صدر العدد الرابع من مجلة «شؤون إيرانية»، التي تُعنى «بالوقوف في وجه أطماع ملالي طهران في المنطقة العربية، من أجل قطع الطريق على المشروع الطائفي التوسعي لـ «ذوي العمائم السوداء» في الشرق الأوسط»، وهي تصدر عن مركز الخليج للدراسات الإيرانية.
وتضمن العدد حوارًا مطولًا مع الدكتور سعيد الصباغ، عضو هيئة التدريس بكلية الآداب جامعة عين شمس في مصر، هو «عمدة الشأن الإيراني» بلا منازع، وهو الخبير الأول بالشؤون الإيرانية على مستوى مصر والعالم العربي، الذي تؤسس كتبه ومؤلفاته لمعرفة واسعة بالشؤون الإيرانية والفارسية، على المستويات كافة، سواء على مستوى علاقات إيران بجيرانها في الإقليم، أو على مستوى العلاقات الإيرانية الدولية، فضلًا عن الشأن الداخلي في البلاد.
والدكتور الصباغ، الأكاديمي الموسوعي الذي نعيش في حضرته خلال هذا الحوار، حاصل على ليسانس آداب قسم اللغة الفارسية، والماجستير في تاريخ إيران السياسي، ودرجة الدكتوراه في العلاقات «المصرية - الإيرانية»، وهو أستاذ الدراسات الإيرانية المعاصرة بكلية الآداب جامعة عين شمس، ورئيس وحدة الدراسات الإيرانية بمركز بحوث الشرق الأوسط. كما عمل أستاذًا للغة الفارسية، ومديرًا لوحدة تطوير مهارات أعضاء هيئة التدريس بكلية اللغات والترجمة جامعة الملك سعود بالمملكة العربية السعودية.
وفي هذا الحوار الشامل مع «شؤون إيرانية»، يرى «الصباغ» أن توقيع إيران الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة في فيينا، هو أمر تحتاجه طهران بشدة لرفع العقوبات المفروضة عليها، معتبرًا أن رفع هذه العقوبات سوف يمثل «قبلة الحياة» للنظام الإيراني، وأن ما يظهر من تشدد إيراني في بعض الأحيان، الغرض منه فقط هو تحسين موقف طهران التفاوضي.
أضاف «الصباغ»، أن الولايات المتحدة بتوقيعها «اتفاق فيينا»، ترغب في التفرغ للمواجهة القادمة مع الصين، كما تعتريها رغبة جادة في نصب «القفص الذهبي» لإعادة إيران إلى المعسكر الأمريكي مرة أخرى في ظل تصاعد التنافس مع الصين وروسيا، مشيرًا إلى أن نظام الملالي ليس في عجلة من أمره في امتلاك السلاح النووي، ولا يأبه كثيرًا بالضغوط الدولية عليه في هذا المجال، ويعتبرها نوعًا من «الابتزاز».
واعتبر «الصباغ» أن (إسرائيل) لن تقوم بتوجيه ضربة عسكرية مباشرة إلى إيران، ولكنها ستلجأ إلى ما يمكن أن نسميه «استراتيجية القهر من الداخل»، لافتًا إلى أن الولايات المتحدة أبلغت (تل أبيب) تعليمات صارمة بعدم تنفيذ أي عمليات داخل إيران أثناء المفاوضات الجارية في فيينا، حتى لا تتعقد هذه المفاوضات.
كما تضمن العدد ملفًا كاملًا عن «الاحتلال الإيراني» في المنطقة العربية، والتصريحات الفريدة من نوعها، التي اعترف علي غلام رشيد، القائد العسكري الإيراني البارز، مؤخرًا، بأن لدى بلاده 6 جيوش خارج حدودها تعمل لصالحها!
وقال «رشيد» وهو قائد ما يعرف بـ «مقر خاتم الأنبياء»، إن الجنرال قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» السابق، أعلن قبيل مقتله بثلاثة أشهر، أنه قام بتنظيم 6 جيوش خارج الأراضي الإيرانية بدعم من قيادة «الحرس الثوري» وهيئة الأركان العامة للجيش الإيراني.
وأضاف رشيد، أن تلك الجيوش تحمل ميولًا عقائدية، وتعيش خارج إيران، ومهمتها الدفاع عن طهران ضد أي هجوم محتمل، وأنها تشمل «حزب الله» اللبناني، وحركتي «حماس والجهاد» الفلسطينيتيّن، وقوات نظام بشار الأسد في سوريا، وميليشيات «الحشد الشعبي» العراقي، وميليشيا «الحوثيين» في اليمن، مؤكدًا أن تلك القوات تمثل «قوة ردع» بالنسبة لإيران.
هذه التصريحات تُعد اعترافًا رسميًا جديدًا بأن إيران تحتل بالفعل عدة دول عربية، وأن لديها في هذه الدول جيوشًا نظامية وشبه نظامية وميليشيات مسلحة تابعة، تضمن لها السيطرة الكاملة على مقدرات تلك الدول، شعوبًا وحكومات. وذلك في إطار «المشروع الاستعماري» الإيراني في المنطقة العربية.
وتضمن الملف تقريرًا بعنوان «وقائع «الاحتلال الإيراني» للعراق»، وتقريرًا بعنوان « سوريا.. محافظة إيرانية!»، وتقريرًا بعنوان «لبنان.. احتلال إيراني بـ «الوكالة»»، وتقريرًا بعنوان «كيف وقع اليمن تحت «الاستعمار الإيراني»؟».
كما تضمن العدد الدراسة الموثقة عن مشروع إيران لاحتلال أراضي السنة في العراق والشام للباحث العراقي فاروق الظفيري تحت عنوان ««طريق السبايا».. بين الواقع التاريخي والتوظيف السياسي والطائفي».
وتضمن العدد الرابع من مجلة شؤون إيرانية تقارير أخرى هامة وخطيرة تبين المشروع الإيراني لاحتلال المنطقة العربية.