على مدار سنوات طويلة، مارس النظام الإيراني لعبة "الحرب الإعلامية" وأتقنها، وكرّس لها الكثير من الأموال والجهود، في سبيل خدمة النظام السياسي الإيراني وطموحه السياسي والأيديولوجي نحو السيطرة على العالميّن الإسلامي والعربي، وتحديدًا دول الخليج العربي، التي اصطلت بنيران إعلام طهران على نحو كاشف الرأس وبدرجة مؤثرة، خصوصًا البحرين، والسعودية في وقت لاحق.

ولا تتورع شبكة الإعلام الإيراني الإخطبوطية، وما تدور في فلكها من قنوات فضائية ومواقع شيعية، عن اللجوء إلى الكذب والتضليل والتدليس، من أجل الترويج لكل ما تبثه، بهدف توجيه رسالة سياسية معينة للمتلقي، سواء في الداخل أو الخارج. وذلك بصرف النظر عن تدني ما يعرضه هؤلاء من بضاعة رخيصة، لإقناع الجمهور بمواقف إيران السياسية، والفكرية، بل والأيديولوجية، وبث الأطروحات الترويجية لأجندات الفكر الصفوي، حتى لو وصل الأمر بهم إلى احتقار متابعيهم، والاستخفاف بعقولهم.

ولأن الإعلام هو وعاء السياسة، وذراع القوة العسكرية، فإن الإعلام الإيراني يتبع نظرية القائد النازي الشهير هيرمان جوبلز الإعلامية في "صناعة الكذب" على نطاق واسع.

وعندما تتحول الأكاذيب المفضوحة إلى "استراتيجية إعلامية"، فمن الطبيعي أن يعتمد النظام الإيراني كله على أن رجل الدين يكذب، والعسكري يكذب، والمسؤول الحكومي يكذب، لتصبح إيران هي "بلاد الأكاذيب" أمام أعين العالم أجمع.

وفي هذا الملف، نكشف النقاب عن المدى الواسع من الأكاذيب الذي بلغه الإعلام الإيراني، وكيف يلجأ إلى التدليس والتزوير والتضليل لتحقيق أهداف الملالي السياسية، فضلًا عن إسهامه في صناعة الفتنة الطائفية، وسعيه إلى تأليب الشعوب ضد حكامها، لكي يتحقق في النهاية حلم "إيران الكبرى".

لقراءة الملف