قال المفكر الدكتور أبو يعرب المرزوقي بروفيسور الفلسفة العربية واليونانية في جامعة تونس الأولى: «ما أراه جاريا في الفلوجة ينبغي لكل عربي على الأقل في الخليج أن يتأكد من أنه آت إليهم حتما إذا انتصرت مليشيات إيران العربية في العراق والشام».
وأضاف في سلسلة تغريدات له على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي تويتر: «ما ألاحظه من تردد الأنظمة العربية عامة والخليجية خاصة والسعودية بصورة أخص لكونها المستهدفة صراحة من هذه الحشود لم أجد له تفسيرا معقولا»، متسائلا: «هل صار الجميع مشلولا بنهي أمريكي صريح؟ هل هم يصدقون حقا أن الحرب هي على داعش أم هي لتصفية الهلال من سنته يليه الخليج إن نجحوا في مسعاهم؟».
وتابع «المرزوقي»: «إذا كانت الدول تخشى التدخل لعلل مستمدة من القانون الدولي بمعنى أن التدخل الإيراني يستمد شرعية دولية من طلب حكومتي العراق وسوريا فالحل موجود، فالقانون الدولي يعوق الدول لكنه لا يمنع تطوع المواطن. هل يوجد قانون يمنع التطوع للدفاع عن قضية؟ تطوع أمريكيون لمساعدة الأكراد في عين العرب لماذا تتهمون المتطوعين بالإرهاب؟».
وأوضح أن جمع هذا وذاك يبين أن المانع ليس القانون الدولي.الحقيقة هي خوف الأنظمة من نجاح المقاومة أكثر من الأعداء، مشيرا إلى أنه إذا كان سلوك الأنظمة يفهم هذا الفهم فكيف نفهم سلوك النخب الدينية والقبائل الساكتة على ذبح أبناء عمومتهم تصفى وطائفيا ونفس الأمر يعد لهم ؟
وتساءل «المرزوقي»: «هل أخفت قيادات الحشد ومليشيات إيران العربية وحتى الإيرانية أن المرحلة القادمة هي غزو الخليج؟ أي جمود وأي شلل أصاب سنة العرب قيادات ونخبا؟ إلى متى ستدوم سياسة النعام؟» مستطردا: «ليتها كانت سياسة نعام سلبية فحسب بل هي هجومية في الداخل: بمالهم جعلوا مصر أداة لصالح التهديد الصفوي والصهيوني والآن يتفرجون على محاولات إيران تهديم آخر خط دفاع أو على الأقل آخر رموز الصمود العربي الذي فرض على أمريكا مغادرة العراق: فلوجة الأبطال».
وقال: «وحتى اليمن ألم يكادوا يسلموه للحوثي أي لإيران خوفا ممن يسمونهم إخوان وإسلام سياسي لكأنه يوجد إسلام آخر؟ كل إسلام حقيقي أداته خلقية وسياسية، فالإسلام بما هو اخلاق تربية وبما هو سياسة حكم في المعاملات وأولها نظام الحكم (أمرهم) بإرادة الشعب الحرة (شورى بينهم) للأمين العادل».
وأكد المفكر التونسي أنهم يريدون إسلام القشور والشعائر والحدود التي لا تنطبق على صغار اللصوص من قبل كبارهم. أف لقوم خربوا قيم الإسلام ثم يدعون أن غيرهم يشوهه، مشددا على أنه لا أحد شوه الإسلام وقيمه أكثر من الذين يدعون الدفاع عنه بجعله دون قيم الجاهلية.فالجاهلية لا تقبل أن تقتل الأطفال وتشرد النساء وهم ساكتون.
وأشار إلى أن من يريد أن ينتحر يعجز عن معجزة حكام العرب ونخبهم العميلة بشعوبهم وحتى بكراسيهم: حققوا حصارا إيرانيا من كل الجهات شمالا وجنوبا وشرقا وغربا، موضحاً أن كل ذلك لأن العربي لا يثأر إلى من العربي ولا يعادي العربي وكل الأعداء هو مستعد للركوع أمامهم لفعله كل ما يستطيع ليجعل غزوعدوه لهع يسيرا.
وأضاف «المرزوقي»: «في واقع الأمر البحرين والكويت واليمن والعراق وسوريا ولبنان ومصر كلها تحت الوصاية الإيرانية والاسرائيلة برعاية أمريكية. بقي: قطر والسعودية، وكل من يسعى لتوريطها في وحل اليمن بدعوى مشاركتها في الحرب أو محالفتها لم يعد حيله تنطلي على أحد».
وقال: «يكفي النظر في تعز ومناورات جنوب اليمن.. إن لم تحصل الانتفاضة في القيادات العربية بصورة تمكن الشباب من التصدي ولو بالتطوع فإن إيران وإسرائيل ستستردان الإمبراطوريتين لغباء العرب».
المصدر| شؤون خليجية