استثمرت إيران مشاريع الأمم المتحدة للاجئين، فكانوا وقوداً لها تشعله وقتما تشاء أملاً في تحقيق طموحاتها الإقليمية، فخربت دولاً شتى بسبب هذه المليشيات الشيعية التي أتت بها طهران.
"كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً"، هكذا تعاملت إيران مع اللاجئين، فحرصت على استضافة عددٍ كبيرٍ منهم، فظن العالم أنها تحسن اسقبالهم ورعايتهم حتى صنفتها الأمم المتحدة، في أحدث إحصائية نشرتها المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، بثاني دولة عالمياً في استضافة اللاجئين الأفغان على مدى 30 عاماً، بـ951 ألفاً و142 لاجئاً أفغانياً و28 ألفاً و268 لاجئاً عراقياً، حسب الخليج أون لاين.
- لاجئو إيران.. وقود حرب
يشكل الأفغان، بحسب تقارير الأمم المتحدة، رابع أكبر مجموعة لاجئين في العالم، وكانوا في المرتبة الثانية بإيران حتى اندلعت الثورة السورية في 2011، ما أدى إلى تهجير ملايين السوريين، لجأ غالبيتهم إلى لبنان والأردن وتركيا.
وفي الوقت الذي أكدت الإحصائيات الأممية أن إيران ثاني أكبر بلد تستضيف لاجئين، ذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الإنسان أنها جمعت شهادات تفيد بأن الجيش الإيراني جند، منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2013، آلاف اللاجئين الأفغان للقتال في سوريا، وفق ما نشرته الجزيرة نت في يناير/كانون الثاني 2016.
المنظمة الحقوقية أكدت أن جزءاً كبيراً من هذا التجنيد كان قسرياً، بعدما جمعت في نهاية 2015 شهادات من مجندين أفغان عاشوا في إيران، إثر تلقيهم "عرضاً بالحصول على حوافز قانونية لتشجيعهم على الانضمام إلى المليشيات الموالية للنظام السوري".
وبرغم رفض هؤلاء المجندين للفكرة، إلا أن مشاركتهم في القتال لم تكن إلا إرغاماً لهم بتخييرهم بين السجن أو الترحيل إلى أفغانستان، أو أملاً في الحصول على إقامة قانونية بإيران، مؤكدين، وفق ما ذكرته رايتس ووتش، أن الحرس الثوري هو من يقوم بعملية التجنيد ويمارس ضغوطه وتهديده إياهم.
ويعيش نحو ثلاثة ملايين لاجئ أفغاني في إيران، في وقت لم يحصل سوى 950 ألفاً منهم على بطاقات اللجوء، وفق المنظمة ذاتها، ومن ثم فإن الباقي يتم توجيهه إلى بؤر الصراع التي توجد بها إيران وأهمها سوريا، حيث تمد النظام السوري بالمال والجند والخبراء العسكريين.
- تصعيد إقليمي ضد إيران
ولمزيد من الضغط ضد إيران، طالب مجلس التعاون الخليجي "بإعادة الجزر الإماراتية الثلاث"، وأدان ما أسماه "الاعتداءات الإيرانية" على الممثليات السعودية في إيران، وأكد أنه سيتخذ إجراءات إضافية لـ"وقف تدخلات طهران في المنطقة"، وفق بيان له في 9 يناير/كانون الثاني 2016 .
الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبد اللطيف راشد الزياني، أكد أن دول المجلس ستتخذ المزيد من الإجراءات للتصدي "للاعتداءات الإيرانية" في حال استمرت، مشيراً إلى الاتفاق على وضع آلية لمواجهة "التدخلات الإيرانية".
تأكيداً للتوجه الخليجي ودعماً له، نقلت وسائل الإعلام التركية عن وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، قوله: إن "إيران تسعى إلى تحويل سوريا والعراق إلى بلدين شيعيين"، كما اتهم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في الأسابيع الماضية، إيران بالعمل على تعزيز الاتجاهات "القومية الفارسية" ما أجج الخلافات في الشرق الأوسط.
المتحدث باسم الخارجية التركية، حسين مفتي أوغلو، اتهم في 21 فبراير/شباط 2017، طهران بأنها "لا تتردد في إرسال لاجئين يحتمون من أزمات إقليمية إلى مناطق حروب"، ودعاها إلى "اتخاذ خطوات بناءة وإلى مراجعة سياستها الإقليمية"، كما صرح جاويش أوغلو، في 21 فبراير/شباط 2017، بأنه "أمر خطير جداً إرسال مقاتلين شيعة إلى مدينة تعد 99% من السنة (يقصد مدينة الموصل العراقية)".
- أين يذهب اللاجئون؟
دراسة أصدرتها الشبكة السورية لحقوق الإنسان عام 2014 خلصت إلى أن أعداد المليشيات الشيعية المقاتلة في سوريا لا تقل عن 35 ألف مقاتل، فضلاً عن تزايد أعدادهم خلال السنوات التي تلت عام 2014. وينتمي أغلب هؤلاء بالترتيب إلى العراق ولبنان وإيران وأفغانستان، وفق ما ذكرته مجلة البيان في 23 مارس/آذار 2017.
وأضافت المجلة أن التقديرات تدل على أن عدد مقاتلي المليشيات العراقية 15- 20 ألف مقاتل، وعدد مقاتلي حزب الله اللبناني 7- 10 آلاف مقاتل، و12- 14 ألف مقاتل من الأفغان، إلى جانب الحرس الثوري الإيراني المشرف على معظم هذه المليشيات تدريباً وتمويلاً.
- #اللاجئون_وقود_حروب_إيران
نشطاء وحركات اجتماعية دشنوا وسماً بعنوان #اللاجئون_وقود_حروب_إيران، في إشارة إلى استخدام طهران للاجئين وقوداً لحروبها.