أسوأ شيء هو أن تسفه وتحارب الصنم .. لأن عُباد وجنود وسدنة الصنم لن يرحموك .. والمثال المطروح قرآنيا:( حرقوه وانصروا آلهتكم )..!! (قَالُوا حَرِّقُوهُ وانصروا آلِهَتَكُمْ إن كُنتُمْ فَاعِلِينَ) (الأنبياء : 68 )
إلا أن هناك طائفة من الأحرار كان مسلك حياتهم الاستخفاف بالأصنام وبالراكعين للأصنام، بل أحيانا تراها في سلوكيات أطفال المسلمين، حينما يرون مشهدا لبوذي أو مشرك أو كافر راكعا أمام صنم أو صورة لتصدر منهم تلك الضحكة العفوية الرائعة العالية المدوية. قال الأحرار حينما سألوهم مالكم تنساقون فيما يجلب عليكم الشقاء .. ؟ّ! فكان الرد: ما أحلي الشقاء في سبيل تنغيص الظالمين!!
شيء مؤلم في أزمنة الحيض العربي، وتفاهة الثقافات، وتردي الفكر، أن ترتفع هامة الصنم عاليا، ويكون كفران وجحود حق الخالق الأعظم من توحيد وصفة السجود التي لا تعطى لغيره... أي معادلة معكوسة وأي منطق موكوس . ونتساءل لم هذه الحرب على الله ؟!
الله ... الأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه. (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ والسماوات مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سبحانه وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) (الزمر : 67 ).
الله الذي أعطى بسخاء وتكرم(كُلاًّ نُّمِدُّ هَـؤُلاء وَهَـؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كان عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُوراً) (الإسراء : 20 )
فلم الحرب على الله ..؟!
وفقر البشر إليه سما مقامه غني عن العالمين: (أن اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) (العنكبوت : 6 )
وكان الله بصفاته العلا ومجده المطلق لا يريد ظلما للعباد (وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِّلْعِبَادِ) (غافر : 31 ).
وهو القائل عز اسمه وسما مقامه: وما أنا بظلام للعبيد.. (مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أنا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ) (ق: 29 )
فلماذا يهيم البشر في عشق الظالمين و يجحدون ويكفرون العادل جل علاه بمجده المطلق؟
فلم الحرب على الله؟!
أجل إن لله سطوات ونقمات وأنه سبحانه يمهل الظالم و إذا أخذ لا يفلت .. (أن بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ) (البروج : 12 ) وأن غضبه لا تقوم له السماوات والأرض .. فكيف بالعباد ..؟! إلهنا رب كل شيء ومليكه عنت وذلت وخضعت رقابنا إليك نرجو رحمتك ونخشى عذابك ..
كثيرا ما يسطع الحق جلياً باهراً رائعاً، إلا أن أتباع الصنم يعتبرون هذا ضربا من الجنون، تلك طبيعة الأشياء أن الناس أعداء ما جهلوا .. إلا أنه وبالرغم أن الحقائق التي صارت اليوم متوفرة بضغطة ذر على محركات البحث .. لتأتيك بالحقائق عن الإسلام والتوحيد بالله الواحد الأحد إلا أن هناك من حصر نفسه ضمن إسار الصنم بل وعشق ومات عشقا في الصنم ولا مانع أن يكون قتيل الصنم يوما ما. ولا ننسى هذا السياق الموقف فناء سجن أبي زعبل حيث توضع صورة لمبارك في فناء السجن ويطوف حولها المساجين من الإسلاميين ..!! أهلاً أهلاً وسهلاً .. عباد الصنم يعتبرون التمرد على واقع الحجر المنحوت أو أصنام البشر جريمة وضربا من الجنون إلا أنني لم أكن اعتقد أن يوضع الثائر في دائرة التهمة بالغباء أو النظر إليه أنه لم يكن مصيبا في عقد موازنتة بين الأمور وسلم الأولويات الحياتية، وعليه اعتبروا من قبل أنه كيف لمحمد اليتيم الذي بدون غطاء قوي يقيه من أعدائه اللهم إلا الجد عبد المطلب ومن ثم العم أبو طالب أو المستضعفين ممن آمنوا مواجهة العالم وحيدا أنه الجنون .. أو موسى الكريم وهو الأعزل وليس معه إلا هارون في مواجهة فرعون.. ولقد قالها موسى بكل الأسى والحزن: (قَالَ رَبِّ أني لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ) (المائدة : 25 )
من أين تتأتى الثقة والعزم في مواجهة أعتى جبابرة الارض والرمز الوقح في الطغيان (فرعون)؟ قالوا أن ثقتهم بالله كانت اقوي من ثقتهم بأنفسهم .. ولا ينفي واقع الكفر أنه كان واقع سافل متغطرس تستشعره لأجد صفحة على الفيس بوك تسب الله سما مقامه سألت ابني مهند هل تعرف أصدقاء لك يخترقون صفحة من يسب الله ، قال لي يا أبى أن هناك مجموعات على الفيس بوك متخصصه في سب الله تعالى .. أن البشرية منذ الامس لم تتغير ولا يرجون لله وقارا .. في الآية الكريمة . مع نوح عليه السلام (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ) (القمر : 9 ). ولا حظ كلمة (وازدجر) كما لو كان يعطيك معناها أنه ليس مجنون فقط بل أعطيناه حقه من السب و الإهانة والتخويف والوعيد لذلك قال تعالى عبدنا في هذا السياق تشريفا له وخصوصية بالعبودية.. (وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُواْ مِنْهُم مَّا كانواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ) (الأنعام : 10 ) (وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ قَالَ أن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإنا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ) (هود : 38 ) فقديما قالوا ساحر ومجنون وكذاب .. (وَعَجِبُوا أن جَاءهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ) (صـ : 4 )
***
كثير من سدنة الأصنام وجنود هُبلّ لا يستوعب والعاكفين على الأصنام ومن يقربون لها القرابين بالركوع و بالذبح والتصفيق ..لا يمكن أن يستوعبوا الحقائق الكبرى أن القرآن أروع كلام في الوجود ..وأنه لا اله إلا الله حقا وصدقا هي الحقيقة الأولى والثابت الأول من حقائق وثوابت الكون .. رفضوا ذلك لأنهم حصروا نفسهم ضمن دائرة لا يريدون – بمزاجهم - الفكاك منها .. كمن وضع رقبته في طوق ولا يريد أن يخلعه..
قل من ادعى بالعلم معرفة عرفت *** أشياء وغابت عنك أشياء
ونحن لا نلومهم فحب الشيء يعمي ويصم .. ولكن العار هو تزييف الحق وسب الله تعالى وكان الكفر هو الدارج للكون .... ولقد قال تعالى عن تلك النوعية (وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأنتُمْ تَعْلَمُونَ) (البقرة : 42 )
وفي قول اخر (وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أنذِرُوا هُزُواً) (الكهف : 56 )
تقول كتب التاريخ أنه عندما ذهب موسى وهارون إلى فرعون .. وأثناء الإجراءات التفتيشية قبل الدخول على فرعون الأكبر لعنه الله لعنا كبيرا.. سألهم الحاجب عن حاجتهم .. قالوا نريد فرعون في كلمتين . وعندما سألهم ثانية . نقول له من أنتم ؟!.. فقالوا له .. أخبراه بأنا رسولا ربه . هنا أنتفض الحاجب في دهشه ونظر شذرا شاكا في قدراتهما لعقلية ..أنه لم يستوعبها .. لأن قناعته الراسخة أن الرب هو فرعون الجالس بالداخل .. وليس هناك رب للعالمين.. فأي رب آخر ...؟!! ومن هنا يأخذ السياق مجراه أنهما مجنونان .. سواء في نظر الحاجب وربما نظر السياق الاجتماعي على العموم .. فالسياق الاجتماعي في الهند مازال يعبد البقر ويقدسها .. فكانت هناك مشاكل حتى اللحظة حينما يذبح المسلمون الأبقار أو يأكلون لحومها .. بالرغم أننا في القرن الواحد والعشرين ..أنه أمر خارج نطاق قدراتهم الذهنية ... أو مثلا حينما تناقش من يقول أنه الله ثالث ثلاثة .. كيف أن الأب والابن والروح القدس اله واحد أمين .. وأنه هذا خارج نطاق أصول وابجديات المنطق وفي الحقبة الصليبية لا مانع أن يصفك الصليبي بأنك أنت الغبي الذي لا يستوعب .. بالرغم أن مبدأ التثليث مناف للعقل وغير مقبول لا عقليا ولا منطقيا .. فيوما خرج ظالم السلمي وكان سادنا لأحد الأصنام .. ويقرب إليه كل يوم الزبد والعسل .. وذات يوم وفي الظهيرة حيث الرمال الحارقة أتى اثنان من الثعالب.. وأكلوا الزبد والعسل ومن ثم بالا على الصنم بعد ذلك.. ونظرا لأن ظالم به بقيه عقل
قال : أرب يبول الثعلبان برأسه *** لقد هانت من بالت عليه الثعالب
وكانت العرب تقول على الصنم (رب ) ولكن لما كان ظالم لديه بقية عقل وحيز من الاستيعاب .. حطم الصنم .. وذهب ليؤمن بالمصطفى الكريم أجل ولكننا من جهة أخرى إذا افترضنا أن ظالم كان علي العكس أي لو كان رجلاً غير منطقي التصور ومتدن الحال في قدراته العقلية والإدراكية.. لاعتبرها جنون ونزق من الثعلب وأن الثعلب ذو نزعة إجرامية في التصور.. أو أنه أتى شيئا إدا .. لأن الوثني ما زال عند الدائرة الأولى من الاعتقاد الصنمي و لم يتجاوزها ولكان الموقف مغايرا ولذهب ظالم السلمي وطارد الثعلب في الجحور. ومفاوز الصحراء ... وقتله شر قتله وجعل من عبره لمن يعتبر ولا مانع أن يجعل منه قربانا للصنم جراء فعلته أو بولته .... ولا يختلف عن كثير من رجال الأمن في الزمن المعاصر . أو الأقلام المدفوعة الأجر.. التي تمجد الصنم .. أو الأقلام المخابراتية التي تخوض معركة ليست من أجل الله تعالى ..فحينما يتطاول أنسأن ما على حاكم أو على أميركا أو ُهبلّ البيت الأبيض ...كانت الطامة الكبرى وحينما يسب الإله رب العالمين على الجرائد في مصر.. يتوارى الأوغاد خلسة ولا نجد من ينتصر لله .. ومن قال (لا اله إلا الله) تخرج عليه ألف بندقية .. في وقت أصبح واقعا فيه متسع لعبدة الشيطان .. ولا مانع أن يدخل الأمر سياق الدلع .. حينما يقول أحدهم الله يخزيك ياشوشو .. وشوشو هنا الشيطان . بالرغم أن القرآن حثنا أن نتخذه عدوا .. ولا مهادنة إسلاميا في ذلك .. وانتهى الأمر من مرحلة الصداقة إلى الدلع ..عذرا للاستطراد .المهم .. وانتهي الأمر أن استوعب الرجل(ظالم السلمي) الموقف.. بأن أسلم ظالم ورفض عبادة الأصنام .. وذهب الى للمصطفى الكريم وامن .
كثير خرجوا من الدائرة الأولى في الاعتقاد بالصنم .. وتجاوزناها بعصور أي من 1428 سنه أي منذ هجرة المصطفى الأكرم .وانطلقت الشعوب إلى حرية الإيمان وما يرتبط به من سياق الفروسية وكان الإعلان العام في فضاء الكون الله أكبر .. ولا اله الا الله محمد رسول الله . أذانا وتكبيرة ثوار .. إعلانا على الملأ .. للمجد والثورة . وبالرغم من هذا بل و إلى اللحظة من هم أسراء للصنم ويكرهون كلمة الله أكبر.. كما قال أحد المشركين .. ُأعل هُبلّ تحت جبل أحد .. فقال المصطفى لعمر ابن الخطاب أن يرد عليه : بل الله أعلى وأجل ..
خرج امرؤ القيس طالبا ثار أبيه .. واستعان بأحد كبار قبيلة حمير الذي أعطاه جيشا أكثره من صعاليك العرب وكان هناك صنم اسمه ذو الخلصة .. فاستقسم امرؤ القيس بأزلامه وهي ثلاثة أقداح : الآمر والناهي والمتربص فلما أجالها خرج الناهي فأجالها ثانية خرج الناهي وكذلك في الثالثة .. فغضب امرؤ القيس فجمعها وكسرها وضرب بها وجه الصنم وشتمه وسبه ثم غزا بني أسد فظفر بهم . ولم يستقسم بعدها بشيء حتى جاء الإسلام .. فكان امرؤ القيس أول من أخفره وأهانه
وحكت الروايات أن مالك بن كلثوم كان يحتقر صنم القلس حتى أن عدي بن حاتم وصحبه توقعوا أن يصاب بأذي وانتظروا أياما فلم يصبه شيء فرفض عدي عبادته وعبادة الأصنام وتنصر حتى جاء الإسلام فآمن ..
وهذا صنم لمزينه اسمه نَهم يثور عليه سادنه وحين يسمع بالسلام فيحطمه ويقول ..
ذهبت إلى نهم لاذبح عنده عتيرة نسك كالذي كنت افعل
فقلت لنفسي حين راجعت عقلها أهذا اله أبكم ليس يعقل
أبيت فديني اليوم دين محمد اله السماء الماجد المتفضل
وهي كلمه قالها الكواكبي قائلا أن أول ما قام به الأنبياء هو كسر الحصار عن الذهن بلا إله إلا الله .. والواقع العاكف على الصنم .. أسوأ شيء أن تسفه دينه .. أو تستخف بصنمه .. من هنا كانت المحرقة ضد إبراهيم والتآمر بالقتل ضد محمد .. والذبح ليحي.. ولن تنته إلى الغد أو بعد مليون عام من الآن . أو ما بقيت السماوات والأرض ..كما قال الإمام علي ..( حق وباطل ولكل أهل ) بل بالرغم من تعاقب الأجيال و من الفارق الزمني بين الأنبياء وكل نبي كريم ونبي كريم اخر .. كانت العبارة واحدة من خلال الرصد القرآني لسياق الأحداث .. الاتهام للأنبياء بأنهم سحرة أو كذابين أو مجانين (كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أو مَجْنُونٌ) (الذاريات : 52 ) (وَعَجِبُوا أن جَاءهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ) (صـ : 4 ) (فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أو مَجْنُونٌ) (الذاريات : 39 )
نعم أن الواقع المغرق في عبادة الصنم .. يرفض رفضا قاطعا نداء العقل أو المنطق .. ليس هذا في سياق الإيمان بل .. سياقات البطولة للثوار والتمرد على الطغيان ..ويعتبرها ضربا من الجنون . من هنا اعتبروا أن ما قام به بني حمدان وهي دولة في حجم محافظة من محافظات سوريا .. في مواجهة ضخمة قي حجم الإمبراطورية الرومانية .. أو أميركا الآن .. ليس إلا نوعا من الجنون .. ولولا أن التاريخ كان أمينا وموثقا للأحداث بالشعر والنثر لاعتبروها نوعا من الأساطير .. ومن هنا اعتبروا أن ما قام به فرسان المصطفى في هزيمة الفرس والروم وإنشاء حضارة عظمى .. من الصين حتى معاقل أوربا .. وهي التي لم تنطلق إلا من منطقة جغرافية بسيطة كالجزيرة العربية .. حدثا فاق التوقعات وكان هذا مثار وجع وألم المستشرقين ومكثوا قرونا لبحث ما هو كامن خلف الأشياء و الكامن وراء هذا المجد الذي لا يبارى ..وقامت الدراسات حول سر القفزة الهائلة للإسلام في زمن قياسي .. وبدأ اللهو الخفي كانت مواقف وعظمة الفرسان ما تحمله من روعة مرفوضه .. لهذا تناول القرآن هذا البعد .. ليغيظ بهم الكفار (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ ورضوانا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإنجيل كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) (الفتح: 29)
حسدوا الفتى لما ينالوا سعيه ***فالناس أعداء له وخصوم
وكذا العرانين تلقاها محسدة ***** ولن ترى للئام الناس حساد
نراها في سلوكيات الروم حينما يقول ماهان قائد الروم .. لخالد بن الوليد .. ساخرا ومستهترا به أنه لم يخرجكم من أرضكم إلا الجهد والجوع .. ومن الأفضل أن ترجع بجنودك من حيث أتيت .. وسنأتي لكم كل عام بكسوة ومال ولكل جندي عشرة دنانير .. أنه غرور الروم الذي قال بصدده ابو بكر رضي الله عنه :لأشفين الروم من وساسهم بخالد بن الوليد ... وكان رد خالد موجعا : ليس الحق فيما قلت ولكننا قوم نشرب الدم ولم نجد أشهى ولا أطيب من دم الروم فجنا لذلك .. ناهيك عما أنتهي اليه الموقف بنصر مبين في تلك الموقعة من هنا كانت الفروسية والمجد .. فوق قدرات الفكر المتدن لرقصة اليهودي المخنث
ومن أطرف ما قرأته في هذا السياق .. تعليق لأحد الكتاب حين مر على أبيات .. عنتره ..
ولقد ذكرتك والرماح نواهل مني ****وبيض الهند تقطر من دمي
فلم يسعه إلا أن يقول : والله كبيرة يا سي عنتر .. !! ذلك لأنه أراد تقبيل السيوف التي لمعت كبارق ثغر عبله في موطن تنهل فيه الرماح منه وتقطر بيض الهند (السيوف )من دمه .. ومن هنا لا غرو أن نرى كثير من الصليبيين يكرهون التاريخ الإسلامي ويستخفون بتراثنا من المجد .. ويعضون أصابعهم من الغيظ .. (وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأنامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ أن اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) (آل عمران : 119 ) ومن هنا وما زلنا نكررها أن شيكسبير لا يساوي ترابا في نعل ابي فراس .. أو المتنبي . ولن يستوعب الغرب الميراث الحضاري للإسلام بشعور وحس المسلم وروعة الفروسية الناضحة عبقا في التاريخ .. أجل أننا لم نكن عابري سبيل على ساحة الكون .. بل كنا ذو حبثية ووجود وكيان .. ومن ثم فلينظر هؤلاء الأوغاد وليتأملوا عمارة المساجد في البلقان أو روسيا أو الأندلس .. لا يمكن أن نكون عابري سبيل على جغرافية المجد والحضارة وهذا التراث الضخم الرائع الذي يشع نورا على أرفف المكتبات .. نحن امة المجد .. حين قصر الغرب أن يطاول لنا قامة ..بالأمس .. لا جازي الله حكام العرب من امثال مبارك وبشار وصالح حيث أضاعوا الأمة .. وبالوا على المجد .. وهدموا حيثياته .. ولم يقيلوا عثرة ولم يرفعوا بنيأن ..
لكنها الأيام تجري بما جرت .. فيسفل أعلاها ويعلوا الأسفل .
والغرب دوما وقح لا ينزل الناس منازلهم .. ولا يرحم عزيز قوم ذل..!! ولا يزن الأمور برصيدنا الحضاري .. وكانوا كمن يسرق بحثا فكريا أو علميا تعب عليه الآخرون ومن ثم يضع عليه اسمه بكل بساطة. وينفي وينحي وجود الأخر (أي المسلمين) بعيدا عن ضوضاء المجد .. لقد سمعت من احد المسئولين أن ثلثا التراث الاسلامي مسروق في مخازن ومكتبات الغرب ..
يقول الشاعر الفاضل
بناري ونوري.. تَموءُ الذِّئابْ
وَيَجْمُدُ، رُعْباً، دَمْ الإضطرابْ
فَمِمَّنْ أخافُ؟ وماذا أَهابْ؟
جَميعُ الطُّغاةِ بِعَيْني.. دَوابْ
وَكُلُّ العُروشِ..
لِنَعْلي رِكابْ!