تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني
تصدر خلال أيام الطبعة الثانية من كتاب "الكروان الممنوع: قصة القارئ الشيخ عنتر مسلم"، للكاتب الصحفي طايع الديب. يكشف الكتاب فصلا شبه مجهول من التاريخ الثقافي والاجتماعي المصري، حدثت وقائعه الغريبة خلال عقد الثمانينيات من القرن الماضي، حين أصدر الأزهر قرارا بمنع تداول أشرطة القارئ "الشيخ عنتر" في الأسواق، بناء على شكاوى تقدم بها من القرّاء والأزهريين، أفادت بأن الشيخ كان يقرأ في مجالس العزاء بروايات غير معترف بها، وتُعد في عداد القراءات الشواذ.
ويقول الديب، إن قضية "الشيخ عنتر" التي أثارت جدلا واسع النطاق في مصر وقتها، ما بين مؤيد ومعارض لطريقته في القراءة، تسببت في حالة من اللغط العام، خصوصا أن القارئ اكتسح سوق الكاسيت في مصر آنذاك، وكانت أشرطته هي الأكثر تداولا، حيث انتصر له الراحل محمود السعدني ووصفه بأنه صاحب "أسلوب فذ" في التلاوة، بينما هاجمه مشايخ وخطباء الحركة السلفية بقسوة.
ويضيف المؤلف أن "الشيخ عنتر قارئ مُختلف عليه، فله مؤيدون وأعداء، لكن هذه التجربة تستحق الدراسة، خاصة أنها تُدرس حاليا في جامعات ذات سمعة دولية منها (كلية دارتموث) الأمريكية، حيث سيصدر قريبا عن الجامعة كتاب للباحث أندرو سايمون، يتناول تاريخ مصر الثقافي، ويتضمن الكتاب فصلا كاملا عن عنتر مسلّم".
ويوضح الكاتب أن الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي أراد احتضان تجربة الشيخ عنتر، حين تم التضييق عليه في مصر، باعتباره صاحب محاولات ثورية لإحداث تغييرات جذرية في دولة التلاوة المصرية، وأرسل القذافي مبعوثا شخصيا للشيخ قابله في القاهرة، وعرض عليه الإقامة في ليبيا، وقراءة القرآن في المناسبات القومية، فضلا عن حصوله على الجنسية الليبية، لكن الشيخ رفض هذا العرض المغري.