الجمعة, 22 نوفمبر 2024
اخر تحديث للموقع : منذ إسبوع
المشرف العام
شريف عبد الحميد

ملالي «قم وطهران» على أعتاب البحر المتوسط

المجلة - محمود رأفت | Sat, Nov 4, 2017 2:14 AM
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني

ما يجري في المنطقة العربية، يحمل إشارات خطيرة على ما ينتظر المنطقة بأكملها في المستقبل القريب، فالمخطط الصفوي الاستيطاني الاستئصالي المرحب به أمريكياً منذ عقود مستمر في إسقاط حواضر العالم الإسلامي الواحدة تلو الأخرى، وما حلب والموصل عنا ببعيد.

وكلما سقطت مدينة، تبدأ التهديدات باستهداف مدن أخرى، بل وبلدان أخرى، يحدث كل ذلك في ظل موت سريري فعلي لكثير من الأنظمة السياسية في البلدان الإسلامية، لا نتحدث هنا عن «مواجهة» بل على الأقل رد فعل لفظي، ولكن حتى الإدانة والاستنكار باتت غائبة، بل إن الطامة الكبرى أن هناك أنظمة عربية تؤيد جهاراً نهاراً ما يجري بحق المدن السورية والعراقية بحجة ما أسموه «محاربة الإرهاب»، رغم أن الوقائع والتجارب أثبتت أن المستهدف هو المكون السُّني فقط لا غير!.

ويبدو أن الكثير من البلدان العربية لم تدرك بعد ما الذي يعنيه التغلغل الإيراني العسكري والاستخباراتي والاستيطاني في سوريا والعراق، وأن هذا الاحتلال لم يأت لمساندة نظام الأسد والأحزاب الشيعية في العراق وإنما ليحتلهم.

البدر الشيعي

الاستراتيجية الإيرانية واضحة المعالم، فهي لم تعد تبحث عن «الهلال» الشيعي فقط وإنما بات الحديث اليوم عن «البدر» الشيعي، ولهذا فـ «الحرس الثوري» الإيراني مستمر في فتح «طريق بري» لربط قواته وقواعده العسكرية في إيران بمليشياته الإرهابية في سوريا ولبنان عبر العراق وصولاً إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط عبر بيروت والساحل السوري.

الرئيس الإيراني روحاني جاهر بالقول، لا قرار يُتخذ في لبنان دون الرجوع إلى إيران، وهذه هي الحقيقة ليس في لبنان فقط وإنما كذلك في العراق وسوريا وشمال اليمن.

حتى أن زعيم مليشيا «عصائب أهل الحق» في العراق قال إن منظمته ماضية في مشروعها لإقامة ما سماه «البدر الشيعي» وليس «الهلال الشيعي»، وأنه بظهور من وصفه بصاحب الزمان، وهو الإمام الثاني عشر الغائب عند الشيعة، فإن قواتهم "ستكون قد اكتملت بالحرس الثوري في إيران وحزب الله اللبناني وجماعة الحوثي في اليمن وعصائب أهل الحق وإخوانهم في سوريا والعراق"، وفق تعبيره.

وقد وصل الأمر بحيدر العبادي رئيس حكومة المنطقة الخضراء أن يقول لوزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، إن الحشد الشيعي (الذي شكلته غيران) ليس وكيلاً لإيران، وهم أمل العراق والمنطقة، والحشد مؤسسة رسمية ضمن مؤسسات الدولة، والدستور العراقي (دستور الاحتلال).

محاولات التقارب

محاولات بعض الدول العربية التقارب مع الحكومات الكارتونية في لبنان والعراق أو زعماء المليشيات الشيعية في المنطقة، لن تنجح وهي مضيعة للوقت ورهان خاسر، فتلك البلدان تخضع بالكامل لسلطات مرشد إيران علي خامنئي، ومن العبث التقارب معهم، لأنهم بكل بساطة لا يملكون قرارهم أصلاً وإنما هم بيادق بيد خامنئي.

الشخصية الفارسية

ومن المهم أن نعلم أن من أهم خصائص الشخصية الفارسية، التي تعاني من عقد نفسية مركبة، أنها تؤمن بأن السلوك البشري تهيمن عليه المصالح الذاتية وحدها، وهو ما يقود هذه الشخصية في أكثر الأحيان للغدر حتى بأقرب المقربين لها، وكذلك تعاني سوء الظن أو الارتياب، والقلق وعدم الاستقرار.

وكذلك الاستغلال الشخصي للأفراد بعضهم البعض، وهو ما قاد النظام الإيراني إلى استغلال الشيعة العرب والأفغان والباكستانيين وجعلهم وقوداً لأطماعه في الهيمنة على سوريا والعراق واليمن.

الشخصية الفارسية تبحث عن الهيمنة، وهي لن تتنازل أبدا عما خطط له «آيات قم» في «بروتوكولاتهم».

ما يجري في المنطقة إذاً، لم يعد سراً أو خافياً، على أحد إلا قلة قليلة أضاعوا البوصلة، لذا لابد من استراتيجية مواجهة على كافة الأصعدة، فالجميع مستهدف والأمر جلل، ولم يعد هناك من مجال لإضاعة مزيد من الوقت، ولابد من إنهاء المظلومية السُّنية في العراق وسوريا، وإلا فأمن المنطقة بأكملها سيظل مهدداً، وبالتالي سيدفع الجميع ثمن ذلك خلال بضع سنوات ليس أكثر.

كلمات مفتاحية:

تعليقات

أراء وأقوال

اشترك في النشرة البريدية لمجلة إيران بوست

بالتسجيل في هذا البريد الإلكتروني، أنتم توافقون على شروط استخدام الموقع. يمكنكم مغادرة قائمة المراسلات في أي وقت