تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني
يقول سن تزو في فن الحرب إن كنت تعلم قدراتك و قدرات خصمك فما عليك أن تخشى من نتائج مائة معركة و أن كنت تعرف قدرات نفسك و تجهل قدرات خصمك فلسوف تعاني من هزيمة ما في كل نصر مكتسب أما إن كنت تجهل قدرات نفسك و تجهل قدرات عدوك فالهزيمة المؤكدة هي حليفك في كل معركة ... السؤال هو هل نعرف عدونا و نعرف أنفسنا ؟
تسيطر علينا نظريات كثيرة عن المؤامرة و التحالف الخفي بين إيران/ أمريكا و إيران/ فرنسا و إيران/أي طرف في عداوة معنا و تقدم شواهد تدل على وجود المؤامرة مثل حياة الخميني في فرنسا قبل الثورة ، مساعدة إيران في إحتلال العراق و أفغانستان ، دعم إيران لنظام الأسد العميل بائع الجولان ، سكوت الغرب على البرنامج النووي الإيراني الذي أوشك على الاكتمال الخ الخ ، أولا يجب أن نتفق على أن الفرق بين النظرية و الحقيقة و الشاهد و الدليل مسألة فيها خلط كبير عندنا و أن عدم وجود الأدلة القطعية على وجود المؤامرة لا ينفيها كما لا يثبتها وجود الشواهد فقط .. تظل تقاطعات المصالح بين القوى الفاعلة ، تصفية عدو بعدو و استخدام قوة الغير و حساباته الذاتية لحسابك أمر متعارف عليه في الحرب و السياسة بل توريط اعدائك في معارك لإضعافهم واحد من تكتيكات الحرب ، يقول نابليون اذا رأيت اعدائك يقتتلون فلا تقاطعهم ، و نعرف جميعا قاعدة عدو عدوي صديقي لكن مالا نعرفه أنه صديقي إلى حين التمكن من القضاء عليه ، أن فكرة بناء تحالف للحرب و تفكيك التحالف لحساب تحالف جديد قضية عادية جدا لأنه لا أعداء دائمين و لا أصدقاء دائمين و إنما مصالح دائمة هذا المنطق في إدارة السياسة قد لا يستسيغه الإسلاميون و ينفروا منه و لكن هذا لا يغير أن الجميع حولنا يفعل هذا و لا يضيرهم إعتبار هذا نوع من التأمر غير الاخلاقي أو اعتباره عمل سياسي حربي تقوم به الدول حماية لمصالحها و تعتبره عمل وطني و ديني أحيانا حسب العدو و بإختلاف ظروف كل دولة ، اختلافنا نحن فيما بيننا في الحكم على الظواهر التي أمامنا يجب أن يكون في حدود أن تكوين رأي كامل و صحيح صعب في ضوء نقص المعلومات القطعية و توافر الظنية فقط و أن هذا يجعل الخلاف بيننا محتمل و لا يفسد للود قضية ، سأضرب مثال يوضح ما فات هو علاقة إيران بحركة طالبان الذي أنتقل من الود في بداية ظهور الحركة إلى العداء و الحرب ثم الدعم الخفي وغض الطرف ثم الوساطة مع الحكومة لحل الأزمة في أفغانستان .