منذ بداية الإنسانية وانقسام البشرية الى فريقين أصحاب النعيم من جانب وأصحاب الجحيم من جانب آخر خرج من صُلب المنهج الابليسي قوم يتمردون على الدين والرسل عليهم الصلاة والسلام وعلى الفضيلة و الكرامة والأخلاق وعلى ضوابط وقواعد ربانية المزاج العام للفرد والأسرة والقرية والمدينة والدولة والمجتمع العربي ثم المجتمع الإسلامي بشكل عام هؤلاء الشياطين المردة
كانت جاهليتهم وجريمتهم في قوم لوط عليه السلام جريمة نتنة تدل على الردة الأخلاقية والنفسية عن طبيعة الفطرة التي فطر الله الناس عليها وهي كما بينها القرآن الكريم قال تعالى في سورة الشعراء : كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ ﴿160﴾ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ ﴿161﴾ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ﴿162﴾ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ﴿163﴾ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿164﴾ أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ ﴿165﴾ وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ ﴿166﴾ قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ ﴿167﴾ قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُم مِّنَ الْقَالِينَ ﴿168﴾ رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ ﴿169﴾ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ ﴿170﴾ إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ ﴿171﴾ ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ ﴿172﴾ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَسَاء مَطَرُ الْمُنذَرِينَ ﴿173﴾ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ ﴿174﴾ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴿175﴾.
فكانت مهمة شياطين تغيير المزاج العام في تلك الجاهلية البالية نشر الفاحشة واستحسان المنكرات والسعي خبثاً لهدر قيمة الإنسان قتلاً لأخلاقه او اغتيالاً لأطفاله كما كانت جاهلية فرعون الباطشة بالمستضعفين او بجاهلية تغيير المزاج العام واستحسان تطفيف الكيل والميزان كما فعلها قوم شعيب عليه السلام او تغيير طبيعة الرحمة وتبديل العطية الى تصورها الغير طبيعي على أنها بلية فكانت جاهلية وأد البنات بعد تنصيب الأحجار آلهة حين انتكست الفطرة وعجزت عن التفكير في خالقها سبحانه و تعالى خالق كل شيء كما قال تعالى : اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (62) لَّهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ .سورة الزمر .
هل توقف الشيطان عن الكيد للإسلام والفطرة السوية ؟
هل اعتزل الشيطان الفساد واستسلم ؟
هل يمكن أن نرى الشيطان يطوف بالبيت ويؤسس قواعد مسجد لله لا لفكره الضرار والضلال الذي يسعى لكسر بيضة الكيان الواحد والأمة الواحدة لتكون الشعوب فريسة للأعداء حال انقسامها وذبيحة على موائد اللئام حال تنازعها بعد تغيير المزاج العام للأخوة الإيمانية ؟
كلا والف كلا لا ولم ولن يستسلم الشيطان الا مكرهاًمهزوماً بفضل الله أولاً ثم بفضل المسلمين المقاومين له ولشياطين تغيير المزاج العام فالسنة الكونية الربانية قاضية وحاكمة ببقاء التدافع بين الحق الإسلامي والباطل الجاهلي الماسوني الصهيوني الصفوي الحوثي الطائفي الخادم لأعداء الأمة عن طريق تغيير المزاج العام للامة العربية والإسلامية بعدة طرق وسبل.
تمكين الأخوة الحزبية و القبلية والولاء على فكرة المرشد من جانب والإمام الغائب من جانب آخر فأصبحت الأمة الواحدة أمم متعددة خلف بيعات سرية مبتدعة ومتغيرة ففسد المزاج العام للفرد والأسرة والدولة والأمة حتى وجدنا من يتظاهرون في غزة وهم قلة قليلة تؤيد مجوس الخمينية الذين قتلوا ملايين العراقيين والشاميين واليمنيين وتهدد بلاد الحرمين ومصر بثورتهم المجوسية الخمينية التي اسسوا لها دار التقريب قبل عقود لتكون نواة تغيير المزاج العام للشعوب تجاه التاريخ والواقع والمستقبل.
الحرب على الفضيلة وتغيير المزاج العام
يسعى المتمردون من ثعالب الليل الجاهلي الذين لا يأكلون الا من حثالة ومخرجات جحر الضب الذي صنعه الشيطان وووقف بداخله صهيون وعلى بابه الصليبيين وكان الماسونيون دعاة على الدخول فيه ليجتمعوا على تأسيس جريمة الحرب على الفضيلة من خلال :
- نشر الابتذال في المجتمع في ملابس الرجال والنساء والأطفال.
- نشر الفحش والايحاءات الخبيثة وسط حفلات المجون المختلطة.
- تدمير لغة الشعوب بنشر العامية والحرب والانقلاب على قواعد الشعر العربي والفن الأصيل الذي يخاطب الروح بلمساته وكلماته الرقراقة فليس كل فن عفيف ممنوع لكونه فن.
- نشر البلطجة والجريمة حال تصوير الافلام والمسلسلات للفاحشة على اساس قاعدة الحرية الهادمة للفضيلة والخادنة لتمكين الفحش والرذيلة كما في الأفلام الساعية للتسويق للمثلية الجنسية والتي هي شذوذ وردة أخلاقية لا يقبلها المسلمون بل لا يقبلها العرب في واقعهم قبل الإسلام ولا عقلاء الغرب ان كان به عقلاء .
الخلاصة :
الحرب على الفضيلة
فكرة إبليسية ترعاها الصهيونية بعقول ماسونية وأيدي علمانية وغربان فن ممسوخ الهوية.
العلاج وطريق الخلاص :
الإسلام والسنة والأمة ثلاثة مفردات كفيلة برد سهام اللئام و الذئاب المتربصة بالأمة العربية والإسلامية فلا منتصف طريق مع غربان المشاريع المعادية للأمة العربية والإسلامية سواء المشروع الصهيوني او المشروع الصفوي الخميني او المشروع الطائفي الخادم لهما كمقدمة لتيه لم ولن يكون بفضل الله وإن تمكن أهل المكر برهة من الزمن .
* مستشار تحرير إيران بوست