجلاً. ولذلك ناصروا الاحتلال الأمريكي في هدمها وتدميرها وقتل أهلها.
** لماذا أفرز الفكر الشيعي كل هذه الفرق المتطرفة والضالة عبر التاريخ مثل الباطنية والإسماعيلية والكيسانية والحشاشين وأولئك الذين ألّّهوا علياً رضي الله عنه؟
* أفرز الفكر الشيعي فرقاً متطرفة، وفئات ضالة وكثيرة، حتى لا يكاد الواحد يصدق ما يسطّره التاريخ عنهم، فقد خرج من عباءتهم الباطنية والإسماعيلية والحشاشين والنصيرية وغيرهم . وأثبت التاريخ صفحات سوداء لهذه الفرق، صفحات مليئة بالغدر والخيانة والتآمر ضد السنة. صفحات مليئة بالإفساد في عقيدة المسلمين ودينهم وشريعتهم.
وعندما انتصرت الثورة الإيرانية ظن المخلصون في هذه الأمة أن الثورة إرجاع للأمر إلى نصابه في حب آل بيت رسول الله صلى اله عليه وسلم وتحرير التشيع من العقائد الزائفة والمواقف الخائنة، خاصة وأن الخميني أعلن في الأيام الأولى من انتصاره أن ثورته إسلامية وليست مذهبية، وأن ثورته لصالح المستضعفين ولصالح تحرير شعوب الأمة الإسلامية عامة ولصالح تحرير فلسطين خاصة.
ثم بدأت الأمور تتكشف للمخلصين، فإذا بالخميني وبالثورة يتبنيان كل العقائد الشاذة للتشيع عبر التاريخ، وإذا بالمواقف الخائنة للشذوذ الشيعي تظهر بالخميني والخمينية، فكانت نكسة كبيرة وخيبة أمل خطيرة.
جاءت الثورة الإيرانية والخمينية تحذو حذو أسلافها من حركات الغلو والزندقة التي جمعت بين الشعوبية في الرأي والفساد في العقيدة تتاجر بمشاعر جماهير المتعلقين بالإسلام تاريخا وعقيدة وتراثا، فتتظاهر بالإسلام قولا وتبطن جملة الشذوذ العقدي والحركي الذي كان سمة مشتركة وتراثا جامعا للهالكين من أسلافها من الكيسانية والبابكية والصفوية فيعيدوا إلى واقع المسلمين كل نزعات الشر والدمار التي جسدتها تلك الحركات المشبوهة الساقطة في شرك الكفر والزندقة والعصيان، وتعيد إلى الأذهان كل مخططات البرامج الباطنية القائمة على التدليس والتلبيس، فتدعي نصرة الإسلام وهي حرب عليه عقيدة ومنهجا وسلوكا، وتتظاهر بالغيرة على وحدة الصف الإسلامي وهي تدق صباحا ومساء إسفينا بعد إسفين في أركان الأمة الواحدة متوسلة إلى ذلك بنظرة مذهبية شاذة، وتزعم نصرة المستضعفين في الأرض، ثم هي تقيم فلسفتها جملة وتفصيلا على قراءة منحرفة قوامها التلفيق والتدليس لكل تاريخ المسلمين، فتأتي على رموزه وأكابر مؤسسيه هدما وتشويها وتمويها، وتجدد الدعوة بإصرار إلى كل الصفحات السلبية السوداء الماضية في التاريخ والتي ظن المخلصون أنها قد بادت فليس من مصلحة المسلمين ولا في صالح الإسلام إعادة قراءتها من جديد، فلقد قاسى الجميع من شرها.
لقد ظهرت خلال التشيع آراء شاذة كثيرة ودخلت باسم التشيع عقائد زائفة كثيرة. ولقد كان التشيع سبيلا لمرور كثير من الأفكار الكافرة، فانبثقت عنه فرق غالية كالإسماعيلية و النصيرية والدرزية وهي فرق باطنية اجتمع على تكفيرها الشيعة الإثنى عشرية وأهل السنة والجماعة سواء بسواء. ولكن الشيعة الإثنى عشرية يرون أن هذه الفرق مع أنها تقول بألوهية الإنسان وغير ذلك من العقائد الزائفة هي أقرب إليهم من أهل السنة والجماعة، وهذا وحده دليل انحراف خطير.
** هل تعتقد أن إيران والشيعة عموماً جادون في مقاومة إسرائيل على الأرضية الإسلامية؟ وهل يشذ حزب الله اللبناني عن هذه القاعدة؟
* لا أعتقد ذلك، دع عنك ما يعلن و ما يذاع؛ فإيران الشاه أو إيران الخوميني هى حليف سرّى لإسرائيل، فى المنطقة، ووقود الطائرات الإسرائيلية التى كانت تضربنا هنا في مصر كان من إيران، والشيعة أينما كانوا مع اليهود ضد المسلمين، هذا كلام قد يستبشعه من لا يعرف حقيقة الشيعة، أو من يغمض عينيه عن عوراتهم بهدف التقريب بين المسلمين و رأب ما يحدث من تصدع فى جسم الأمة الكبير. وأنا لا اغتر بانسحاب إسرائيل من جنوب لبنان بحجة مقاومة حزب الله، فالأمر لا يزال غير واضح و ستسفرالأيام القادمة عن الحقيقة التى سيندهش لها المغترون .
أثناء الحرب العراقية- الإيرانية كان قادة إيران يردّدون مقولة تحرير القدس بعد تحرير بغداد، كما أطلق اسم القدس على بعض العمليات العسكرية الناجحة ضد العراق، وكان الهدف من ذلك الابتزاز العاطفي للشعوب العربية والإسلامية، ولتحقيق التفاف شعبي حولها. وإذا بالعالم بأسره تصيبه الصدمة والذهول بعد أن انكشفت فضيحة “إيران – جيت” وصفقة الأسلحة الإيرانية – الإسرائيلية، وزيارة عضو مجلس الأمن القومي الأمريكي ومستشار الرئيس الأمريكي ريجان وهو “ماكفرلين” إلى إيران والتقائه بالمسؤولين الإيرانيين خلسة، إذ لم يتصور أحد أن تكون لإيران علاقات مع أمريكا وإسرائيل بسبب عوامل العداء الظاهرة للعيان من الشكل الخارجي مع هذه الأطراف. لكن العارف والمطلع على مبدأ “التقية” الذي يؤمن به الشيعة لا يفاجأ بهذا الأسلوب، فقد تمكنت إيران بفضل مبدأ التقية السياسية من اللعب على الأوتار، ومكّنها ذلك من اعتماد مقولة: المصالح أبدى من المبادئ.
المصدر|البينة