نعلم جميعنا أن جريمة ذبح الضحية أبشع جريمة يرويها التاريخ ويهتز لها ضمير الإنسان!
جرائم الذبح على مدى التاريخ البشري تروى للأجيال بأعلى شكل من أشكال التعاطف مع الضحية لأنها تؤثر على عمق مشاعر ووجدان المتلقي وبشكل كبير!
أبشع صور الجرائم الكثيرة التي خلفتها المنظمات المتطرفة على مدى التاريخ هي جرائم ذبح الضحايا، من أسرى ومعتقلين وخصوم ومعاندين وأعداء في كل الميادين!
آخر جرائم الذبح التي هزت ضمير البشرية هي تلك التي ارتكبتها المجموعات المتطرفة بأسماء مختلفة من "داعش" و"نصرة" و"ماعش" و"الحشد الشعبي" وغيرها!
هذه الجرائم وبالرغم من أن الحديث عن وقوعها اكتسح ساحة الرأي العام العالمي إلا أن هناك ظهرت آراء شككت في حدوث بعضها واعتبرت بعض الجرائم التي اتهمت بها "داعش" على أنها تحتاج إلى دراسة وتفحص علمي تخصصي للتأكد من حدوثه!
انضم عدد من الباحثين والصحافيين إلى هذا الرأي أو المطلب وهم غير قليلين حتى إن بعضهم وضع سمعته ومكانته الاجتماعية وعمله في رهان على هذا الرأي.
أهم شخصية سياسية، أدبية وعلمية يمكننا الإشارة إليها هي الدكتورة ناعومي ر. وولف كاتبة وصحافية ومستشارة سياسية سابقة في الليبرالية الأمريكية، عملت مع المرشح الأسبق للرئاسة الامريكية السيد آل غور وقبله عملت مع بيل كلينتون. ظهرت ن. ر. وولف لأول مرة في عام 1991 باعتبارها مؤلف كتاب The Beauty Myth. "ويكيبيديا"
شككت هذه السيدة بالمشاهد التي يظهر فيها عناصر لداعش يرتكبون جريمة الذبح ودعت الى التحقيق العلمي المستقل في هذا الشأن!
أنا لا أريد هنا أن أحكم على صواب رأي هذه السيدة من عدمه بل هدفي من الإشارة إلى رأيها ورأي غيرها في الموضوع هو بناء على شدة التأثير التي تتركها هذه الجريمة "الذبح" على الرأي العام!
لا شك أن العالم كله وبلا استثناء تعاطف مع الضحايا وناشد بالقضاء على داعش وأي جهة إرهابية تتعامل مع كرامة الإنسان بالشكل الذي شاهدناه في تلك المشاهد التي كانت ومازل بعضها ينتشر على شبكات التواصل الاجتماعي!
أنا جئت بهذه المقدمة المختصرة جدا عن بشاعة الجريمة لأصل إلى موضوع أهم يخصنا كأحوازيين وهو جريمة الذبح التي ارتكبتها قوات نوبو أو "نوپو"(نيروي ويژه پاسدار ولايت) أو (نيروي ويژه پاد وحشت) وأسماء أخرى ظهرت لها، في مدينة معشور والتي أشرت إليها بناء على مطالب الأحوازيين الذين نقلوها من الأحواز أينما تمكنت!
المؤسف أني لاحظت ولأسباب تتعلق بالأحوازيين في الخارج أن هناك إهمال في ما يخص هذا الخبر!
عندما تكلمت أنا عن الموضوع لم يكن كلام من صنع الخيال بل نقل لي من احد الشهود وذكر ان هناك ما يقارب 8 احوازيين قتلوا بشكل متشابه جداً بعد ان تم جرحهم بسلاح القناصة ومنع المحتجين من الوصول اليهم لنقلهم حتى وصلتهم قوات نوبو وإحاطتهم ثم نقلتهم من على ساحة الاحتجاج!
ويكمل الراوي ان رؤوس هولاء كانت شبه مفصولة عن اجسادهم بعد ان تم تسليمهم الى اهاليهم لكنها مخيطة مرة اخرى بشكل عشوائي واضح في مكانها!
انا لدي ادلة مقنعة تثبت ان ما قيل لي مهم جداً وفيه الكثير من المصداقية ويحتاج فقط لتحري دولي مستقل لإثباته ورفع اي شك بشأنه!
الأسئلة التي يمكن طرحها على الساحة الأحوازية المتأزمة هو لماذا لم يحظى هذا الموضوع الاكثر من مهم، حقه في الاعلام الأحوازي وتقارير حقوق الانسان وغيره!
هل كشف "عباقرة الاعلام" الأحهوازيين ان هذه الجريمة حتى لو انها ارتكبت بحق المحتجين الاحوازيين في معشور وربما في غيرها من المدن لم تستحق الاهتمام ام انها أنانية المتأزمين الذين يحاول كلٌ منهم ان يكون المصدر الوحيد في الساحة؟
هل السلطات الإيرانية لا تتطرف الى هذا الحد في ارتكاب الجرائم بحق الاحوازيين؟
هل المانع هو الخوف مشترك بين البعض الذي تصدر بفضل التضحيات الاحوازية مشهد الاعلام وبين المعارضة الشوفينية التي لا تريد ان تظهر هكذا جرائم تتهم بها إيران حتى لا تنشدخ صورة الدولة(الحضارة) الفارسية والفرد الفارسي المتحضر وصاحب كتيبة كورش لحقوق الانسان في اذهان الرأي العام الدولي؟
اترك الأمر للمتابع الأحوازي المنصف أن يحكم!