تنتشر بسرعة ظاهرة ما يسمى بـ "ترك الدراسة " في إيران في ظل حكم الملالي.
تشير النتائج التفصيلية لآخر إحصاء أجرته المؤسسة الوطنية للإحصاء في نظام الملالي أن عدد الأطفال الإيرانيين التاركين للدراسة والأميين في عام 2016 يُقدر بما يتراوح بين 1,5 إلى 2 مليون. بيد أن حفيظ الله فاضلي ، المسؤول الحكومي في محافظة جهارمحال و بختياري ، يذهب إلى أبعد من ذلك ويقول: "يوجد حالياً 3,5 مليون طفل منقطعون عن الدراسة في البلاد" (وكالة تسنيم للأنباء ، 25 أغسطس 2019 )
لقد أظهرت التجربة أنه كلما تجاوزت المشكلات والكوارث الاجتماعية، الحد، يتصدر عملاء النظام المشهد خشية من العواقب التي ستترتب عن ذلك، للتفكير في حل باللجوء إلى الدجل وتحت ستار التعاطف مع المجتمع. ولهذا السبب، فإنهم يحاولون التقليل من هذه العواقب، حتى عند تقديم الإحصاءات، من أجل التستر على الأبعاد الكارثية وتبرئة ساحة القادة النهابين والمجرمين في هذه الحكومة من الاتهامات. فعلى سبيل المثال ، "يفيد إعلان وزارة التربية والتعليم ومعاونية وزارة الرعاية الاجتماعية للتعاونيات ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية في نظام الملالي إن 141000 طفل تتراوح أعمارهم ما بين 6 إلى 11 سنة منقطعون عن الدراسة ؛ ويقيم أغلب هؤلاء الأطفال في محافظات سيستان وبلوشستان وطهران وخراسان الرضوية وخوزستان وفارس وأذربيجان الغربية وكرمان. "( سلامت نيوز ، 5 أغسطس 2019).
الفقر هو السبب الرئيسي في تزايد معدل تاركي الدراسة بين الأطفال
وفقًا للاعترافات مبسترة وناقصة لهؤلاء المسؤولين الحكوميين، فإن الفقر الاقتصادي هو السبب الرئيسي لتزايد معدل تاركي الدراسة بين الأطفال في بلدنا. قال المدير العام للتربية والتعليم في أذربيجان الغربية، إحسان جوهري راد، في حديث للصحفيين في محافظة جولستان: "من المؤسف أن المشاكل الرئيسية للطلاب المنقطعين عن الدراسة في محافظة جولستان هي مشاكل اقتصادية، وفي حالة حل هذه المشكلة، يمكننا أن نتفائل بإقبال الطلاب على الدراسة". (مقابلة مع المراسلين الشباب في محافظة جولستان، 24 يوليو 2019)
وفقًا لإحصائيات مركز أبحاث مجلس شورى الملالي في عام 2018، فإن 23 إلى 40 في المائة من سكان إيران يعيشون تحت خط الفقر. ووفقًا لتصريحات عضو هيئة رئاسة مجلس شورى الملالي، أحمد أمير آبادي فراهاني ، في وكالة "ميزان" للأنباء في 21 يناير 2019 ، فإن معدل التضخم في ميزانية 2019 وصل إلى 50 في المائة تدريجيًا ، ورقم خط الفقر للأسرة المقيمة في طهران أقل من 4592000 تومان.
أعلنت وكالة "آرمان" للأنباء في 23 يونيو 2019 إن أكثر من نصف الشعب الإيراني يعيشون تحت خط الفقر.
وهذه هي نتيجة الحكم المتطرف الذي وعد به مؤسسه النصاب قبل سرقة كرسي السلطة بأنه سيوفر كافة الخدمات العامة من مياه وكهرباء وصحة وتعليم مجانًا وأنه سيحمل العوائد النفطية إلى ديار المواطنين، رافعًا شعار دعم المستضعفين. ولكنه بمجرد أن سرق كرسي السلطة سحق بقدميه كل وعوده الخادعة، وبدلا من الوفاء بوعوده جعل نهب الثروة الوطنية حرفة له وللمسؤولين الآخرين في الحكومة.
ربحية التربية والتعليم عامل آخر من عوامل "ترك الدراسة"
ومن بين الأسباب الرئيسية في تزايد معدلات تسرب الأطفال هو ربحية التربية والتعليم تحت مسمى الخصخصة. وتنص المادة 30 من دستور نظام الملالي على ضرورة مجانية كافة الخدمات التي تقدمها وزارة التربية والتعليم، إلا أن المسؤولين اللصوص في نظام الملالي يبررون إنشاء المدارس الخاصة الربحية بالقول إن "المدارس الخاصة لا تحل محل المدارس الحكومية بل إنها تعوض أوجه القصور في التعليم إلى جانب المدارس الحكومية". (وكالة إيلنا للأنباء ، 23 أبريل 2019)
بطبيعة الحال، في مثل هذا البلد المضطرب الذي هو نتيجة ممارسات الملالي من السرقات وارتكاب الجرائم على مدى 40 عامًا لا تبقى فرصة لتنشأة وتطوير طلاب الطبقات الفقيرة. وليس لدى هؤلاء الأطفال الفقراء القدرة على مواصلة الدراسة في مراحل تعليمية أعلى، حتى لو نجحوا في مرحلتهم التعليمية في المدارس؛ وبات الالتحاق بالجامعات بالنسبة لهم من أكبر الطموحات.
وأشارت صحيفة "جوان" الحكومية في 11 أغسطس 2019 إلى هذه الحقيقة المرة وقدمت إحصائية مخزية لعدد الناجحين في إمتحان قبول الجامعات ، كاتبة:" لا يوجد هذا العام تلميذ واحد من المدارس الحكومية من بين المتفوقين في إمتحان قبول الجامعات، وأن 87 في المائة من الطلاب المتفوقين في هذا الامتحان يتلقون تعليمهم في المدارس الخاصة".
الحل الجذري والنهائي لـ "ترك الدراسة"
لا شك في أنه لا يمكن تتبع السبب الرئيسي لجميع المشاكل الاجتماعية في المجتمع، بما في ذلك الظاهرة المؤلمة لترك الدراسة لدى الأطفال، إلا في الجشع والطمع الذي لا يشبع نهم قادة نظام الملالي. إذ كيف لنا أن نتوقع من بلد تتجاوز فيه ثروة وممتلكات زعيمه المخادع 200 مليار دولار؛ ورئيس السلطة القضائية السابق فيه وهو نفسه رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام حاليًا، المدعو صادق آملي لاريجاني لديه 64 حساب مصرفي مختلف، أن يحل مشاكل المجتمع ؟
لقد أدرك الشعب الإيراني جيدًا أن مشكلة "ترك الدراسة" ، مثلها مثل الكوارث الاجتماعية الأخرى كالتشرد والإقامة في المقابر وبيع الأعضاء وأطفال الشوارع وبيع الأطفال ... وغيرها من الكوارث، هو نتيجة 4 عقود من حكم نظام الملالي الشؤم ، ولا يوجد أي حل سوى الإطاحة بهذا النظام.
هذه هي الرسالة التي تبرزها طبقات الشعب المختلفة يوميًا في شعاراتهم، وليس من المسبتعد أن تقضي انتفاضة الطلاب الإيرانيين على اضطهاد الملالي بالتعاون مع المقاومة الشاملة في جميع أنحاء إيران ومعاقل الانتفاضة داخل البلاد.